روتيني الصباحي مع فاطمة غالي الشريكة والرئيسة التنفيذية لمجموعة مجوهرات عزة فهمي
فاطمة غالي الشريكة والرئيسة التنفيذية لمجموعة مجوهرات عزة فهمي: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع فاطمة غالي الشريكة والرئيسة التنفيذية لمجموعة مجوهرات عزة فهمي، وهي علامة تجارية دولية للمجوهرات تملكها العائلة.
مجوهرات عزة فهمي شركة عائلية، وقد التحقت بها منذ 20 عاما. بدأت عملي حين كنت صغيرة بقسم التسويق، وتقلدت مناصب في أقسام مختلفة حتى عام 2016، حينما توليت منصب المدير العام. وفي عام 2019 أصبحت الرئيسة التنفيذية للشركة.
يختلف روتيني خلال العمل من المنزل يوما عن الآخر، لكن العامل المشترك هو التأمل وممارسة الرياضة. أستيقظ عادة بين الثامنة والثامنة والنصف صباحا، وأمارس التأمل لمدة 30 إلى 40 دقيقة، ثم يأتي موعد التمارين الرياضية بين العاشرة والحادية عشرة، وفي العادة أنزل للجري في شوارع منطقة الزمالك حيث أسكن. يساعدني التأمل والرياضة كثيرا في إرساء قواعد يومي خلال الأزمة الحالية، فعن طريقهما أمتلئ بالطاقة والصفاء، وأتمكن من وضع قدمي على الأرض، وبالتالي يصير يومي أكثر إنتاجية.
تكتظ المساحة بين الحادية عشرة والنصف وحتى السادسة أو السابعة مساء بالاجتماعات عبر تطبيق زووم، وهو ما يكون غالبا أكثر إرهاقا من تعب العمل في المكتب. لدينا نوعان من الاجتماعات، واحد لإدارة الأزمات والثاني للتخطيط، ويشكلان معا جزءا كبيرا مما نفعله كل يوم.
في العادة أتمشى في الزمالك بعد انتهاء العمل في السادسة مساء، والآن صرت أستمتع بملاحظة منظر المساحات العامة في الجزيرة، وأشعر أني أتعرف إلى الحي بشكل مختلف. بعد ذلك أعود إلى المنزل لأحظى بحمام مريح، ثم أقضي بعض الوقت أمام التلفزيون، وبعدها أتجه للسرير في وقت مبكر جدا.
عندما بدأنا العمل من المنزل، علمت أن واجبي بصفتي مديرة الشركة يقضي بأن أكون الشخص الذي يثبت المكان ويحفظ توازنه. لكن هذا الدور تطور سريعا مع تكيف الموظفين على الأوضاع الجديدة، إذ تأكدنا جميعا من أن مستقبلنا يحتوي على كثير من الأشياء المجهولة.
تعتبر الأزمة الحالية تحديا كبيرا لشركتنا في ما يخص النواحي المالية، إذ أن منتجاتنا ليست ضرورية للحياة. أعلم جيدا أننا نقدم سلعا فاخرة يمكن للناس أن يحيوا من دونها بسهولة، لذلك عندما تتأثر إيراداتنا يكون علينا إعادة تقييم الوضع. أولويتنا القصوى كانت إبلاغ جميع العاملين بأننا سنخوض هذه الأزمة يدا واحدة. لقد تطورت الشركة وصارت ضخمة، لذا فإن التكلفة الثابتة لدينا مرتفعة للغاية. يضم فريقنا 250 موظفا يحصلون على رواتب مرتفعة، ولا نريد أن نضطر لتسريح أحدهم.
التحديات الرئيسية التي تواجهنا هي إدارة تكاليف الإنتاج وتحديد كيفية مواصلة العمل. لدينا حرفيون لا يمكنهم العمل من المنزل، وقد قررنا في منتصف مارس خفض عدد العاملين من 160 إلى 10 من العمال الأساسيين الذين يعيشون بالقرب من المصنع. ورفعنا كذلك من إجراءات التعقيم والتدابير الاحترازية، والآن صار الحرفيون يعملون على مسافة كافية من بعضهم البعض.
العقلية التي نعمل بها مبنية على ضرورة الاستمرار، وليس النمو. في منتصف مارس الماضي أغلقنا المكتب، وانتقل العاملون بأقسام المبيعات والتسويق والإعلان إلى العمل من المنزل بسهولة ويسر. بعدها بأيام قليلة خفضنا الإنتاج، مع فتح المحلات من العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء فقط، وتقليص عدد نوبات العمل إلى واحدة في اليوم تضم شخصين فقط.
التواصل الجيد بيننا كان مفيدا في تخفيف القلق الذي انتاب الجميع. ومنذ البداية، يمتلك كل واحد من الشركاء الثلاثة في الشركة ملفا بأرقام هواتف كل عضو في الفريق، حتى يتمكن من التواصل مع الجميع بشكل شخصي، وهو الإجراء الذي نراه مهما لتقليل الضغط بين العاملين.
من المرجح أن تتغير تشكيلة المنتجات التي نقدمها، فأساليب الشراء تتبدل خلال الأزمات، ويميل المستهلكون إلى ابتياع السلع الضرورية ذات الأسعار المعقولة، وبالتالي تحتاج كل العلامات التجارية إلى التكيف مع التغيرات الجديدة.
أشاهد الآن أكثر المسلسلات تفاهة على وجه الأرض: ذي آي تي كراود، بما فيه من دعابات بريطانية سوداء ساخرة. كذلك، أعيد مشاهدة ياس برايم مينستر، وهو واحد من أكثر المسلسلات التي أحبها بشكل عام، ويحكي عن فشل المؤسسات البيروقراطية. وقد بدأت متابعة مسلسل ناركوس قبل وصول الوباء إلى ذروته، لكن لم يعد بإمكاني مشاهدته الآن.
أكثر ما أفتقده حقا هو التفاعل البشري. أشتاق جدا إلى الجلوس مع أصدقائي المقربين لاحتساء المشروبات، أشتاق إلى احتضانهم جميعا.