greenEconomy
الثلاثاء, 31 مايو 2022

تريد مصر أن تصبح رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر – وإليكم كيف تخطط الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق ذلك

نظرة عميقة على اقتصاد الهيدروجين. تزايد الاهتمام العالمي بإنتاج الهيدروجين الأخضر خلال العام الماضي، وجاءت مصر ضمن أبرز المهتمين بالمجال، حيث بدأت الحكومة في اتخاذ خطوات بتحويل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى مركز إقليمي للطاقة الخضراء، بينما تتطلع إلى الاستفادة من زخم الاستثمار قبل مؤتمر COP27 في نوفمبر. وقعت مصر اتفاقيات مبدئية بقيمة 10 مليارات دولار لمشاريع الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر في العين السخنة خلال الأشهر الثلاثة الماضية وحدها، وما زالت تتوقع المزيد.

مرة أخرى، ما هو الهيدروجين الأخضر بالضبط؟ الهيدروجين نفسه هو مصدر طاقة خال من الكربون، ولكن 95% من الهيدروجين في العالم ينتج من الغاز الأحفوري والفحم. ينتج الهيدروجين عن طريق تمرير تيار كهربائي عبر الماء (محلل كهربائي) لفصل الهيدروجين عن الأكسجين. يكون الهيدروجين الناتج "أخضر" فقط إذا جرى توليد الكهرباء المستخدمة من مصادر متجددة. يمكنكم مراجعة عدد إنتربرايز تشرح لمعرفة المزيد.

الخطوة الأولى في تأسيس صناعة هيدروجين محلية، هي دراسة مقترحات القطاع الخاص لمشروعات مبدئية صغيرة نسبيا. "قيل لنا إنه يمكننا التقدم للجهات الحكومية بمشاريع تجريبية، بقدرة لا تتجاوز 150 ميجاوات من حيث قدرة المحلل الكهربائي، لأن التكنولوجيا لا تزال باهظة الثمن"، حسبما قال محمد منصور، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إنفينيتي، لإنتربرايز.

الشركات التي تقدمت بعروض حتى الآن: إليكم تفاصيل الشركات الدولية التي اقترحت حتى الآن بناء مشاريع هيدروجين خضراء في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس – وتكاليف الاستثمار المتوقعة حتى عام 2030، بإجمالي 41 مليار دولار. تخطط الحكومة لتحمل ما بين 20-25% من تكلفة كل مشروع:

ما هي الشركات التي وقعت على اتفاقيات بالفعل؟ ليس لدينا التفاصيل الخاصة بكل مشروع قيد التنفيذ، لكننا نعلم أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وقعت حتى الآن مذكرات تفاهم مع توتال وإنارة كابيتال، وإيميا باور، وميرسك، وإي دي إف، وسكاتك، ومصدر بالتعاون مع حسن علام للمرافق. ومن المنتظر توقيع المزيد من مذكرات التفاهم لإنتاج الهيدروجين الخضراء في قمة المناخ COP27.

هل يبدو العدد كبيرا؟ ضعوا في اعتباركم أنها في أغلبها اتفاقيات مبدأية، وهناك اتفاقيات ملزمة لم يجر التوقيع عليها بعد، لكن حجم الاهتمام يعد مؤشرا جيدا لمدى جاذبية القطاع لشركات القطاع الخاص. "عندما تقول هيدروجين أخضر، فإن الجميع مهتم"، حسبما أخبرنا فيصل عيسى، المدير العام لشركة ليكيلا باور. ويضيف عيسى أن شركته أبدت اهتمامها للحكومة بدخول القطاع في الظروف المناسبة.

هناك مستقبل واعد لنمو الطلب على تلك الصناعة: الحاجة إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري إلى البدائل الخضراء تعني أن المستثمرين مستعدون لوضع الأموال في استثمارات جديدة. "العالم يتجه نحو الطاقة الخضراء"، حسبما قال أندرو فورست، الرئيس التنفيذي لشركة فورتسكيو فيوتشر إنداستريز، لإنتربرايز، مضيفا: "نشهد طلبا هائلا في المستقبل على الهيدروجين الأخضر". وزار فورست مصر لعقد اجتماعات لاستكشاف الاستثمار في القطاع الناشئ، ولدى شركته مشروع محتمل مع الحكومة المصرية.

كيف يمكن استخدام كل هذا الهيدروجين الأخضر؟ في كل شئ من الناحية النظرية، لكن أولا، الأسمدة ووقود الشحن. يقول فورست: "أي شيء يفعله الوقود الأحفوري، النفط والغاز والفحم، يمكن استبداله بالهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والكهرباء الخضراء". من المرجح أن تركز الموجة الأولى من المشاريع على الاستخدامات الصناعية، ومن بينها استخدام الهيدروجين كمواد أولية لإنتاج الأمونيا الخضراء للأسمدة، والميثانول لوقود السفن، كما يقول عيسى. على الصعيد العالمي، فإن التكنولوجيا ليست متقدمة بما يكفي لاستخدام الهيدروجين كبديل مباشر للبنزين في السيارات، في حين أن البيئة التنظيمية المحلية ليست مستعدة لبدء إحلال الوقود الأحفوري واستخدام الهيدروجين الأخضر بديلا له لتلبية احتياجات الكهرباء اليومية، كما يضيف.

في الوقت الحالي، ينصب التركيز على التصدير. ترحب الحكومة بالمبادرات التي تهدف إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر للتصدير، كما يقول عيسى، وقد أوضحت أنها غير جاهزة للمشاريع التي تستهدف مشتري الطاقة المحليين. يخبرنا عيسى أن جميع المشاريع التي وصلت إلى مرحلة مذكرة التفاهم في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ستُنتج للأسواق الخارجية.وهناك مشروع في مراحل متقدمة عن ذلك، وهو مصنع بقدرة 100 ميجاوات يؤسسه صندوق مصر السيادي، وشركة سكاتك النرويجية، وشركة فرتيجلوب المنتجة للأمونيا، وأوراسكوم كونستراكشون، يستخدم الهيدروجين كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء وتصديرها بعد ذلك، حسبما قالت عدة مصادر غير معنية بشكل مباشر بالمشروع.

ما الذي يجعل الاقتراح قابل للتطبيق؟ العثور على مشترين هو الأساس. يشير منصور إلى أن مصنع تحالف أوراسكوم هو المشروع الوحيد الذي أوجد سلسلة القيمة بأكملها لإنتاج الأمونيا الخضراء من الهيدروجين الأخضر، ثم بيع الإنتاج لمشترين. "كل شخص آخر في السوق يكافح للعثور على مشترين لما ينتجه المشروع، وبمجرد القيام بذلك، يكون لديك مشروع ".

الخطوة التالية؟ وضع إطار قانوني بمساعدة الشركاء الأوروبيين. وقع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مذكرة تفاهم مع وزارتي الكهرباء والبترول في بداية شهر مارس للمساعدة في وضع استراتيجية وطنية شاملة للهيدروجين، وفقا لما صرحت به هايكه هارمجارت، المديرة العامة لمنطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لإنتربرايز. وأشار ممثل للسفارة الفرنسية إلى أن الحكومة الفرنسية ووكالة التنمية الفرنسية التابعة لها، تساعدان الحكومة المصرية على بناء القدرات التكنولوجية وتقديم المشورة لها بشأن سياسة إطلاق مشاريع الهيدروجين التجريبية على المدى القصير.

تغطي الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين سلسلة قيمة الهيدروجين بأكملها، العرض والطلب والبنية التحتية، كما تقول هارمجارت، وتتضمن خارطة طريق للتنظيم ودراسات الجدوى وتقييم السوق. الهدف من دعمنا ليس فقط إطلاق عدد قليل من المشاريع، "ولكن أن يكون لدينا إطار عمل لما نعتقد أنه صناعة قابلة للحياة ومثيرة للاهتمام للغاية يمكن أن تتطور هنا".

تعمل الحكومة أيضا مع شركة استشارية عالمية لم يعلن عن اسمها لدمج خطة الهيدروجين في استراتيجية الطاقة المتجددة، وفقا لما صرح به إيهاب إسماعيل، نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، لإنتربرايز.

يتوقع أن نرى تطورات كبيرة في السياسة على مدى الأشهر والسنوات القليلة المقبلة: لن يجر الانتهاء من الإستراتيجية الوطنية الكاملة بحلول COP27، ولكن بعض التوصيات الرئيسية ستكون جاهزة، كما تقول هارمجارت. وتضيف أن الهدف بحلول عام 2023 هو الحصول على أفق لأكثر من خمس سنوات مع إطار قانوني.

والمزيد من التمويل: تقول هارمجارت إن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في "مناقشات نشطة للغاية" مع اثنين أو ثلاثة من تحالفات المطورين بشأن تمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر. وتأمل أن يجري التوقيع على الاتفاقيات المالية لإطلاق أول مشروع هيدروجين أخضر في مصر في COP27.

هذا ليس حل سريع لأزمات المناخ. "لن يصبح الهيدروجين الأخضر بديلا كاملا للوقود الأحفوري على الفور"، حسبما تقول هارمجارت. يقول عيسى إن الهيدروجين يمكن أن يلعب دور مهم في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي. "لكننا لن نرى هذا في العامين المقبلين. إنه هدف طويل المدى. ربما سيرى أطفالي ذلك في حياتهم "، حسبما يضيف.

أهم شيء هو البدء، حسبما يرى عيسى. "نحن نتحدث عن صناعة لا تزال في بدايتها، ونحن ما زلنا نتعلم. إذا ركزنا على اثنين من التطبيقات المثبتة تجاريا والقابلة للتطبيق للهيدروجين الأخضر، في الوقت الحالي، فهذا أكثر من كاف".

الأسبوع المقبل: ننظر إلى سبب كون مصر موقعا جذابا بشكل خاص لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وما هي أبرز التحديات في بداية المشاريع.


فيما يلي أهم الأخبار المرتبطة بالحفاظ على المناخ لهذا الأسبوع:

  • البنك الأفريقي للتنمية يطلق مرفق الاقتصاد الدائري الأفريقي (ACEF)، والذي يهدف إلى مساعدة البلدان الأفريقية على التكيف مع تغير المناخ. ويركز المرفق الجديد على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وبناء القدرات المؤسسية لتعزيز البيئة التنظيمية لابتكارات وممارسات الاقتصاد الدائري.
  • المشاط ومعيط يتحدثان عن قمة COP27: تحدثت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط ووزير المالية محمد معيط لصحيفة الجارديان عن خطط مصر لقمة المناخ COP27.
  • انقسام عالمي بشأن تغير المناخ: كشف تقرير إبسوس الأخير عن أسباب قلق العالم عن انقسام بين العالمين المتقدم والنامي، إذ يرى المشاركون من الدول الغنية تغير المناخ من أكبر القضايا التي تشغلهم.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).