هل يمكن أن تنعش تعديلات قانون التصالح في مخالفات البناء سوق التطوير العقاري المحلية؟ يواصل أعضاء البرلمان حاليا مناقشة التعديلات قانون التصالح في مخالفات البناء الجديد، والذي يهدف لتقنين أوضاع المباني المخالفة مقابل دفع رسوم التصالح. وجذبت بعض بنود مشروع القانون الذي أقره مجلس الشيوخ نهائيا – كتخفيض الرسوم واستبعاد قرابة الـ 920 ألف مبنى من إمكانية التصالح – اهتماما كبيرا في الأسبوع الماضي. وليس من الواضح بعد ما سينص عليه في الشكل النهائي للتعديلات التي أقرتها لجنة الإسكان بمجلس النواب أمس، ولكن إذا جرى التعجيل بالبت في طلبات التصالح وقبولها على نطاق أوسع، فقد تشهد سوق العقارات الأوسع قريبا بعض النتائج الإيجابية، حسبما قال لاعبون بالقطاع لإنتربرايز.
القضاء على مخالفات البناء: من شأن مشروع القانون، الذي أقرته لجنة الإسكان في مجلس النواب أمس، أن يجعل التوجيه الحكومي الأساسي في هذا المجال نحو القضاء على مخالفات البناء، وتحقيق المزيد من الإيرادات والرسوم الضريبية من المخالفات القديمة، ومنع التعديات الجديدة على المواقع المعمارية والأثرية المهمة.
جهود التصالح ليست جديدة: أطلقت الحكومة منذ عام 2019 تشريعات تتيح للمخالفين فرصة دفع غرامة والسماح لهم بتقنين وضع المباني بدلا من إخلاء السكان وهدم المباني. ومنذ ذلك الحين، أثبتت العقبات التي تحول دون تحقيق أهداف الحكومة بالكامل – كسيل الطلبات وغياب القواعد الموحدة – صعوبة التغلب عليها، ولهذا السبب تجري حاليا مناقشة تعديلات جديدة في مجلس النواب.
تكمن المشكلة في أن نطاق المباني المخالفة كبير للغاية: تلقت الحكومة منذ عام 2020 نحو 2.8 مليون طلب تصالح – 1.2 مليون منها في محافظات خارج القاهرة. ومن بين الطلبات المقدمة منذ ذلك الحين، جرى قبول 3% فقط، بإجمالي غرامات تقدر بنحو 22 مليار جنيه – ما يمثل 25% فقط من الحصيلة التي توقعتها الحكومة في البداية.
تخفيض الغرامات والرسوم: بموجب التعديلات الجديدة على القانون، سيجري تخفيض رسوم التصالح. وسيجري تحديد رسوم الفحص على المخالفات المحتملة بحد أقصى 5 آلاف جنيه، بينما يلزم سداد 25% من "رسوم الجدية" (والتي سيجري تحديد قيمتها في اللائحة التنفيذية). وستحدد اللائحة التنفيذية للقانون التوزيع الدقيق للرسوم الجديدة التي سيجري تقسيمها إلى شرائح مختلفة. ويهدف مشروع القانون الجديد لتسهيل عملية السداد، بحسب وزير التنمية المحلية هشام آمنة، الذي قال إنه سيجري السماح بدفع الرسوم على أقساط على مدى خمس سنوات، مع خصم بنسبة 25% إذا تم السداد دفعة واحدة. ووصف النائب أحمد السجيني، الذي يرأس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، القانون بأنه أكثر مرونة من الجهود السابقة لإحياء سوق العقارات والحد من مخالفات البناء في المستقبل.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه التعديلات إلى جمع غرامات تقدر بنحو 20 مليار جنيه، والتي يمكن أن تزيد إلى قرابة الـ 100 مليار جنيه إذا قدمت الحكومة المزيد من التسهيلات، بحسب ما قاله النائب إيهاب منصور لإنتربرايز.
شهدت التعديلات على القانون نقاشا محتدما في مجلس النواب. وقال منصور إن مشروع القانون سيتطلب، في حال إقراره، تدخل الحكومة والمرونة من جانبها أيضا لحل أزمة الإسكان. وأضاف أنه إذا تم تنفيذه بالشكل المناسب فإنه يمكن أن يساعد في إنعاش سوق العقارات وأن يمهد الطريق لإدراج قانون المطورين العقاريين على جدول الأعمال وتحسين تنظيم سوق العقارات في مصر في نهاية المطاف.
يمكن وقف الإزالات: ينص مشروع القانون على إلغاء عمليات إزالة المباني المخالفة لصالح نهج أكثر مرونة للتعامل مع المخالفات. ويقوم هذا النهج على أن بعض مخالفات البناء تقع في مناطق سيكون من المستحيل تقريبا تنفيذ عمليات الهدم فيها. وأقرت لجنة الإسكان أمس أن البناء المخالف على المواقع الأثرية ومواقف انتظار السيارات العامة ستكون ضمن الحالات التي لن يقبل فيها التصالح ولن تندرج تحت القانون الجديد.
يمكن أن يكون تحصيل غرامات مخالفات البناء نهجا أكثر نفعا: فبدلا من عمليات الهدم، يمكن أن تساعد الغرامات التي يجري تحصيلها من أصحاب المباني المخالفة في تمويل مشاريع الإسكان لذوي الدخل المنخفض.
مطالبات بتوسعة نطاق التصالح بالمدن الجديدة: طالب منصور بأن يشمل التصالح المخالفات بالمدن الجديدة حتى يغلق ملف مخالفات البناء نهائيا.
هل يمكن أن يؤدي التصالح في مخالفات البناء إلى إنعاش سوق العقارات الأكبر؟ إن وضع حد للمخالفات القديمة سيشجع المقاولين على العودة إلى البناء، الأمر الذي من شأنه أن يحفز سوق العقارات ومواد البناء، بحسب ما قاله محمد سعد سامي، رئيس الاتحاد المصري لمقاولي البناء والتشييد، لإنتربرايز.
الاستقرار في قطاع الإنشاءات أمر بالغ الأهمية: يؤكد كل من منصور وسامي أن استقرار سوق البناء عبر إقرار التعديلات سيكون له انعكاس كبير على السوق العقارية، إلا أن استمرار تحديد ارتفاعات الوحدات الجديدة بخمسة أدوار يشكل أزمة للشركات الإنشاءات في ظل ارتفاع أسعار الأراضي، حسب قولهما.
وهناك أيضا أسئلة عالقة حول التراخيص غير السكنية التي يمكن أن تحلها التعديلات الجديدة في البرلمان قريبا: ينتظر منصور أن يطرح مشروع القانون حلولا لعدد من المنشآت الحيوية ذات النفع العام والتي لم يحددها القانون صراحة، ومنها مصانع الأدوية والمدارس والجراجات العامة.
لكن هناك مطالبات بتدخل حكومي أولا: كشف سامي عن تقديم مذكرة عاجلة لرئيس الوزراء بشأن مد مهلة تسليم المشروعات الحكومية إلى 4 شهور بهدف عدم مزاحمة الشركات والمقاولين في السوق في ظل ارتفاعات الأسعار، مضيفا "لا نزال ننتظر الموافقة وهو ما سيدعم السيولة لدى الشركات العقارية".
المطورون العقاريون يترقبون: ينتظر المطورون العقاريون تمرير تعديلات القانون، حسبما قال محمد البستاني رئيس مجلس إدارة مجموعة البستاني ورئيس جمعية مطوري القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية لإنتربرايز. ويعتقد البستاني أن التصالح في المخالفات سيحدث انفراجة ستساعد على طمأنة شركات المقاولات وتفتح المجال لمزيد من الإنشاءات مع تخفيض الرسوم، فضلا عن عودة شهية المواطنين لشراء العقارات وسط ضوابط جديدة مرنة.
لكن المهم هو أوجه إنفاق حصيلة الغرامات في النهاية: يرى سامي أن توجيه تلك الحصيلة إلى المزيد من مشروعات الإسكان الاجتماعي سيعزز من المشروعات المسندة للشركات العقارية في الفترة المقبلة، مع توفير التمويل اللازم وسرعة صرف مستحقات المقاولين الذين يعانون من صعوبة تسييل خطابات الضمان ونقص السيولة حاليا، حسب قوله.
أبرز أخبار البنية التحتية في أسبوع:
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).