أبرز التوقعات لاتجاهات أماكن العمل في 2023
أهم توقعات أماكن العمل هذا العام: بدأت مكاتب الشركات تكتسب الكثير من مظاهر الحياة الطبيعية مرة أخرى بعد انقضاء جائحة "كوفيد-19"، ولكن ليس بشكل كامل. صار العمل عن بعد وزيادة المرونة هي القاعدة في العديد من الشركات، خصوصا مع الأوقات العسيرة التي تشهدها سوق العمل و"موجة الاستقالات الكبرى"، التي جعلت الشركات تعاني في اجتذاب المواهب الوظيفية والاحتفاظ بها. وبينما نمضي في عام 2023، إليكم خمسة اتجاهات نتوقع أن نراها كثيرا خلال العام.
1# – سوق عمل متعسرة: من المتوقع أن تستمر صعوبات التوظيف في عام 2023، مع معاناة كثير من الدول الكبرى من غياب الجاذبية الوظيفية وعدم وجود عدد كاف من العمال لسد الطلب طويل الأجل للسنوات القادمة، وفق تقرير عن شركتي التوظيف والتحليل الوظيفي جلاس دور وإنديد (بي دي إف) . يشمل هذا تقدم السكان في العمر، وزيادة عدد المتقاعدين مبكرا، وتراجع أعداد المهاجرين، وهو ما يؤدي لتعسر أسواق العمل في الاقتصادات المتقدمة، ويصعب على الشركات العثور على المواهب التي تحتاج إليها، ويمنح الموظفين الكلمة الأخيرة في التفاوض على الرواتب.
2# – العمل عن بعد يظل أمرا ضروريا لقوة العمل: ما بدأ كاتجاه خلال الجائحة أصبح سريعا واقعا جديدا في سوق العمل، ومن غير المحتمل أن يختفي قريبا. خيار العمل عن بعد، أو العمل الهجين بين المنزل والمكتب، هو أحد أهم المزايا التي يبحث عنها المتقدمون للوظائف. وكشف مسح لشركة ماكينزي أن نحو 87% من الأمريكيين يرغبون في العمل عن بعد إذا أتيح لهم هذا الخيار. العمل عن بعد له مزايا، ويمنح الموظفين توازنا بين العمل والحياة الشخصية، وإجهادا أقل في المواصلات، ولا يجعل مكان إقامتهم عائقا في تقدمهم الوظيفي. ويعطي العمل عن بعد الفرصة لأصحاب الشركات للاختيار من بين مجموعة أكبر من المتقدمين من مختلف أنحاء العالم، حسبما يشير المسح. ووفقا لاستطلاع لموقع فيوتشر فورام، يريد 78% من الموظفين مرونة فيما يتعلق بمكان العمل، في حين يريد 95% مرونة فيما يتعلق بمواعيد العمل.
العمل عن بعد يؤثر على قطاعات البرمجيات أيضا: أدى الارتفاع في معدلات العمل عن بعد إلى التوسع في سوق البرامج المعنية بمراقبة الموظفين. وبلغ حجم سوق برامج مراقبة الموظفين العالمية 1.1 مليار دولار في عام 2021، مع توقعات بأن تنمو إلى 2.1 مليار دولار في 2030، وفق بيانات شركة أبحاث السوق والاستشارات سفيريكال إنسايتس.
3# – توقعات الرواتب في بيئة تضخم مرتفعة: الأجور المرتفعة هي السبب الأشهر للبحث عن وظيفة في استطلاع رأي أجرته إنديد هايرينج لاب لموظفين وموظفات يبحثون دائما عن وظائف جديدة. وقال المشاركون في الاستطلاع إن خيار العمل عن بعد كان ثاني أكبر عامل مؤثر في اختيار مكان العمل المحتمل. مع ذلك، فإن العديد من أرباب العمل ليسوا دائما قادرين على تقديم رواتب أكبر بسبب الانكماش الاقتصادي واسع النطاق، مما يدفعهم إلى تقديم مزايا أخرى مثل خطط التقاعد والتأمين الصحي، والإجازات العائلية مدفوعة الأجر، والإجازات المرضية أو الشخصية مدفوعة الأجر لجذب الباحثين عن عمل.
4# – وضع حد للاحتراق المهني أولوية: يستكشف أرباب العمل سبلا لإنشاء بيئات عمل صحية ومريحة أكثر لموظفيهم، إذ تشكل الصحة النفسية والعقلية والعافية أهمية كبرى في سوق العمل نظرا لأهميتهم في تعزيز أداء العاملين والاحتفاظ بالمواهب. وكشف استطلاع رأي أجراه معهد ماكينزي للصحة شمل 15 دولة، أن 60% من الموظفين تعرضوا إلى أزمة واحدة على الأقل تتعلق بالصحة النفسية والعقلية بصرف النظر عن الدولة التي ينتمون إليها أو أعمارهم أو القطاع الذي يعملون فيه. ولدعم الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية، ينبغي أن يحد أرباب العمل من السلوكيات السامة في أماكن العمل، وأن يعملوا على رفع الوعي، وتوزيع أعباء العمل بشكل لا يضغط على الموظفين، والدفع نحو تحقيق الشمولية، حسب معهد ماكينزي.
5# – أربعة أيام عمل بدلا من خمسة: قد تكون دعوات العمل لأربعة أيام أسبوعيا دون إجراء أي تغيير في الأجور أكبر تحول في عالم العمل خلال السنوات الأخيرة، إذ تتجه المزيد من الشركات إلى تطبيقه وتغيير مواعيد العمل. آخر مرة أُجري فيها تغيير في أسبوع العمل كان في عام 1926، عندما أصبحت شركة فورد للسيارات، التي أسسها هنري فورد، واحدة من أوائل الشركات في أمريكا التي اعتمدت نظام 40 ساعة لخمسة أيام أسبوعيا. وتشمل مزايا تطبيق نظام العمل أربعة أيام أسبوعيا تعزيز الإنتاجية، وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، وخفض التكاليف العامة، حسب فوربس. شركة مايكروسوفت اليابان هي واحدة من أوائل الشركات التي بدأت تجربة نظام العمل أربعة أيام أسبوعيا لمدة شهر في عام 2019. وأسفرت التجربة عن زيادة الإنتاجية بنسبة 40%، وقال 92% من الموظفين إنهم راضون عن التجربة، كما انخفضت تكلفة استخدام الكهرباء بنسبة 23%. وفي مصر، بدأت شركة بشر سوفت الناشئة التكنولوجية تجربة أسبوع العمل الممتد لأربعة أيام العام الماضي، كاشفة أن التجربة حققت نتائج مبهرة. وقالت الشركة إن 89% من موظفيها حققوا إنتاجية أكبر، بينما قال 82% منهم إنهم أصبحوا أكثر قدرة على إدارة الوقت، وأوضح 93% أن شعورهم بالضغط تراجع. وأشارت الشركة كذلك إلى أن نتائجها أعمالها "إما تحسنت أو ظلت مستقرة" خلال فترة التجربة وبعدها.