المناخ يسقط من حسابات الناس رغم تفاقم التهديدات

سوق الغاز الطبيعي المسال منخفض الكربون تنضب: أزمة الطاقة المتفاقمة في أوروبا تعيق الجهود الرامية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عبر إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن محللين. هبط عدد اتفاقيات شحن الغاز الطبيعي المسال حول العالم إلى أقل من 10 حتى وقتنا الحالي من هذا العام، مقارنة بـ 30 خلال العام السابق، وفقا لشركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي. أدت العقوبات واضطرابات السوق منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى قفزة في أسعار الغاز بنسبة 25%. وقال أحد الخبراء إن "شحنات الغاز الطبيعي المسال منخفض الكربون أو محايد للكربون فقدت جاذبيتها وسط بيئة ارتفاع الأسعار الحالية"، مضيفا أن "أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها هو ما يشغل أذهان جميع المشترين".
ارتفاع الأسعار يحد من قدرة المنتجين على تغطية تكاليف خفض الانبعاثات أو شراء تعويضات الكربون، والتي من الممكن أن تكلف ملايين الدولارات عن كل شحنة، بحسب الوكالة. يعني ذلك أن المصدرين سيجدون صعوبة في تحمل التكاليف الإضافية أو العثور أو جذب المشترين، بحسب الخبراء، لكن ذلك قد يتغير بمجرد أن تهدأ الأوضاع في الأسواق. وقال مسؤول استدامة في شركة تنقيب أمريكية إن "مع تطور هذه السوق، نتوقع أن يكون هناك طلب طويل الأمد على منتجات الغاز الطبيعي النظيف".
المناخ يسقط من حسابات الناس رغم التهديدات المتصاعدة: قال نحو 49% من المشاركين في مسح أجري على مستوى العالم إنهم ليسوا قلقين بشأن تغير المناخ، لكنهم متخوفين من التهديدات الوشيكة المتعلقة بالصحة وسبل كسب العيش الناجمة عن جائحة "كوفيد-19" والحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما نقلته رويترز عن استطلاع رأي يقيم المخاطر العالمية صادر عن شركة جالوب. وشارك في الاستطلاع نحو 125 ألف شخص في 121 دولة. المناطق التي تواجه أشد التهديدات البيئية خطورة كانت من بين الأقل قلقا بشأن المناخ بنسبة بلغت 27.4% ممن جرى استطلاع أرائهم من الشرق الأوسط، و39.1% ممن شاركوا في المسح في جنوب آسيا. وفي الصين، أكبر مصدر للتلوث في العالم، رأى 20% فقط من المشاركين إن تغير المناخ يمثل تهديدا خطيرا للغاية.
ما مدى خطورة الوضع؟ كشفت دراسة أخرى أن نحو 750 مليون شخص عالميا يعانون من سوء التغذية، فيما يعاني 1.4 مليار شخص في 83 دولة من شكل من أشكال الإجهاد المائي، و2.8 مليون شخص لا يمكنهم الحصول على مياه شرب نظيفة، وما بين ستة إلى ثمانية ملايين من الوفيات تحدث بسبب تلوث الهواء عالميا وتكلف العالم 8.1 تريليون دولار، ومن المتوقع أن ترتفع الأرقام السابقة نتيجة التغيرات المناخية والحرب في أوكرانيا. وعلى الجانب الآخر، تكلف الكوارث الطبيعية العالم 200 مليار دولار، في ارتفاع بنسبة 300% عما كانت عليه منذ 30 عاما.