الإنسان في مواجهة الآلة + و"نقاد احترافيون" للرؤساء التنفيذيين
الإنسان في مواجهة جيل جديد من الروبوتات: قدمت الشركات الأمريكية جيلا جديدا من الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل أعاد للأذهان الصراع بين الإنسان والآلة. ساعدت التطورات التكنولوجية الحديثة مثل "شات جي بي تي"، وبرامج معالجة اللغة، والقياسات الحيوية، بالإضافة إلى توافر كميات كبيرة من البيانات لتدريب الخوارزميات، على محاولات أتمتة بعض المهن بشكل كامل، مثل عمال التوصيل، وموظفي "الكاشير"، والعاملين بالمطاعم، بحسب صحيفة وول ستريت. ومن المرجح أتمتة 25% من الوظائف في الولايات المتحدة بحلول عام 2030 بغض النظر عن طبيعة المهنة، بحسب ما نقلته الصحيفة عن تقرير ماكنزي.
تتركز مهام الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي على تغيير كيفية إنجاز مهام العمل أكثر من إلغاء الوظائف بشكل كامل. "لا أعتقد أن هناك نهاية تتشكل لسوق العمل في شكله الحالي. ولكن هناك بالتأكيد حركة إعادة هيكلة وتنظيم، وبالطبع فإن جودة العمل تمثل أزمة"، حسبما قال مدير قسم الاقتصاد الرقمي في ستانفورد إريك برينجولفسون، لصحيفة وول ستريت. يقول بعض خبراء العمل إنه عندما يتولى الذكاء الاصطناعي أداء المهام السهلة، فإن البشر يتحملون المسؤوليات الأصعب والأكثر تعقيدا. ويقول العمال أيضا إن الذكاء الاصطناعي غير موثوق به ويمكن أن يكون متحيزا عندما يتعلق الأمر بالحكم على الأفعال والمشاعر الإنسانية.
خدمة العملاء ضمن المجالات التي شهدت تطورا كبيرا في استخدام الذكاء الاصطناعي: بدأت الشركات في السنوات الأخيرة في استخدام نماذج التعلم الآلي لمراقبة وتحليل المحادثات بين العملاء والموظفين، وفقا لوول ستريت. تكتشف تحليلات المحادثات أنماطا في الكلمات التي يستخدمها العملاء ومشاعرهم، ويمكنها اقتراح ما ينبغي قوله أو فعله أثناء الاستجابة لتلك الأنماط. قد يسبب الأمر توترا للموظفين رغم الفوائد المتعلقة به، إذ وجدت دراسة أجرتها جامعة كورنيل حول أتمتة مراكز اتصال خدمة العملاء أن مراقبة الموظفين عن كثب بواسطة البرامج أو إخبارهم بما يجب عليهم فعله، أو عدم قدرتهم على التحكم كثيرا في عملهم، قد يعرضهم للإجهاد ويجدون صعوبة في حل مشاكل العملاء.
إلى من يلجأ الرؤساء التنفيذيون لطلب المشورة؟ عندما يتعلق الأمر بالرغبة في سماع الحقيقة المُرة، يلجأ الرؤساء التنفيذيون إلى طلب المشورة من الأشخاص الموثوقين، بينما يلجأ البعض الآخر إلى ما يعرف بـ"النقاد المحترفون"، بحسب فايننشال تايمز. تحدثت فايننشال تايمز إلى الرئيس التنفيذي لبوكينج دوت كوم جلين فوجل، الذي يعتبر نفسه محظوظا بزملائه في العمل الذين يثق فيهم كثيرا ويلجأ إليهم دائما كما حدث أثناء الجائحة التي أثرت بشدة على دخل الشركة، ومنهم الرئيس التنفيذي للعمليات، ومدير الموارد البشرية، والمستشار القانوني للشركة. ينظر البعض الآخر من الرؤساء التنفيذيين إلى أنفسهم باعتبارهم أكثر حظا، إذ يلجأون دائما إلى أفراد عائلاتهم الذين تربطهم بهم علاقة قوية، ومنهم الرئيسة التنفيذية لشركة التكنولوجيا الصحية "هيرتيليتي" هيلين أونيل، التي تلجأ دوما إلى أختها التوأم التي تعمل معها كمستشارة قانونية. وهناك أيضا دور احترافي مصمم خصيصا لهذا الأمر يسمى "الصديق الناقد" يلجأ إليه التنفيذيون إذا افتقروا إلى الخيارات السابقة، للحصول على نصيحة لا يشوبها الانحياز العاطفي، ومنهم على سبيل المثال الرئيس التنفيذي السابق لشركة أكسا في المملكة المتحدة فيليب ماسو، الذي قال إنه يتحدث طوال الوقت إلى مدرب شخصي للرؤساء التنفيذيين.
"رينو ألباين" تسعى لإضافة المزيد من المتسابقات إلى فريقها في "فورمولا وان". تعمل شركة رينو ألباين لتصنيع سيارات السباق والسيارات الرياضية على تكثيف استثماراتها لتدريب سائقات وإضافتهن إلى فريقها في بطولة فورمولا وان هذا الموسم، وفقا لبلومبرج. أطلقت رينو ألباين مبادرة "ريس هير – Rac(h)er" العام الماضي لمواجهة التمييز الجندري في عالم السيارات الرياضية الذي يهيمن عليه الذكور. وتعمل الشركة على تأسيس مركز تدريب في مقرها في المملكة المتحدة لتدريب النساء على قيادة السيارات الرياضية في المسابقات. وتنوي ألباين زيادة نسبة المهندسات في فريقها إلى 30% بحلول عام 2027، مقارنة بنحو 12% في الوقت الحالي، وتعيين المزيد من النساء في الأدوار المختلفة، بما في ذلك الفنيات والسائقات. ويعمل نجم كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان وبطلة الملاكمة الانجليزية نيكولا أدامز ضمن فريق التدريب الذي استعانت به ألباين.