الذكاء الاصطناعي: فوضى في مجال التعليم وثورة في البيزنس
فوضى في مجال التعليم بسبب الذكاء الاصطناعي: يتجه كثير من الأساتذة والمعلمين عبر مستويات المدارس والجامعات الأمريكية المختلفة إلى إعادة النظر في طرق التدريس والمناهج، نظرا لاتجاه الطلاب إلى التحايل باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التي صارت متوفرة الآن، وفق نيويورك تايمز. لوحظ تحايل الطلاب هذا بعد إصدار تطبيق تشات جي بي تي من شركة أوبن أيه أي العام الماضي، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لصياغة أفكار متماسكة عن طريق المعلومات المتاحة على الإنترنت، من أجل إنتاج مقال أو محاضرة أو أي شكل آخر من الكتابة التي يصعب التفريق بينها وبين الكتابة الحقيقية. ويشير التقرير إلى أن المدرسين في بعض الجامعات الأمريكية صاروا "يقللون الواجبات المنزلية المعتمدة على الكتاب المفتوح تدريجيا، والتي انتشرت خلال الجائحة لتقييم الطلاب واستمرت بعدها، لكنها لا يمكنها الصمود الآن أمام برامج الذكاء الاصطناعي". أما في مراحل التعليم الأساسي، يضطر العديد من المعلمين والإداريين إلى فرض ضوابط صارمة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل حجب دخولها عن طريق شبكة الواي فاي الخاصة بالمدرسة.
لكن حجب الذكاء الاصطناعي ليس حلا واقعيا: بدأ العديد من المعلمين في تقبل فكرة أن تشات جي بي تي ليس إلا طفرة تقنية جديدة يتعين عليهم التكيف معها لا شن الحرب عليها، مع توقع المزيد من الأدوات والتكنولوجيا الجديدة في المستقبل القريب. ينقل التقرير عن أحد الأساتذة الجامعيين قوله إنه يتطلع إلى دمج أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة في المناهج والدروس، باعتبارها وسيلة لتعزيز المناقشات داخل المحاضرات.
وثورة في مجال البيزنس بسبب الذكاء الاصطناعي أيضا: بعد استثمارها مليار دولار في شركة أوبن أيه أي والتخطيط لضخ 10 مليارات دولار أخرى، تسعى شركة مايكروسوفت لدمج بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمنصة في تطبيق أزور الخاص بها، والمتخصص في دعم المطورين وعلماء البيانات، بحسب رويترز. أداة تشات جي بي تي بالتحديد "قريبة للغاية" من الدمج في أزور، حسبما ذكر الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا نادالا في تغريدة. الأداة لديها القدرة على صناعة ثورة في سوق خدمة العملاء، من خلال تمكين أتمتة المحادثات مع العملاء دون تدخل بشري. وتؤكد مايكروسوفت أن هذه العملية يمكن أن تقلل التكاليف وتوفر الوقت على موظفي خدمة العملاء للتركيز على مهام أكثر تعقيدا، مع زيادة رضا المستخدمين في الوقت نفسه.
ملامح التغيير تتشكل في بعض المجالات: سبق وأعلنت مايكروسوفت أنها تتوقع دمج تشات جي بي تي في محرك البحث "بينج" الخاص بها قبل نهاية مارس المقبل، مما أثار مخاوف جوجل من فقدان عرشها لصالح المنافس، طبقا لبيزنس إنسايدر. وعبر المحيط في المنطقة العربية، ينقل تقرير رويترز عن مسؤول كبير في شبكة قنوات الجزيرة قوله إن المؤسسة تدرس استخدام تطبيق أزور لتلخيص الأخبار وترجمتها.
موجة الاستقالات الكبرى مستمرة رغم مخاوف الركود: ما يزال الناس في آسيا يريدون الاستقالة من وظائفهم هذا العام رغم المخاوف من حدوث ركود، والمزيد منهم يتجهون إلى تغيير مجالات عملهم، وفق ما نقلته سي إن بي سي عن بحث أجراه لينكد إن. وكشف نحو 63% من الموظفين في الهند و43% في أستراليا وسنغافورة أنهم أكثر ثقة فيما يتعلق ببحثهم عن وظيفة جديدة في عام 2023 أكثر من العام الماضي، حسبما أظهرت نتائج بحث المستهلكين الذي أجراه لينكد إن وشمل أكثر من 4000 موظف في الدول الثلاث. وأظهر المشاركون في الاستطلاع "المزيد من المرونة" رغم تصاعد مخاوف الركود. ومن بين الأسباب التي ذكرها الموظفون لترك وظائفهم ارتفاع التضخم، إذ يبحث العاملون عن وظائف بأجور أعلى. تحقيق توازن أفضل بين الحياة العملية والشخصية من بين الأسباب أيضا، إذ قال أكثر من 30% من المشاركين في الاستطلاع إنهم قد يمنحون أولوية لهذا التوازن هذا العام. ويريد المزيد من الأشخاص أيضا ترك وظائفهم بسبب قلة فرص الترقي الوظيفي.