هل المحاصيل المعدلة وراثيا هي الحل للتكيف مع المناخ؟ + مفارقة الطائرات الخاصة في COP27
هل يمكن أن يكون تعديل الجينات حلا لارتفاع تكلفة تغير المناخ؟ كان لتغير المناخ بالفعل عددا من الآثار على الزراعة، بما في ذلك في أوروبا، التي تشهد حصادا أقل وتكاليف إنتاج أعلى. قال المزارع الهولندي هندريك جان تن كيت لصحيفة فايننشال تايمز إنه يرى خيارا واحدا فقط إذا أراد الأوروبيون الاستمرار في تناول الطعام المزروع محليا: المحاصيل المعدلة وراثيا والتي يمكنها تحمل درجات حرارة أعلى وفترات أطول من الجفاف. وحذر من أن إمدادات الغذاء في أوروبا في خطر، وأن المزارعين غير قادرين على مواكبة الوتيرة التغير المناخي.
يقول خبراء الزراعة إن الوقت قد حان لايجاد طرق مبتكرة للتغلب على آثار التغير المناخي. حان وقت التعديل الجيني: كان تعديل جينات المحاصيل موضوعا رئيسيا في قطاع الزراعة لسنوات عديدة. التعديل الجيني هو عملية يمكن من خلالها إجراء تغييرات محددة على الحمض النووي للكائن الحي. على عكس الأشكال التقليدية للتعديل الجيني، لا يتضمن تعديل الجينات إدخال حمض نووي غريب. يمكن استخدام هذه التغييرات لإصلاح الطفرات التي تسبب الأمراض أو لإضافة سمات مرغوبة، مثل القدرة على التعامل مع الجفاف. يقول مؤيدو التعديل الجيني إن طريقتهم تشبه تماما تربية النباتات التقليدية، إلا أنها أسرع وأكثر دقة. ولكن ليس هذا هو الرأي المنتشر على نطاق واسع في أوروبا، حيث توجد قائمة طويلة من لوائح الاتحاد الأوروبي ضد تعديل الجينات.
يجادل نشطاء حماية البيئة بأن الشركات الزراعية تستخدم تغير المناخ والجوع في العالم كذريعة لبيع تقنيات جديدة لم يجر اختبارها بعد. "لا يوجد سبب لتقنين التعديل الجيني"، حسبما قال الناشط في جمعية أصدقاء الأرض ميوت شيمب. "إنها تقنية جديدة جرى تطويرها في السنوات العشر الماضية. لا نعرف كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الطبيعة والزراعة وكيف ستتأثر مصلحة المستهلك ". لكن أوروبا تتحول ببطء للاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي لا يحب المحاصيل المعدلة وراثيا، وبدأ بعض المشرعين في التفكير في الفوائد التي تعود على المزارعين والاقتصاد والبيئة تفوق المخاطر.
مفارقة تلويث البيئة من أجل حضور قمة المناخ: استقبلت شرم الشيخ 36 طائرة خاصة تحمل ضيوف قمة COP27، بينما وصلت إلى القاهرة 64 طائرة أخرى بمزيد من المشاركين، حسبما نقلت بي بي سي عن بيانات منصة فلايت رادار 24، التي تشير إلى إمكانية وصول طائرات أخرى غير مسجلة لديها بسبب محدودية التغطية. تنتج الطائرات الخاصة انبعاثات أكبر بكثير لكل فرد من الرحلات الجوية التجارية. طائرة جلف ستريم جي 650 مثلا، التي كانت الأكثر استخداما لحضور القمة في مصر، تستخدم نحو 1900 لتر من وقود الطائرات في الساعة. وبهذا تستهلك الرحلة من أمستردام إلى شرم الشيخ ما يقرب من 9 آلاف لتر من الوقود، وتنتج 23.9 طنا من ثاني أكسيد الكربون و45.3 طنا من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مع احتساب انبعاثات الغازات الأخرى التي لها تأثير الاحترار.
الطائرات الخاصة ليست صديقة للبيئة، لكن هل هي حقا بهذا السوء؟ بافتراض أن كل طائرة كانت تحمل طاقتها الكاملة (15 راكبا)، فإن كل راكب متجه إلى قمة المناخ سيكون مسؤولا عن 3 أطنان من الانبعاثات، وهي كمية "لا تذكر مقارنة بتأثير القرارات والالتزامات التي جرى التعهد بها في هذه القمم"، وفق ما ذكره القائد الدولي لوحدة استخبارات الطاقة والمناخ البريطانية لبي بي سي.