كيف ستتوسع أوبنر الأمريكية في مفهوم بناء الشركات في مصر: في أكتوبر الماضي، أعلنت شركة أوبنر لرأس المال المغامر، والتي يقع مقرها واشنطن دي سي وتتطلع للتوسع بالمنطقة، عن سعيها لشراء حصص في 50 شركة ناشئة للتكنولوجيا وتخصيص 5 مليون دولار لشركات مصرية في مرحلة أولية. وهذا الأسبوع، أعلنت الشركة، التي يقع مقرها في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن أول استثمار لها من 6 أرقام بالدولار لصالح تجارة دوت كوم، والذي سيوجه لصالح تقديم الدعم الفني والخبرات والموارد الأخرى إلى جانب التمويل المغامر. تركز شركة رأس المال المغامر على الشرق الأوسط وأفريقيا بقيادة مؤسسها المصري الأمريكي والشريك العام أشرف روفائيل، والعضو المنتدب للشركة بمصر أحمد الشريف.
حاورت إنتربرايز أحمد الشريف (لينكد إن)، العضو المنتدب لأوبنر، والذي يسعى لتقديم نموذج “بناء الشركات” في مصر. وتحدث إلينا الشريف حول نهج أوينر، وخططها، وكيف يمكن أن يكون نموذج “بناء الشركات” هو ما يحتاجه قطاع رأس المال المغامر الوليد في مصر.
ومن أبرز ما جاء في المقابلة مع الشريف:
- “بناء الشركات” هي عملية منهجية لإنشاء وتنمية شركات جديدة، لديها تاريخ حافل من دعم احتمالات النجاح في الشركات الناشئة.
- وتعمل أوبنر في مصر كمنشئة متخصصة للشركات، بعد إجراء بعض التعديلات والتحسينات على نموذج عملها مع دخولها السوق.
- وتهدف شركة رأس المال المغامر إلى توسيع تمويلها إلى 30 مليون دولار في خطة طويلة الأجل تتضمن تخصيصها مبلغا مبدئيا قدره 5 ملايين دولار لما يصل إلى 50 شركة ناشئة في العامين المقبلين.
- لا تزال مصر بحاجة إلى المزيد من المستثمرين والداعمين في المرحلة المبكرة. ويحتاج المستثمرون في هذا المجال إلى أن يكونوا أكثر جرأة بشأن دعم الشركات الناشئة من مرحلة مبكرة من أجل النمو وتوسيع نطاق الشركات التي يمكن أن تصبح في النهاية “فوري” القادمة.
إنتربرايز: ما هو “بناء الشركات”؟
أحمد الشريف: نحن نختار فكرة أو منتجا يلبي احتياجات السوق الحالية ليقودها رواد أعمال رائعين، نضمهم إلينا منذ البداية. ونتحقق معا من صحة الفكرة ونبني المنتج ونختبره ونحصل على أول عملاء لنا. وعندما يصبحون جاهزين، نقوم بتسريع الإطلاق في السوق والمساعدة في تعيين فريق مؤسس ونمنحهم إمكانية الوصول إلى موارد بناء الشركة بما في ذلك الدعم من موظفينا والمساعدة في الوظائف الثانوية الأخرى في المجالات التي تغطي الشؤون القانونية والمالية والموارد البشرية، بالإضافة إلى نصائح التصميم والتسويق والعلامات التجارية. وهذا إلى جانب تمويل رأس المال المغامر نفسه. بناة الشركات ينتجون أفكارا يمكنهم أن يطرحوها بعد ذلك على السوق من خلال الشركات الناشئة التي يختارونها.
إنتربرايز: كيف يختلف ذلك عن حاضنات الأعمال وشركات رأس المال المغامر التقليدية؟
الشريف: في الاستثمار التقليدي لرأس المال المغامر بالمراحل الأولية، يستثمر صندوق ما مبلغا كبيرا من التمويل في عدد كبير من الشركات الناشئة، على أمل أن يحقق بعضها عائدا كبيرا في المستقبل. وعادة لا يقدم مستثمر رأس المال المغامر من غير “بناة الشركات” دعما أكثر من التمويل. وعادة ما يكون الدعم محصورا في الإرشاد والمساعدة أحيانا في دخول أسواق جديدة، ولكن نادرا ما يتعدى الأمر ذلك. وعلى النقيض، يقوم مستثمرو رأس المال المغامر في نموذج “بناء الشركات”، بالتركيز على عدد قليل من الشركات الناشئة المختارة بعناية والتي لا تزال في مراحلها الأولى وتعمل بشكل وثيق مع مؤسسيها.
إنتربرايز: لماذا تحتاج مصر نموذج “بناء الشركات”؟
الشريف: نعتقد أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة في تمويل المراحل المبكرة، والكثير من المؤسسين الموهوبين لديهم أفكار وحلول ذات صلة بالسوق وسوق مليئة بإمكانات التحول الرقمي. ويعاني معظم المؤسسين من محدودية التمويل، وعندما يتوفر التمويل، فإنهم يواجهون صعوبة في تخصيص الموارد للتحقق من الفكرة ولأنشطة بناء الشركة. ويساعد “بناء الشركات” الشركات الناشئة على سد هذه الفجوة، مما يزيد بشكل كبير من فرص نجاحها. ومن خلال هذه العملية، نساعد في تأسيس شركات تجمع بين تقاطع احترافي لأفضل المواهب مع الأفكار التي تم فحصها جيدا، والتي نقضي وقتا طويلا في التركيز عليها، وفي النهاية لتأسيس شركات تصلح للدعم. وأظهر تقرير حديث صادر عن شبكة جلوبال ستات أب ستوديو (بي دي إف) أن متوسط معدل العائد الداخلي للشركات الناشئة التي جرى إنشاؤها من خلال “بناء الشركات” يرتفع بشكل كبير. وتحقق الشركات الناشئة التي تمر بهذه العملية معدل عائد داخلي داخلي يبلغ 53% مقارنة بـ 21.3% إذا سلكت المسار التقليدي، كما يتقلص الوقت الذي يحتاجون إليه للوصول إلى جولة التمويل “أ” إلى 25.2 شهرا فقط من 56 شهرا.
إنتربرايز: ما هي خطط أوبنر لمصر؟
الشريف: نتطلع إلى تقديم 5 ملايين دولار في البداية للتأسيس، جنبا إلى جنب مع توسيع نطاق الشركات في المراحل المبكرة من خلال نموذج بناء الشركات. واستثمرنا حتى الآن رأس مال وموارد في 5 شركات ناشئة في قطاعات الرعاية الصحية الشاملة والتكنولوجيا المالية وتحويل الأموال بين الشركات والرياضة والتجارة الإلكترونية التي تركز على الإلكترونيات والتكنولوجيا التعليمية ونقوم حاليا بدراسة 4 قطاعات أخرى.
وتتمثل خطتنا المستقبلية لمصر في توسيع هذا الصندوق البالغ 5 ملايين دولار ليصبح صندوقا أكبر بقيمة 30 مليون دولار، يركز على الشركات الناشئة التي يمكننا دعمها من خلال سلسلة القيمة في مراحلها المبكرة بأكملها، ونقلها من مجرد فكرة إلى مشروع مدعوم ومتكامل. كما سيجري الصندوق الموسع أيضا جولات متابعة في عدد قليل من الشركات المختارة، ولكن هذه خطة طويلة الأجل.
إنتربرايز: لماذا يجب على رواد الأعمال في مصر العمل مع أوبنر؟
الشريف: لقد استثمرنا 25 مليون دولار في 100 شركة منذ الربع الرابع من 2016، وصلت قيمتها الآن إلى 2.95 مليار دولار، كما أن إجمالي رأس المال الذي جمعته هذه الشركات يزيد عن مليار دولار. ولدينا أيضا سجل إنجازات قوي ومثبت في بناء الشركات التي انطلقت أو أصبحت رائدة في قطاعاتها، وهذه الشركات تلقت استثمارات متابعة من إكسون موبيل وماستر كارد وسيتي فينتشرز وغيرها من الشركات متعددة الجنسيات، وكذلك من العشرات من شركات رأس المال المغامر الأمريكية من الدرجة الأولى. أما فيما يتعلق بعملنا، فنحن نوفر لهذه الشركات كل ما تحتاجه، سواء كان تصميمات لواجهة أو تجربة المستخدم (UX/UI) أو الهندسة أو العلامات التجارية أو التسويق أو التوظيف أو الخبرة القانونية أو المالية. وبهذه الطريقة، يمكن لرواد الأعمال التركيز على ما هو أكثر أهمية، وهو بناء شركاتهم وتنمية قاعدة عملائهم. نلاحظ هنا أيضا أن تصميم العملية لكل شركة يكون بناء على احتياجاتها.
إنتربرايز: كم يبلغ متوسط قيمة التذكرة الواحدة لشركتكم؟
الشريف: نقدم ما يصل إلى 250 ألف دولار مقابل حصة متغيرة من الشركة الناشئة المستهدفة (بحسب كل حالة، ويعتمد هذا على الشركة وتطورها وحجم الدعم الذي تحتاجه).
إنتربرايز: ما هي القطاعات الأكثر إثارة لاهتمامكم في مصر، وتحديدا من المستثمرين المشاركين معكم؟
الشريف: نحن محايدون تجاه كل القطاعات، لكن الاتجاهات العامة التي تجذبنا هي التكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا التأمين، وتكنولوجيا العقارات، وتكنولوجيا الخدمات الحكومية، والرعاية الصحية الرقمية، والإعلام والترفيه، والتجارة الإلكترونية، وبرمجيات الشركات، والذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين.
إنتربرايز: حدثنا قليلا عن استراتيجيتكم للتخارج. ما هي خططكم لضمان أن الشركة ستحقق تخارجات قوية في المستقبل؟
الشريف: استراتيجيتنا للتخارج مباشرة. عندما تثبت تلك الشركات نفسها، نستهدف جدب استثمارات تالية للشركات التي نستثمر بها. وبناء عليه، نعتقد أننا كلما فعلنا ذلك زادت فرص النجاح، وأن العوائد التي نولدها لمستثمرينا ستكون أعلى من المعتاد. ما يحفزنا للتخارج هو عرض استحواذ، أو اكتتاب عام أولي، أو الوصول إلى مستوى معين من العوائد، أو عبر جولات الاستثمارات التالية، والتي هي بطبيعتها شكل من أشكال التخارج.
إنتربرايز: ما الذي يجب أن نعرفه عن أوبنر أيضا؟
الشريف: كشركة متخصصة في تأسيس الشركات بالأساس، لدينا ثلاثة خطوط للأعمال: أوبنر إنوفيت، حيث نتشارك مع الشركات الرائدة لإنشاء وإطلاق وتوسعة طابور من شركات التكنولوجيا الناشئة يتطور باستمرار، وكذلك أوبنر بيلد وأوبنر إنفست، وهما جزء من نموذج بناء الشركات كما ذكرنا بالأعلى.
إنتربرايز: هل هناك أسماء في قطاع التكنولوجيا تتوقع لها قصة مثل قصة “فوري”؟
الشريف: لا يمكنني أن أتنبأ بذلك بثقة على شركة من الشركات في هذه اللحظة، الشركات القائمة تحتاج إلى وقت بالتأكيد للازدهار، وأصبحت البيئة الحالية أكثر ملاءمة لذلك. يخبرني حدسي أن قصة النجاح الكبيرة التالية ستكون أيضا في مجال التكنولوجيا المالية.
إنتربرايز: لماذا في رأيك هناك نقص في طرح الشركات الناشئة للاكتتاب العام؟ ولماذا تكون كل الشركات المطروحة تقليدية إلى حد كبير؟ وهل هناك انقطاع بين عالم الشركات الناشئة والبورصة المصرية؟
الشريف: نحتاج إلى المزيد والمزيد من المستثمرين والداعمين في المراحل الأولية. الأكثر أهمية هو أننا نريد المزيد من قصص الدعم من رأس المال المغامر للشركات الناشئة التي يمكن أن تجذب المزيد من التمويل. هذا يعني أننا نحتاج إلى التركيز على أهمية الحلول التي نمولها ونبنيها، وبالتالي نبني محافظ من الاستثمارات عالية العائد. هناك العديد من الفجوات غير المعالجة بعد، وينبغي أن يكون هناك مزيد من التركيز على دعم الشركات الناشئة والأفكار التي تحل المشاكل المحلية والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالسوق. لا تزال سوق رأس المال المغامر بمصر والمنطقة في مرحلة لم تشهد فيها بعد عوائد كبيرة، لكن الصناعة تزدهر وتنمو مؤخرا، حتى أصبحت تحظى بكثير من الاهتمام خلال العامين الماضين.
إنتربرايز: هل رواد الأعمال الذين تعمل معهم يخططون لطروحات عامة في خططهم للنمو؟
الشريف: نركز أكثر حاليا على تثبيت نموذجنا وتكوين محفظة استثمارية رفيعة المستوى، بالنظر إلى أننا دخلنا السوق المصرية مؤخرا فقط. ولكن جزءا مما نفعله مع المؤسسين هو التركيز على تعريفهم بدورة إنشاء الشركات حتى التخارج منها. وفي المستقبل القريب، يمكن أن نركز أكثر على استكشاف هذا الموضوع مع المؤسسين.
إنتربرايز: ما هي وصفة النجاح للشركات الناشئة المدعومة برأس المال المغامر؟
الشريف: يحتاج المؤسسون إلى خبرة ممتازة في مجالهم، ويجب أن تكون لأفكارهم القدرة على إعادة تشكيل سلاسل القيمة على نطاق الصناعة ككل. وينبغي كذلك أن يكون لنموذج أعمالهم تأثير واضح وكبير على الاقتصاد والثقافة، وإمكانية تحسين معيشة الملايين من الناس.