منذ أن شارك في تأسيس الشركة، ساعد جون معتوق في صعود مكتب معتوق بسيوني ليصبح واحدا من أكبر مكاتب المحاماة في مصر والمنطقة. ولعب المكتب دور المستشار القانوني في عدد من كبرى عمليات الدمج والاستحواذ في المنطقة بما في ذلك استحواذ المجموعة المالية هيرميس على مدارس مجموعة طلعت مصطفى في القاهرة الجديدة في صفقة قيمتها مليار جنيه، بالإضافة إلى استحواذ عملاق التجارة الإلكترونية أمازون على “سوق دوت كوم” مقابل 580 مليون دولار. وقدم المكتب أيضا الاستشارات القانونية لعدد من الصفقات ذات الأهمية القومية مثل استحواذ شركة “مبادلة” الإماراتية على حصة قدرها 10% من حقل ظهر، في صفقة قيمتها 934 مليون دولار. وتلقى مكتوب معتوق بسيوني العديد من مقالات الثناء في عدد من الدوريات الدولية، من بينها دليل “ليجال 500” البريطاني. وبصفته رئيس فريق حل النزاعات في الشركة، فقد قدم جون معتوق الاستشارات في عدد من قضايا التحكيم في مؤسسات التحكيم الكبرى مثل المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار التابع للبنك الدولي، ومركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي وغرفة التجارة الدولية.
كان 2018 هو عام التوسع الإقليمي لأنشطة مكتب معتوق بسيوني للمحاماة، وذلك مع تحولنا من مؤسسة قانونية محلية إلى مؤسسة إقليمية، وشهد العام الماضي افتتاح مكاتب جديدة للشركة في دبي والخرطوم كمرحلة أولى في خطتنا نحو التوسع في منطقة الشرق الأوسط.
اختيار الشرق الأوسط على وجه التحديد يرجع إلى تتبعنا بشكل أساسي لاحتياجات عملائنا، فهناك طلب هائل على الخدمات القانونية في شمال أفريقيا، أو حتى مجرد خدمات يجري تقديمها بصورة احترافية. من الصعب اختراق تلك الأسواق، ولكن لدينا المعرفة الكافية بفضل خدماتنا التي قدمناها بالسوق المصرية على مدار 15 عاما. نعتقد أن مؤسستنا لديها القدرة على تصدير الخدمات القانونية إلى تلك الأسواق. فمعظم الأنظمة القانونية في تلك البلدان تستند إلى النظام القانوني المصري، ونسبة كبيرة من المحامين في المنطقة يحملون الجنسية المصرية. أيضا الكثير من المحامين بالمنطقة يأتون إلى مصر لدراسة الأنظمة القانونية. لذا فهناك علاقة بين مصر والمنطقة نسعى إلى استغلالها بشكل أو بآخر. لدينا أيضا مكاتب قطرية، حيث يقوم المحامون في مؤسستنا بالقاهرة بتغطية أسواق خارجية على غرار ليبيا والجزائر وفي نهاية المطاف نسعى لتحويل تلك المكاتب إلى مكاتب إقليمية متكاملة.
وفي 2018، قمنا أيضا بشراء مبنى جديد في جاردن سيتي سيصبح المقر الإقليمي لمؤسستنا، ونأمل أن ننتقل إلى المقر الجديد بحلول مايو المقبل.
التحول إلى مؤسسة بدأ في 2018 ومستمر خلال العام الحالي: لقد مررنا بتجربة رئيسية لتغيير العلامة التجارية العام الماضي مع مواصلة التركيز على إضفاء الطابع المؤسسي على الشركة وهو أمر تزداد أهميته على نحو متصاعد مع التوسع الإقليمي. فوجود عمود فقري مؤسسي أمر ضروري وأقصد هنا توافر جميع عناصر الخدمة الاحترافية التي ربما لا يحتاج العميل إلى رؤيتها بالضرورة لكنها أساسية لتقديم الخدمة. بدأنا من هيكلة تعويضات الشريك وصولا إلى وضع أنظمة دعم المكاتب الخلفية وهي أمور مهمة لمؤسسة قانونية متكاملة تسعى للنجاح، فالحفاظ على تنظيم كل شيء يصبح أكثر تحديا إذا لم يؤسس بشكل صحيح. سنستغرق نحو عامين لإنجاز المرحلة الأولى من خطتنا للتحول إلى مؤسسة قانونية متكاملة. وسيظل دائما اقتناص المواهب والحفاظ عليها أولوية قصوى في إستراتيجيتنا.
عام 2019 هو عام التوسع في الجزائر وتعيين عضو منتدب جديد: سيشهد العام الحالي التوسع الإقليمي لمؤسستنا بالسوق الجزائري، ونتطلع إلى افتتاح مكتبنا في الجزائر خلال النصف الأول من 2019. ويسعدنا أيضا تعيين عضو منتدب جديد للمؤسسة في الأول يناير وهو محمود بسيوني، الذي يرأس أيضا فريق التمويل والمشروعات.
2019 سيشهد أيضا إدخال الذكاء الاصطناعي إلى المؤسسة: يركز العضو المنتدب الجديد محمود بسيوني بشكل كبير تعظيم سلسلة القيمة لدى المؤسسة وإدخال التكنولوجيا في أعمالنا – والذكاء الاصطناعي سيكون أحد الأشياء التي نعتزم الاستثمار فيها بشكل كبير لنكون دائما في طليعة صناعة تقديم الاستشارات القانونية. هناك الكثير من برامج الذكاء الاصطناعي المثيرة للاهتمام في مجال المحاماة في الوقت الحالي.
التكنولوجيا ستكون مفيدة في الفحص النافي للجهالة. فالعقد هو نموذج لتوزيع المخاطر لذا فإن برنامج الذكاء الإصطناعي سيقوم بتقييم مئات العقود الأخرى ليعطيك في النهاية تقييما ومقارنة مع توزيع المخاطر في العقود الأخرى. فعلى سبيل المثال، سينظر البرنامج في بند تحديد المسؤولية وسيخبرك إذا كان هناك أمر خارج عن المألوف. سينجز البرنامج نحو 80-90% من عملية الفحص النافي للجهالة، الأمر الذي سيسهم في تخفيض التكاليف وتسريع إجراءات الفحص للعميل من عدة أسابيع إلى بضع ساعات.
التعاقد مع شركة تكنولوجيا متخصصة لتطوير منتجنا الخاص: في واقع الأمر لقد حاولنا ونحن نميل بشدة إلى ابتكار التكنولوجيا الخاصة بنا، ولكن بناء على تجربتنا وعثراتنا فإننا نميل نحو التعاقد مع شركة متخصصة في تقديم الخدمات التكنولوجية لتطوير منتجننا إلى المرحلة التالية.
التحدي الأكبر أمامنا كمؤسسة في 2019 يكمن في مواصلة النمو مع الحفاظ على جذورنا. لقد بدأنا العمل في مكتب يتألف من خمسة محامين. عددنا الآن يتجاوز 200 محامي على الصعيد الإقليمي. سيكمن التحدي الأكبر لنا في الحفاظ على خلطتنا السرية بينما نواصل النمو والتوسع في مناطق جغرافية مختلفة. سيكون هناك مسافات شاسعة بين أعضاء الفريق بناء على طبيعة العمل الجديدة والتحدي هنا كيف سنحافظ على استخدام المفاهيم الرئيسية لعملنا عبر مناطق جغرافية مختلفة؟ سيكون هذا هو التحدي الأكبر لنا. لذا سنعمل على إيجاد ثقافة عمل موحدة للمؤسسة. نريد أن تكون ثقافة فريق أسواق المال لدينا في دبي هي نفسها في فريق الشركة الخاص بالخرطوم أو الجزائر.
الفرصة الأكبر في 2019 هي نفسها التحدي الأكبر وهي التوسع الإقليمي، إنه نقطة التحول بالنسبة لنا والتي من شأنها أن تجعلنا نشعر بالحماسة حيال العام الجديد.
بالنسبة لتوقعاتنا لأداء الاقتصاد، يبدو أن عام 2019 سيكون عام الرابحين والخاسرين. هذا ما يمكنني استنباطه من خلال ما يفعله عملاؤنا. أعتقد أن العام سيشهد تقلبات حادة وفرص كبيرة أرى ذلك يحدث الآن بالفعل، وهو أمر مثير. أعتقد أنه سيكون هناك ناجحون وفاشلون. سيكون عاما مثيرا للغاية.
فيما يتعلق بنهجنا حيال الرواتب في ميزانية 2019، فأود أن أؤكد مرة أخرى، أن تقديم الخدمات القانونية قائم على هيكلي العنصر البشري والرواتب. ولا يتوقف الأمر على الراتب المادي، ولكنه يتعلق أيضا ببناء علاقة قائمة على الولاء والإحساس بأنك شريك في العمل وهو يغذي شعور الولاء والوحدة بين أفراد المؤسسة. نلتزم بالتأكد من أن الرواتب التي نقدمها تتناسب مع الأداء والذي نعمل على قياسها من خلال معايير موضوعية ومعقدة، فهذا علم وفن في نفس الوقت. وللعلم، سيكون هناك زيادات كبيرة في الرواتب هذا العام.
لا تعد أسعار الفائدة عاملا مباشراً بالنسبة لنا، فليس لدينا أي دين ولم يكن لدينا أية ديون في السابق. وفي حين أن أسعار الفائدة لا تؤثر على أعمالنا، فإنها تؤثر على عملائنا. ومن الواضح أننا نحب أن نرى عملائنا يستثمرون في مشاريع جديدة، ولكن ينبغي أن يتم خفض أسعار الفائدة، وبمجرد أن يتم ذلك، فإن القطاع المصرفي سيشهد انتعاشا، مما سيساعد أعمالنا المصرفية والمالية، حيث تم التعامل في الغالب مع استثمارات أجنبية مباشرة وبنوك عالمية في العامين الماضيين.
ولم يكن التضخم يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، بخلاف ما يتعلق بالرواتب والتي تعتبر أكبر عناصر التكلفة لدينا.
لدينا خمس الاكتتابات الأولية جاري التحضير لها. كلها تأخرت بسبب ظروف السوق، وهذا أمر ليس مفاجئًا. وأنا ليس لدي “كرة بلورية” يمكن أن تخبرني بما سيكون عليه السوق. وأما فيما يتعلق بعمليات الاندماج والاستحواذ، فنحن لدينا حاليًا على ما بين 48 و50 صفقة، وهو ما يمثل 20-25٪ فوق المتوسط ، واعتقد أن هذا يعتبر كثير. وليس بالضرورة أن تكون قيمة صفقات الاندماج والشراء كبيرة، سواء بالدولار الأمريكي أو بالجنيه.
نحن لا نرى في حقيقة الأمر أي اتجاهات في القطاعات يمكن أن تكون مثيرة للاهتمام في هذه المرحلة. إن نشاط الاندماج والاستحواذ يعتمد على انتهاز الفرص. وهناك الكثير من التقلبات بالسوق، وهو ما يخلق فرص الاندماج والاستحواذ. وعادةً ما تكون صفقات الاندماج والاستحواذ في القطاعات الدفاعية مثل التعليم والرعاية الصحية، ولكن بدأت مثل تلك الصفقات تتواجد في قطاعات أخرى أيضا. وعلى ساحة المشروعات، نرى أن عام 2019 سيشهد المزيد منها في كل من مصر والسودان، وذلك مع تزايد الاهتمام بالمشاريع الخاصة بالمرافق.
كانت لدينا طفرة في صفقات الاندماج والاستحواذ في عام 2017، ثم جاء عام 2018 وأصبحت تلك الصفقات قليلة، إذ حدث تحول لدى المشترين. في السابق، كان المشترون يأتون عادةً من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة. ثم حدث تحول بعد هذا ليأتوا من الخليج والأسواق الآسيوية، والآن بدأ هذا يعود إلى ما كان في السابق، لنشهد المزيد من المستثمرين التقليديين. هناك مؤشر آخر أكثر أهمية بالنسبة لي من عمليات الاندماج والاستحواذ، وهي المشروعات الجديدة، فنحن نشهد الكثير من هذه المشروعات في مجالات البنية التحتية والطاقة في مصر.
أنا لا أعتقد أنه ينبغي على المستثمرين المحليين الاضطلاع بتلك المشاريع الجديدة قبل أن نبدأ في رؤية تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، ولكن يجب أن يكون هناك عنصر محلي خاص بالتمويل. وحتى فيما يتعلق بالبنية القانونية، فإن البنوك المحلية لديها دور مهم يمكن أن تقوم به من الناحية التنظيمية، والأمنية، والتنفيذية.
نأتي بعد هذا لأسعار الصرف: إذا كان كل شيء يتوقف على العملات العالمية والصعبة، فكيف يمكن التحوط بشكل صحيح ضد مخاطر العملات؟ أعتقد أن هناك حاجة إلى عنصر التمويل المحلي لإنجاح المشاريع المحلية.
ما الذي يمكن أن يعيد الاستثمار الأجنبي المباشر؟ هذا سؤال مهم للغاية، فمن وجهة نظري، يتوقف الأمر في الغالب على وجود منظومة رقابية وتنظيمية صحيحة لكي تزود المستثمرين المحتملين بالرؤية والارتياح الذي يحتاجونه لكي يقرروا دخول السوق. وأعتقد أن هناك أشواط كبيرة تم قطعها في السنوات القليلة الماضية، ونحن الآن في مرحلة تغيير تشريعي كبير، إذ يتم سن قوانين جديدة وتقوم الجهات التنظيمية بتطبيقها بشكل استباقي للغاية مع التأكيد على دورها في القطاع الخاص. هذا في النهاية شيء صحي للغاية. فنحن نمر بفترة انتقالية طبيعية والتي دائمًا ما تحدث عندما يتم طرح قوانين ولوائح جديدة. وبمجرد أن تستقر الأمور وتتضح الرؤية، سيبدأ المستثمرون بالمجيء.
أتوقع أن نشهد أداء إيجابيا لقطاعي الضيافة والبناء في عام 2019، وأن يسجل قطاع البنوك والقطاع المالي أداء سلبيا.
إذا كنت سأبدأ مشروع جديد اليوم، فربما كنت سأفكر في الاستثمار في التكنولوجيا، وربما التكنولوجيا المالية، ولكن التكنولوجيا بشكل عام، لاسيما الذكاء الاصطناعي.
يمكن أن تواجه مكاتب المحاماة المحلية بعض الصعوبات مع تغير المشهد فيما يتعلق بالقطاع، فهناك تحول في المشهد من كونه سوق محلية تقليدية بها العديد من مكاتب المحاماة العائلية أو التي تعتمد على شخص بعينه إلى سوق تدخلها مكاتب محاماة دولية. وهذا هو الذي يحدث مع تحقق المزيد من النضج بالسوق. هناك اثنين أو ثلاثة مكاتب محاماة يدخلون السوق سنويا وأتوقع أن يستمر هذا في العام الجديد. وهذا الأمر يغير من المشهد بالفعل وأعتقد أنه رائع للبلاد.
لماذا ؟ أنه أمر جيد لأنه يزيد من المنافسة، فعدم وجود منافسة أمر ممل ويؤدي إلى الرضا عن الذات والتكاسل، كما يعطيك نقاط مرجعية، قد أظن أنني هبة من الله وأنا مبتكر ومليء بالحيوية ولكني قد لا أكون كذلك إذا ما وضعت في سياق ما يحدث حولي. إنها المنافسة التي تدفعنا إلى أن نكون أفضل وأكثر كفاءة وأكثر ابتكارا.
هذا الأمر مفيد أيضا بالنسبة للأسعار، فوجود مكاتب محاماة دولية هنا يساعد سوق المحاماة لأنه يرفع المستوى والأسعار. وبحكم التعريف، فلدى مكاتب المحاماة الدولية قاعدة تكلفة أكبر، وقد يقومون بخفض الأسعار في العام الأول من تواجدها لزيادة حصتها في السوق، ولكن هذا الأمر لن يدوم وسنرى كيف ستكون الأمور في السنوات الخمس المقبلة. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة من الذي سيبقى ومن سيغادر. سيكون الفائزون هم الذين يتمتعون بالذكاء وسرعة الاستجابة للتغيرات الكبيرة في أوضاع السوق.
جزء من النمو مع الحفاظ على جذورنا هو ذلك الذكاء، كالقدرة على الحصول على إجماع مع صانعي القرار وتنفيذه على الفور. ومع وجود مكاتب متعددة، فإن الأشخاص الموجودين على الأرض في كل سوق على حدة يفهمون الأوضاع حولهم بشكل أفضل مني، وإذا قمنا باختيار الشخص المناسب ليكون هناك وقال إنه ينبغي القيام بهذه الحركة الجذرية على الفور، فلا يمكننا أن نتباطأ. أنا لا أريد أن أغير منظومة العمل لدي إلى الهيكل الهرمي. نحن لسنا رسميين فيما يتعلق بهيكل الشراكة لدينا، وليس لدينا قواعد صارمة بشأن التصويت. نحن نبقي على الطابع غير الرسمي، فالأمر يتعلق بالعلاقات الإنسانية. وجزء من قيامنا بإنشاء شيء خاص بنا هو أن لدينا ميزة تحديد من سينضم إلينا كشريك، فليس لدينا شركاء تم فرضهم علينا. وهذا يسمح لنا بالحفاظ على هذا الهيكل غير الرسمي. فالطابع غير الرسمي أداة قوية جدًا إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح.
أكثر سؤال يطرح علي من شركائنا في الأعمال أو المستثمرين أو الأطراف المعنية يرتبط بالمنظومة الرقابية والتنظيمية، وحول ما الذي يمكن أن يحدث، وكيف سيتم تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وكيف سيتم تنفيذ هذه اللوائح الجديدة وفي أي مجال. هي أسئلة تتعلق بالرؤية. عملاؤنا بحاجة إلى إجابة على تلك الأسئلة من أجل الاستثمار أو وضع خطة العمل الخاصة بهم.