كيف تعد استراتيجية ذكاء اصطناعي لشركتك؟ في الشهر الماضي، ألقينا نظرة معمقة على خطط الحكومة لتنمية صناعة الذكاء الاصطناعي في البلاد. وتحدثنا إلى المستشارة السابقة لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للذكاء الاصطناعي سالي رضوان حول الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي وكيفية تنفيذها (الجزء الأول | الجزء الثاني). ولكن على الرغم من هذا الاهتمام والاعتماد المتزايد من قبل عدد من شركات القطاع الخاص، لم يكن التكامل الشامل لأنظمة الذكاء الاصطناعي عبر الشركات أمرا سهلا، حيث تكافح الشركات لمعرفة كيفية نشر التكنولوجيا.
وضعنا هذه القضايا أمام الشركات التي تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي، وسألناها حول ما يلزم الشركات لبناء وتنفيذ استراتيجيات وإدارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، فضلا عن تطوير البنية التحتية اللازمة والحوافز المحتملة لشركات القطاع الخاص. استضافت إنتربرايز مائدة مستديرة مع لاعبين بارزين في القطاع لمناقشة أفضل السبل التي يمكن للشركات من خلالها الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي لديها. ضيوفنا هم:
- أحمد أباظة، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سينابسي أناليتيكس، التي تقدم المشورة للشركات حول أفضل السبل لإدخال الذكاء الاصطناعي في أعمالها.
- أحمد رشدي، رئيس قسم التحليلات وعلوم البيانات في فودافون مصر. يدير فريق قوي من 18 شخصا يركز على دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات الشركة.
- محمد سليمان، مدير قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي والأتمتة والأمن في شركة أي بي إم مصر. كانت شركة أي بي إم في طليعة الشركات التي تبنت تطوير الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وسيقدم لنا سليمان نظرة ثاقبة حول ما تقوم به الشركة في مصر.
نوصيكم بالاستماع إلى المناقشة على موقعنا (استمع: 44:01 دقيقة) أو على: أبل بودكاست | أنغامي | جوجل بودكاست | سبوتيفاي). أو يمكنكم قراءة مقتطفات محررة من لقائنا أدناه:
اعتماد الذكاء الاصطناعي في مصر آخذ في الازدياد، خاصة منذ انتشار الجائحة. "لا شك في أن جائحة كوفيد كان لها دور كبير في تسريع جميع أنواع التحول الرقمي، بما في ذلك اعتماد الذكاء الاصطناعي"، حسبما أخبرنا محمد سليمان من أي بي إم مصر.
هناك عدد من القطاعات في مصر تركز حاليا على تبني الذكاء الاصطناعي والابتكار. إلى جانب شركات التكنولوجيا الخالصة مثل أي بي إم وأوراكل، تبحث قطاعات الاتصالات والخدمات المصرفية بشكل كبير في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، كما يتفق خبرائنا. طورت فودافون منصة ذكاء اصطناعي توصي بخدمات وحزم مختلفة للمستخدمين، حسبما قال أحمد رشدي من فوادفون مصر. وأضاف: "حتى الآن، استفاد أكثر من 11 مليون عميل من هذا المحرك". مع ظهور التكنولوجيا المالية والانتشار الواسع لخدمات الاتصالات، تبحث الشركات عن أفضل السبل لتحسين العمليات والتوصل إلى حلول مبتكرة لخدمة عملائها.
يبدو أن الشركات التي لديها كميات كبيرة من البيانات هي الأكثر اهتماما بالذكاء الاصطناعي، كما يقول أحمد أباظة من سينابسي أناليتيكس. ولذا يأتي البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية على رأس القائمة.
لكن حتى المشاريع القومية الرئيسية تشهد اعتمادا للذكاء الاصطناعي: "حصلت شركة أي بي إم على مشروع مع الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين، والذي من شأنه أن يجعل دورة (تخزين) القمح مؤتمتة بالكامل"، حسبما قال سليمان. يتضمن ذلك سلسلة التوريد بأكملها، من المستشعرات في الصوامع التي تقيس كمية القمح المخزنة بدقة، إلى قياس درجة الحرارة والرطوبة في تلك الصوامع.
إذا، ما الذي كان يعيق عملية التبني؟ المشكلات المتعلقة بالبيانات: "التحدي الرئيسي لاعتماد الذكاء الاصطناعي يختلف من مؤسسة إلى أخرى، ولكن في بعض الأحيان يكون تعقيد البيانات وحقيقة أن البيانات موجودة في صوامع"، حسبما أوضح سليمان، واتفق أباظة مع هذا الرأي، مضيفا أن الزعم القائل إن مصر لا تمتلك بيانات كافية ليس صحيحا. البيانات موجودة عبر الشركات، لكنها موجودة في صوامع. في كثير من الأحيان، تواجه المؤسسات صعوبة في الاستفادة من تلك البيانات واستخدامها وفهمها بكفاءة.
التحدي الداخلي الرئيسي الآخر للشركات هو المخاوف بشأن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المؤسسة. قال أباظة إن هناك مخاوف من استبدال الموظفين بآلات، ما يحد من تبني الذكاء الاصطناعي داخليا في الشركات. بينما يؤكد رشدي أن الموظفين عرضة لفقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات، فهذه فرصة لهم للبحث عن وظائف أكثر تقدما. قال أباظة إن سوق العمل في مصر متكدس للغاية ويمكن استبدال الكثير من الوظائف بسهولة. "لا يزال لدينا أشخاص يضغطون على الأزرار في المصاعد." لكن سليمان يذكرنا أنه في النهاية، فإن وظيفة الذكاء الاصطناعي هي تعزيز دور البشر، وليس استبدالهم.
هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به على مستوى البنية التحتية: "هذا شيء لا ينتهي لأنك تستمر في تحسين ما لديك بالفعل"، كما يقول أباظة. وأضاف أن هناك حاجة إلى بعض التحسينات عندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية للإنترنت، على وجه التحديد، لأن الاتصال بالإنترنت عالي السرعة ضروري لاختبار حالات الاستخدام. علاوة على ذلك، لا توجد برامج محلية ناضجة لإدارة وتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي، على حد قوله.
لكن هناك حوافز لشركات القطاع الخاص لبدء تجربة الذكاء الاصطناعي: "تستثمر الحكومة كثيرا في بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي. هذه قطعة واحدة من اللغز، يقول سليمان. بالإضافة إلى ذلك، عندما تطلق الحكومة مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لمركز التميز الحكومي، فإنه سيساعد الشركات على تطوير حالات الاستخدام بدعم حكومي. المختبر هو في الأساس منصة حيث يجري تطوير الأدوات العملية ثم نقلها إلى القطاع الخاص لتطبيقها، كما أخبرتنا سالي رضوان مستشارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
إذن كيف يمكن لشركة أن تبدأ بقسم الذكاء الاصطناعي الخاص بها؟ هناك عدة خيارات. يقترح أباظة تعيين محلل أعمال وعالم بيانات ومهندس برمجيات ومهندس عمليات التعلم الآلي لبدء القسم. يوصي رشدي بتوظيف شخص أساسي لسد الفجوة بين الأعمال والتكنولوجيا في الشركة، والذي يمكنه بعد ذلك تعيين الفريق الذي ذكره أباظة. يقترح سليمان أيضا الاستفادة من أدوات البرامج المصممة لمساعدة الشركات على البدء، بدلا من توظيف الجميع مرة واحدة. المفتاح هو: ابدأ بمشروع تجريبي صغير قبل القفز إلى التحول الكبير.
يجب أن ينصب التركيز الرئيسي على جمع البيانات بطريقة هادفة. الذكاء الاصطناعي من دون بيانات مناسبة وعالية الجودة لا فائدة منه، كما يشير سليمان، والذي يوضح أن الجزء الصعب يكمن في جمع البيانات وتنظيمها وجودتها. تواجه المؤسسات الأكبر حجما التي كانت موجودة منذ 50 أو 60 عاما تحديا حقيقيا لفهم البيانات التي جمعوها على مر السنين لأنها غير منظمة ولم تجمع لغاية معينة، واتفق أباظة مع ذلك، قائلا إن الشركات لا تعرف كيفية استخدام بياناتها أو مدى أهليتها. "يمكن استخدام البيانات القيمة للغاية، وهي الكنز الذي تملكه الشركة، لتكوين رؤية قيمة للغاية"، حسبما أوضح سليمان.
ولكن تأكد من وجود أساس يحمي خصوصية بيانات عميلك. قال رشدي: "يجب أن تتوافق كل حالة استخدام […] مع مسؤول الخصوصية الداخلي". يجب على هذا الشخص، جنبا إلى جنب مع فريقه، وضع إرشادات حول المعلومات التي تجمعها الشركة وكيفية مشاركتها داخليا لضمان عدم انتهاك الخصوصية. وتحتاج الشركة بأكملها إلى التوافق مع هذه السياسة. قد يقيد هذا استخدام البيانات لبعض التحليلات، لكنه يضمن أن تظل الشركة ملتزمة بقوانين خصوصية البيانات. وأضاف أنه يجب تشفير معلومات العميل في جميع الحالات، بينما يحتاج مسؤول الخصوصية إلى الموافقة على كل حالة استخدام.
ومع البيانات الكبيرة، تأتي مسؤولية كبيرة، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الابتكار: أشاد كل من أباظة وسليمان بمدى شمولية قانون حماية البيانات الشخصية في مصر. لكن في حين أن الخصوصية ضرورية، لا ينبغي كبح الابتكار في هذه العملية، كما أكد لاعبوا القطاع.
أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:
- جمعت شركة الرعاية الصحية المصرية الناشئة دوكس 1.5 مليون دولار في جولة تمويل أولية بقيادة شركة رأس المال المغامر أوبنر، ومشاركة شركة إليفيت المصرية للاستثمار المباشر.
- حصدت شركة البرمجيات الناشئة إنستابج 46 مليون دولار في جولة تمويلية ثانوية. وقادت الجولة شركة إنسايت بارتنرز التي تستثمر في البرمجيات ومقرها نيويورك، بمشاركة المستثمر الحالي أكسل، بالإضافة إلى مستثمرين جدد في الولايات المتحدة، تشمل صناديق رأس المال المغامر فورجبوينت كابيتال، وإنديفور.
- تلقت شركة التجارة الإلكترونية الناشئة "تجارة" تمويلا دولاريا من خمسة أرقام ضمن جولة تمويل معبرية قادتها شبكة الاستثمار الملائكي أليكس إنجلز، ومشاركة عدد من المستثمرين الملائكيين من مصر والسعودية والأردن وهولندا.