سامي سويلم مؤسس منصة بيع السيارات المستعملة "هتلاقي": رائد الأسبوع فقرة أسبوعية كل ثلاثاء، نتحاور خلالها مع أحد المؤسسين حول كيفية النجاح في مجتمع الشركات الناشئة المصري، كما نعرف المزيد عن تجربتهم في إدارة الأعمال التجارية، ونصائحهم لرواد الأعمال الناشئين. يتحدث إلينا هذا الأسبوع سامي سويلم (لينكد إن) مؤسس منصة بيع السيارات المستعملة "هتلاقي".

اسمي سامي سويلم، وأنا رجل أعمال فرنسي مصري. درست البرمجة وتخرجت في كلية إبيتك في باريس – الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات. بعد ذلك، بدأت مسيرتي المهنية في باريس، وجاءت الفرصة المثالية، أصبحت رئيس قطاع التكنولوجيا في شركة جوريترافيل، وهي شركة قانونية تركز على قوانين العمل وتؤثر في حياة أكثر من مليون شخص في فرنسا. عملت هناك لمدة أربع سنوات قبل أن أقرر إجراء تغيير عبر إطلاق سويلم سوليوشنز. ركزت جهودي على تقديم الخدمات للبرامج في باريس، ولكن كان على إغلاقها في وقت ما، وعدت لمنصبي السابق في جوريترافيل.

على الرغم من حقيقة أنه كان علي إغلاق سويلم سوليوشنز، إلا أنني لم أتخل مطلقا عن حلمي في أن أصبح رائد أعمال. وفي عام 2011 تمكنت من إطلاق مشروع جديد، منصة هتلاقى. بدأت هتلاقي كمشروع جانبي، لكن بحلول عام 2015، أدركت أن المنصة لديها أكثر من مليون زائر شهريا، وكان ذلك بمثابة نقطة تحول بالنسبة لي، فقد حان الوقت لمنح هتلاقي كل ما لدى والتركيز عليها.

اكتملت منصة هتلاقي بحلول عام 2016 وحصلت على 200 ألف دولار في جولتها التمويل التأسيسية في عام 2017 من نومو كابيتال. تمكنا من المثابرة والتطور إلى ما نحن عليه الآن بغض النظر عن حقيقة أن المنصة تأسست خلال فترة عصيبة، مما جعلها تتأخر في العديد من جوانب العمل ووضع العديد من العقبات أمامها للبقاء.

إنشاء منصة هتلاقي جعلت حلمي الريادي واقعا، لكن كان يتعين عليَ تقديم تضحيات كبيرة في كل جوانب حياتي المهنية والشخصية للوصول إلى ما أنا عليه الآن. في السابق، عندما كانت المنصة لا تزال مشروعا جانبيا، كنت أعمل كل يومين من 10 مساء لـ 3 صباحا لتطويرها. كان علي أيضا أن أتخلى عن منصبي كرئيس قطاع التكنولوجيا في شركة مرموقة في باريس. كان من الصعب للغاية بالنسبة لي القيام بذلك لمدة خمس سنوات، لكن كان يستحق ذلك العناء في النهاية.

أفضل جانب في وظيفتي الآن هو التواجد والتفاعل مع الأفراد الملهمين، وخاصة أعضاء فريقي الذين يأتون كل يوم حريصين على إنشاء وتوسيع ميزات وعروض الشركة. هذا يحفزني على تحقيق المزيد وعدم التوقف عن البحث عن طرق للتطور والتحسن.

أما أسوأ جزء من وظيفتي، كما ذكرت سابقا، فقد أسست هتلاقي في وقت توالت فيه الأزمات، ما جعل من الصعب جدا إدارة دخلنا والحفاظ على التدفق النقدي، خاصة أثناء انخفاض قيمة الجنيه وجائحة "كوفيد-19" وحملة "خليها تصدي"، ومؤخرا القيود على الواردات ونقص السيارات في السوق. على الرغم من الصعوبات، حافظت منصة هتلاقي دائما على معدل دوران منخفض للموظفين، وبيئة عمل سلسة وإيجابية.

لطالما كانت الميزة التنافسية لـ "هتلاقي" هي تلبية حاجة الأشخاص الذين يتطلعون إلى شراء أو بيع سياراتهم بسهولة من خلال منصة توفر لهم الرؤية التي يطلبونها والخيارات المطلوبة بمجرد البحث. هتلاقي حاليا هي أكبر منصة في السوق، مع أكبر عدد من السيارات المعروضة.

تركز مؤشرات الأداء الرئيسية للشركة في الغالب على ثلاث نقاط أساسية: عدد السيارات المسجلة على المنصة، وعدد الزوار الذين يجذبهم الموقع الإلكتروني، وعدد المشترين المحتملين الذين يتصلون بالبائعين.

تلقت منصة هتلاقي مؤخرا استثمارا من ستة أرقام من جونجو وأفروموبيليتي. ونقترب أيضا من إتمام جولة تمويلية بقيمة مليوني دولار، والتي سنستخدمها لتنفيذ خططنا المستقبلية لتوسيع وجودنا في دول أخرى.

من حيث الإلهام، كنت دائما مراقبا شديدا لمحيطي. أعتقد أنني استلهم من كل شيء حولي وكل ما أفعله، سواء كان ذلك حضور مؤتمر أو قراءة مقال أو مجرد مواكبة الأعمال التجارية الأخرى.

أنا مغرم بشكل خاص بتجربة شركة رابيت. إنهم يقومون بعمل ممتاز في الإعلان عن منتجاتهم وخدماتهم، وهي خدمة سهلة للمستخدمين وأستطيع استخدامها بشكل منتظم.

عادة أطلب النصيحة من زملائي ومعارفي في قطاع الأعمال من أجل تجميع معرفتنا والاستفادة من تجارب بعضنا البعض.

في أوقات فراغي، أستمتع بلعب الرجبي. أهتم دائما بالرياضة، ولطالما كانت الرجبي هي الرياضة المفضلة لدي. بخلاف ذلك، أكرس بقية وقت فراغي لقضاء الوقت مع عائلتي.

أستمتع بما أفعله كثيرا لدرجة أنني لا أتخيل القيام بأي شيء آخر. ومع ذلك، إذا كنت سأستقيل من وظيفتي، فسأبحث بالتأكيد عن فرصة جديدة لتأسيس شركة ناشئة – وهناك العديد من الفجوات في السوق الآن.

نصيحتي لشخص يبدأ مشروعه الخاص هي أن العامل الأكثر أهمية في نجاح أي شركة هو تعيين الفريق المناسب. الأشخاص الذين يكملون الفريق لا من يتنافسون مع بعضهم البعض. أعتقد أن هذا هو أهم عامل لنجاح أي شركة.