الرجوع للعدد الكامل
الأحد, 5 فبراير 2023

كيف تأثرت الشركات الناشئة المصرية بحدود السحب على العملات الأجنبية؟

كيف تأثرت الشركات الناشئة المصرية بحدود السحب على العملات الأجنبية؟ تحدثنا في عدد "ماذا بعد" الأسبوع الماضي عن اتجاه بعض الشركات الناشئة لتأسيس مقرات خارج مصر. تمحورت الأسباب بشكل رئيسي حول الضرائب والعوامل التنظيمية والتشريعية وتسهيل الدفع. وفي حين أن هذا التوجه ليس جديدا ولا غير معتاد، يعود سبب انتشاره مؤخرا إلى نقص النقد الأجنبي والقيود التي فرضتها بعض البنوك في مصر. تتفق مصادرنا على أن الشركات الناشئة التي جمعت أكثر من مليون دولار من خلال جولات الاستثمار قد تبنت هذا الاتجاه على الأرجح، وأنشأت شركة قابضة في الخارج يمكنها من خلالها إدارة نفقاتها الدولارية بسهولة. ومع ذلك، عادة ما يكون مقر الشركات الناشئة في المراحل المبكرة في مصر، ما يحد من قدرتها على إنفاق العملات الأجنبية.

هناك مشكلة تتعلق بالنفقات الدولارية: بالنسبة للعديد من الشركات الناشئة، يدفع اثنان من أكبر بنود الميزانية، وهما الأدوات التكنولوجية والإعلانات، يدفعان بالدولار.

خفض عدد من البنوك المحلية حدود السحب والشراء باستخدام البطاقات في الخارج في أكتوبر الماضي، ثم قيدتها بعض البنوك أكثر في ديسمبر. تأتي هذه الخطوة وسط توجيه البنك المركزي المصري للبنوك بإخطاره في حالة إساءة استخدام بطاقات الائتمان والخصم في سحب العملات الأجنبية.

إلى جانب حدود السحب والشراء، فإن الإنفاق بالعملة الأجنبية من البطاقات المصرية أكثر تكلفة بالنسبة للشركات بسبب رسوم المعاملات: رفعت بعض البنوك عمولاتها على عمليات السحب أو الشراء في الخارج إلى 10% من 3-7% سابقا. ويعني ذلك أن هناك جزء من الحدود المعلنة يذهب بالفعل إلى رسوم العمولة، ما يقلل من القيمة الفعلية لحدود السحب والشراء.

بالنسبة للشركات الناشئة، فإن مجرد الحصول على بطاقة ائتمان للشركات أمر شاق: عادة ما تتطلب المنتجات التي تقدمها البنوك لمنح بطاقات الائتمان للشركات، تغطية بنسبة 100% مقابل حد البطاقة، كما يقول علي الشلقاني، الشريك الإداري في أكاسيا فينتشرز، لإنتربرايز. ويضيف: "إذا كنت تريد حدا أقصى لبطاقة الائتمان يبلغ 100 ألف جنيه، فسيتعين عليك دفع نفس المبلغ مقدما لتأمين بطاقتك، وهو الأمر الذي يتعارض مع الغرض من بطاقة الائتمان".وأدى ذلك إلى قيام العديد من الشركات الناشئة باستخدام بطاقات الائتمان الشخصية لدفع نفقات الشركة، ثم تسويتها لاحقا، طبقا للعديد من المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

تتفاقم هذه الأزمة بسبب النفقات الشهرية التي يتعين على الشركات الناشئة دفعها بالدولار: حددت المصادر التي تحدثت إليها إنتربرايز نسبا مختلفة لقيمة النفقات الشهرية بالدولار، وذلك حسب طبيعة نشاط الشركة الناشئة وحجمها. ولكن هناك إجماع على أنها ثاني أكبر جزء من النفقات بعد الرواتب (التي تدفعها الشركات للموظفين غير الأجانب بالجنيه). قالت بعض الشركات إن النسبة تتراوح بين 20-30% وقد تصل إلى 50% في بعض الحالات، وبالتالي فإن حدود السحب الحالية غير كافية.

تحتاج الشركات الناشئة، سواء تلك التي تركز على التكنولوجيا أو التي تعتمد على التكنولوجيا في منتجها، إلى عدد من برامج التشغيل والأدوات التكنولوجية للقيام بأعمالها، تسمى الحزمة التكنولوجية. وهي عبارة عن مجموعة من الأدوات والخدمات التي تستخدم لإنشاء تطبيق ويب أو للهاتف المحمول. تتضمن هذه الأدوات اشتراكات في الاستضافة السحابية وخدمات "أمازون ويب"، وبرامج الحماية وأدوات التطوير والعديد من الأدوات الأخرى، ولكنها تمتد أيضا لتشمل العديد من الأدوات التقليدية الأخرى، مثل موفري البريد الإلكتروني، وأدوات إدارة المشاريع. وتعتمد العديد من الشركات الناشئة أيضا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لبناء المنتجات والخدمات وتطويرها.

هناك أيضا الكثير من الإنفاق الموجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي – والتي تعد مصدرا رئيسيا لاكتساب العملاء: تعتمد العديد من الشركات الناشئة ذات الأحجام المختلفة بشكل كبير على الإعلان والتسويق من خلال قنوات التواصل الاجتماعي لتنمية قاعدة عملائها. وفي حين أن ارتفاع سعر الدولار قفز بتكاليف اكتساب العملاء بالفعل، فإن بعض المنصات لا تقبل الدفع إلا بالعملة الأجنبية. وتشمل هذه المنصات التابعة لميتا مثل إنستجرام وفيسبوك. وفي تصريحات لإنتربرايز، أوضح أحد مؤسسي وكالة لوسائل التواصل الاجتماعي التي تتعامل مع تسويق الأداء للعديد من الشركات الناشئة المحلية أن "فيسبوك وميتا هما أكثر قنوات تسويق الأداء فعالية". وأضاف أن الوكالة تحتاج إلى عملائها لتزويدها بالعملات الأجنبية من أجل حملات التسويق عبر الإنترنت، ولكن نظرا لنقص العملة الأجنبية والقيود المفروضة على بطاقات الائتمان، فقد أصبح من الصعب على هؤلاء العملاء الوفاء بهذا الالتزام. وأضاف: "لذلك اخترنا القيام بحملات الدعاية لتلك الشركات على المنصات التي تقبل المدفوعات بالجنيه، مثل تيك توك وجوجل".

أثر ذلك على مسارات نمو الشركات الناشئة وإمكانياتها: "لقد أصبحت قدرتها على الإنفاق في السوق أكثر ضعفا، مما يؤثر على مبيعاتهم"، وفقا لما قاله الشلقاني. وتحتاج الشركات الناشئة إلى تحديث أدواتها التقنية لكي تكون قادرة على إتاحة خدماتها للمزيد من العملاء، بينما تحتاج إلى الإنفاق على تسويق الأداء من أجل اكتساب المزيد من العملاء. إنه تأثير سلبي في صميم نمو أي عمل تجاري، وفقا لما قاله الشلقاني، مضيفا: "هذا هو بالضبط سبب عمل الشركات من أسواق خارجية لأنها بحاجة إلى التحوط ضد مثل هذه المخاطر".


أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:

  • يونيكورن جديد: استحوذت شيميرا الإماراتية على 20% من إم إن تي – حالا المصرية، بعد استثمار 200 مليون دولار. سيؤدي الاستثمار الجديد إلى رفع قيمة الشركة المالكة للتطبيق الفائق "حالا" إلى أكثر من مليار دولار.
  • سويفل تتلقى تحذيرا ثانيا بالشطب من ناسداك: تلقت شركة سويفل الناشئة للنقل التشاركي التحذير الثاني بشطب أسهمها من بورصة ناسداك بعد أن انخفضت القيمة السوقية لأسهمها إلى ما دون المستوى القياسي البالغ 50 مليون دولار.
  • شركة ناشئة جديدة في مجال التكنولوجيا المالية: أطلق مديرون تنفيذيون سابقون في شركة بلتون المالية القابضة شركة "إنفيا" للتكنولوجيا المالية، والتي ستوفر خدمات مالية للشركات الصغيرة في القطاع غير الرسمي التي لديها قدرة محدودة على الوصول إلى التمويل.
  • تعرفوا على رائدة هذا الأسبوع: إيفلينا تشيباس مؤسسة منصة ألكيميا بوتيك.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).