رائدة الأسبوع: إيفلينا تشيباس، مؤسسة منصة ألكيميا بوتيك
رائد الأسبوع – رائد الأسبوع فقرة أسبوعية كل ثلاثاء، نتحاور خلالها مع أحد المؤسسين حول كيفية النجاح في مجتمع الشركات الناشئة المصري، كما نعرف المزيد عن تجربتهم في إدارة الأعمال التجارية، ونصائحهم لرواد الأعمال الناشئين. تتحدث إلينا هذا الأسبوع إيفلينا تشبياس، مؤسسة منصة ألكيميا بوتيك لعرض المواهب الحرفية في مصر ودعمها.
اسمي إيفلينا، وأنا مؤسسة منصة ألكيميا بوتيك. ولدت في بولندا وقضيت ربع حياتي هناك، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة، والآن أعيش في مصر.
مجيئي إلى مصر كان للحصول على الماجستير في الأنثروبولوجيا (علم الإنسان). ورغم أن الشهادة ممنوحة من الولايات المتحدة، فإن الدراسة كانت تركز على مشهد الموسيقى المستقلة في القاهرة. وبعد الانتهاء من الماجستير أدركت أني أميل لتطبيق خبرتي والمعرفة النظرية التي اكتسبتها على الأرض بدلا من الأوساط الأكاديمية، لذا أجريت دراسة مستفيضة عن الأسواق الحرفية المصرية ثم أسست ألكيميا بوتيك.
وصلت مصر في عام 2008، وبعد فترة من التأقلم على الحياة هنا فكرت في تأسيس شركة تعود بالنفع على الثقافة والمجتمع من الناحية المالية، وبطرق أكثر تنوعا. وهكذا وُلدت ألكيميا، التي تأسست بهدف واضح هو دعم الحرفيين في مصر وليس تحقيق الربح. جذبتني الصناعات اليدوية الشعبية في مصر منذ البداية، وكلما تعمقت في معرفتها أدركت أن المواد المستخدمة في السوق جميلة لكن طريقة استخدامها ليست صحيحة، فكل العمال المهرة يواصلون إنتاج التصميمات والأنماط ذاتها مرارا وتكرارا. العامل الآخر الذي شجعني على إطلاق المنصة كان ارتفاع الوعي بالصناعات اليدوية المحلية بعد ثورة 2011. العديد من العمال والفنانين الشباب والجدد صاروا يمزجون أفكارهم المبتكرة بالطابع المصري الأصيل، والنتيجة مصنوعات مذهلة تناسب نمط الحياة الحديث وتحافظ على الجانب التراثي في ذات الوقت.
بوتيك ألكيميا متداخل مع المشهد الفني في مصر بسلاسة، فهو نموذج أعمال متعدد الاستخدامات يوفر للمصممين والحرفيين فرصة لعرض مواهبهم للجمهور والعملاء الذين يقدرون الجمال في الفن. يقع البوتيك في مجمع سي إس أيه بالمعادي، الذي يضم مجموعة من الأشخاص الرائعين. لدينا شعبية خاصة لدى المغتربين والسياح، فنحن مكان مناسب جدا لشراء هدايا مصنوعة في مصر، على عكس الأماكن الأخرى التي تبيع منتجات مرتبطة بالثقافة المصرية ولكنها صنعت في الصين.
تأسيس شخص أجنبي لشركة في مصر ربما يكون صعبا، إلا أن السنوات التي قضيتها هنا قبل تأسيس البوتيك ساعدتني كثيرا في معرفة كيفية إنجاز الأمور والتواصل بشكل فعال مع مجتمع الأعمال. لأكون صادقة تماما، لا أشعر الآن بأنني أجنبية عن البلاد. أعتقد أيضا أن نشأتي في بلدين مختلفين جعلني أكثر سرعة في التكيف مع البيئات والمواقف الجديدة.
أفضل جزء في عملي هو مشاهدة دخول العملاء إلى البوتيك وإعجابهم بالسلع المعروضة، هذه اللحظات تجعلني في غاية السعادة، لأن هدفنا جذب هذا النوع من الاهتمام بالحرفيين المصريين، وكذلك لأنني نجحت في توفير مساحة لعرض منتجاتهم والحصول على تعليقات من العملاء حول كيفية التحسن.
بينما أعتبر المواصلات أسوأ جزء في العمل، فهي مرهقة للغاية. كذلك أجد صعوبة في التعامل مع بعض الأشخاص في أوقات معينة. لذلك من المهم الصبر وتفهم أن الأشياء أحيانا ما تستغرق وقتا أطول للحدوث، وأنك بحاجة إلى أن تكون أكثر مرونة وأقل تشددا في مواعيد التسليم.
حياتي قبل البوتيك كانت ساكنة تماما. كان لدي عمل آخر، لكنه لم يكن يحتاج إلى الكثير من الوقت مثل ألكيميا. لذلك كلما وجدت بعض الوقت أتجه إلى الاسترخاء والقراءة أو الاتصال بعائلتي وأصدقائي عبر فيس تايم. كما أنني أحب الطبيعة والجبال بشكل خاص، لذا كثيرا ما تجدني في سيناء.
السفر يمنحني الإلهام، إذ أتعرف إلى ثقافات مختلفة وألتقي بأشخاص جدد، وأشاهد الهندسة المعمارية والفنون الجميلة.
عادة ما أطلب مشورة زوجي كلما واجهتني مشكلة صعبة. زوجي يعمل في المجال الإبداعي، وقد قدمني إلى العديد من الحرفيين الذين أعمل معهم حاليا، كما عرفني إلى صناعة الفنون والحرف اليدوية في مصر.
لدينا خطة للتوسع على المدى القصير واستضافة ورش عمل وأنشطة أخرى لإفادة كل من الحرفيين والعملاء. هذه الأنشطة ستكون متنوعة، لكنها ستتضمن بالتأكيد ورش عمل تعليمية نستضيف فيها الفنانين لإلقاء محاضرات حول المواد المختلفة وكيفية استخدامها، بهدف تعزيز الشعور بالانتماء إلى المجتمع لدى كل من الفنانين والعملاء.
أما على المدى الطويل فكانت خطتنا في البداية العمل في الولايات المتحدة، لذلك لا زلت أرغب في التوسع هناك. لكن هذه المرة لن نعرض أعمال المصممين المصريين وحسب، بل إنتاجات مواهب من جميع أنحاء العالم، خصوصا من وطني بولندا.