التسعينيات تعود مجددا.. حتى في معايير جمال وحجم الجسم

عودة موضة جسم "الهيروين شيك" التي انتشرت في التسعينيات: رغم أنه من الصعب تحديد متى عادت النحافة لتتصدر مشهد الموضة مرة أخرى، أو ما إذا كانت قد خرجت منه بالفعل، تشير جميع المؤشرات إلى عودة ظهور هذا الاتجاه مجددا. صاغت وسائل الإعلام مصطلح "الهيروين شيك" في التسعينيات لوصف وتمجيد النساء اللواتي كن "نحيفات بشكل مبالغ فيه"، كما لو كن "على وشك الوفاة بسبب إدمان المخدرات"، حسبما تقول الناشطة والممثلة جميلة جميل في مقال على مجلة بايبر ماج.
يحدث بالفعل: أكبر دليل على عودة هذا الاتجاه هو المشاهير اللاتي تباهين في السابق بأجسادهن "الكيرفي"، لكننا نلاحظ الآن فقدانهن الوزن بطريقة دراماتيكية، مثل نجمة تلفزيون الواقع ورائدة الأعمال كيم كارداشيان، حسبما توضح نيويورك بوست. المقال يشير كذلك إلى أدلة أخرى كزيادة الطلب على دورات البيلاتس، ونفاد حبوب إنقاص الوزن المثيرة للجدل أوزمبك من الأسواق.
الحنين إلى الماضي قد يكون السبب: عادت هذه الموضة مع عودة أزياء التسعينيات وأوائل الألفينيات، مع عودة الجينز ذي الوسط الساقط (الذي يتطلب بطنا نحيفا)، ورجوعها للظهور في عروض الأزياء بعد غياب يقرب من عقدين. وفي عرض دار ميو ميو لربيع 2023 في ميلانو، خرجت عارضات الأزياء عاريات البطن يرتدين تنورات "مايكرو ميني" ضيقة على عظام الخصر. لكن لفهم تداعيات عودة هذا الاتجاه بشكل كامل، من المهم ملاحظة أن "عودة مقاس الصفر تتجاوز حدود الموضة إلى ما هو أكبر"، وفقا لصحيفة الجارديان.
"ما هو أكبر"؟ البطون المسطحة هي التي لفتت الأنظار في عروض الأزياء الأخيرة، وليست الملابس التي ترتديها العارضات. الفكرة الأساسية هنا هي تمجيد النحافة، والتي بدورها تؤدي إلى زيادة في السلوكيات غير الصحية التي يراها كثيرون "لازمة" لتحقيق هذا المظهر.
كارداشيان عضوة في المعسكرين: تفاخرت كيم كارداشيان بالنظام الغذائي الشاق الذي ساعدها على إنقاص وزنها أكثر من 7 كيلوجرامات، لتتمكن من الظهور بفستان مارلين مونرو في حفل ميت جالا لهذا العام، لتجلب إلى الأذهان ثقافة اضطرابات الأكل التي انتشرت في التسعينيات، حسبما ذكرت الجارديان. بينما كان لكيم في بداية ظهورها أواخر العقد الأول من القرن الحالي فضل كبير في إلهام النساء لحب أشكال أجسادهم المختلفة والتباهي بها، إذ برزت بجسدها الممتلئ في بحر من النساء النحيفات طويلات القامة على السجادة الحمراء، بحسب موقع ذا كت. وفي ضربة حقيقية لحركة تقبل الجسم، بدأت كارداشيان في تأييد منتجات خفض الوزن على إنستجرام، بما في ذلك مثبطات الشهية والملينات، وجمعت ملايين الدولارات من خلال الإعلانات لمتابعيها، وكثير منهم من الفتيات الشابات. انتقلت منذ ذلك الحين إلى مشروعات أخرى، لكنها لا تزال تروج لعلاجات شد المعدة.
ما حجم الدور الذي لعبته كيم في عودة هذه الموضة؟ حملة منتجات التجميل التي شاركت فيها كيم كارداشيان عام 2018، والتي ظهر فيها أنها فقدت قدرا كبيرا من وزنها، كانت نقطة البداية لعودة النحافة مرة أخرى، حسبما يؤكد مقال ذا كت. وتقارن تغريدة حديثة انتشرت بسرعة بين صورتين لها من عامي 2017 و2022. التغريدة تشبه مقارنات "قبل وبعد" التي سبق وانتشرت في الصحف الصفراء وقتها، وتظهر فيها كيم الممتلئة على اليسار وكيم النحيفة على اليمين.
آخرون كان لهم تأثير كبير على الجمهور: عارضة الأزياء كيت موس التي كانت تتصدر بوسترات الـ "هيروين شيك"، قالت ذات مرة إنه "لا يوجد شيء يعطيك شعورا أفضل من النحافة". وأثر هذا على جيل الألفية الذين كان كثير منهم مراهقين وقتها، فبذلوا قصارى جهدهم للوصول إلى هذا المظهر، وأفرطوا في ممارسة الرياضة واتباع الأنظمة الغذائية الغريبة وتقيؤ الطعام، حسبما تقول جميل في ذا بايبر ماج.
الأرقام لها رأي مختلف: شاركت عارضات من ذوات المقاسات الكبيرة في 90 عرضا من إجمالي 247 عرضا للأزياء هذا الموسم، ارتفاعا من 62 عرضا في الموسم السابق، حسبما نقلت الجارديان عن محرك بحث الأزياء تاج ووك. ورغم أن 64% من بيوت الأزياء استمرت في توظيف العارضات ذوات الجسم النحيف الكلاسيكي فقط، فإن هذه الأرقام لا تفرق بين المصممين الصغار والعلامات التجارية الأكثر نفوذا للأزياء، وربما يشير هذا إلى احتمال توظيف عارضات الأزياء النحيفات من قبل البيوت صاحبة النفوذ الأكبر.