كيف تعمل ثاندر على تطوير التكنولوجيا المالية من خلال تداول الأوراق المالية: عندما حصلت منصة تداول الأوراق المالية عبر الهاتف المحمول ثاندر على ترخيص للوساطة في الأوراق المالية من هيئة الرقابة المالية في عام 2020، هذا كان إشارة على أن ثورة التكنولوجيا المالية ربما تكون قد بدأت في الوصول لسوق الأسهم في مصر. تهدف المنصة إلى زيادة عدد المستثمرين الأفراد في السوق – وهو الأمر الذي تسعى إليه البورصة المصرية منذ فترة طويلة – من خلال تسهيل عملية فتح حسابات الاستثمار، وتثقيف الناس حول كيفية الاستثمار.
كانت تطبيقات تداول الأسهم حديث العالم العام الماضي. مع صعود ما سمي بأسهم الميمز بمساعدة منصات مثل روبن هود والجدل الذي أحدثته أسهم جيم ستوب، أصبحت منصات تداول الأسهم في دائرة الضوء عالميا.
في غضون ذلك كان تطبيق ثاندر في مصر ينمو بثبات مركزا على الجيل الجديد من مستثمري الأسهم. يستخدم التطبيق نحو 50 ألف مستخدم شهريا، وقد تمت نحو 36% من الاشتراكات الجديدة في البورصة المصرية في عام 2021 من خلال ثاندر. وتوج هذا النمو مؤخرا بجمع الشركة 20 مليون دولار في جولة تمويل أولية في وقت سابق من هذا الشهر، وهي الأولى لثاندر منذ ديسمبر 2019، عندما حصلت على مليوني دولار في جولة قبل تأسيسية. وتتمثل طموحات الشركة الآن في تنويع عروضها، إضافة إلى تضمين المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
ناقشنا هذه الخطط مع سيف عمرو، المؤسس المشارك ومدير العمليات في ثاندر، الذي تحدث أيضا عن مكانة الشركة حاليا، وكيف نمت قاعدة مستخدميها على الرغم من رهبة الكثيرين من الاستثمار في الأسهم، وكيف يتصرف المستخدمين على التطبيق.
إليكم مقتطفات محررة من حديثنا معه:
الأصول المدارة عبر ثاندر، وهي القيمة الجماعية لمحافظ عملائها، نمت بمعدل 29 ضعفا في عام 2021، حسبما ذكر عمرو. جرى تنزيل التطبيق أكثر من 300 ألف مرة، ويفتحه 50 ألف مستخدم شهريا. قال عمرو إنه جرى فتح ما بين 21 ألفا و25 ألفا من حسابات الوساطة للأفراد في جميع أنحاء مصر في عام 2021، وشكلت ثاندر 36% من ذلك.
نمو يحركه الشباب: استحوذت ثاندر على 80% من جميع حسابات الوساطة الجديدة التي فتحها من تقل أعمارهم عن 21 عاما. يبلغ متوسط الفئة العمرية للمستخدمين 29 عاما، في حين أن متوسط عمر المستثمر التقليدي في البورصة كان يتراوح حول 45 عاما. بدأ نحو 70% من مستخدمي ثاندر الاستثمار بأقل من 3 آلاف جنيه، وهو ما لا يكفي عادة لفتح حساب لدى شركة سمسرة، على حد قوله. "87% من مستخدمينا هم من المستثمرين لأول مرة و40% من قاعدة المستخدمين لدينا من خارج القاهرة والإسكندرية.
كيف نجحت ثاندر في جذب هؤلاء المستخدمين؟ في البداية، جاء جزء كبير من اكتساب العملاء من الإعلانات المدفوعة على منصات التواصل الاجتماعي. يقول عمرو: "الآن، نكتسب الكثير من المستخدمين من خلال إحالات الأصدقاء ونقدم محتوى تعليمي، وهو ما يشرح مفاهيم الاستثمار للناس بأسلوب يسهل الارتباط به".
لماذا ينجذب المستخدمون إلى التطبيق؟ يعتقد عمرو أنه بسبب سهولة الاستخدام وتجربة المستخدم وتثقيف المستخدم. ويوضح قائلا: "لا تحتاج إلى زيارة فرع بنك معين لفتح حساب استثماري أو الانتظار حتى تكتمل عملية فتح الحساب". نقطة نجاح أخرى هي تجربة المستخدم ودعم العملاء الذي توفره المنصة. ويضيف أن الناس يستخدمون ثاندر كبوابة تعليمية ثم يتحولون إلى مستثمرين.
تريد ثاندر التوسع في تبادل المستخدمين للمعلومات وتثقيف بعضهم البعض. هناك خاصية "مجتمع ثاندر" الموجودة في التطبيق، وهي منتدى يشبه ريديت حيث يمكن للمستخدمين النقاش وتبادل المعلومات مع بعضهم البعض. يقول عمرو: "يشارك المستخدمون النصائح حول كيفية الاستثمار وما يجب الانتباه إليه عند الاستثمار". وأضاف: "نخطط لإضافة المزيد من الميزات"، بما في ذلك القدرة على متابعة الأشخاص، ومعرفة ما يفعلونه والتفاعل معهم وتبادل الأفكار.
لكنه لن يكون ملاذا لـ "أسهم الميمز": الشركة تراقب "مجتمع ثاندر" بشكل دائم، على حد قوله. إذا قام أحد المستخدمين، على سبيل المثال، بترويج لأسهم معينة، فإن ثاندر يزيل المحتوى ويمكنه بشكل مؤقت أو دائم تعليق حساب المستخدم المعني، كما يخبرنا عمرو. يتماشى هذا مع التعديلات التي اقترحتها هيئة الرقابة المالية على قانون أسواق رأس المال، والتي يمكن أن تفرض عقوبات على أولئك الذين يشاركون نصائح الأسهم لأغراض التلاعب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وساطة دون عمولة؟ على عكس شركات السمسرة، فإن فتح حساب على ثاندر مجاني ولا تفرض أي عمولات على التداولات. "قررنا عدم فرض عمولة وساطة بسبب تضارب المصالح الذي تخلقه. إذا أخذنا العمولات، فمن مصلحتنا أن يستمر المستخدمون في الشراء والبيع"، كما يوضح. "ولكن من مصلحة المستخدم أن يستثمر على المدى الطويل أي مواصلة الشراء ولكن ليس بشكل متكرر."
تتضمن المنصة ثلاثة مصادر للإيرادات: هناك اشتراك شهري بقيمة 55 جنيها من المستخدمين الذين يرغبون في الحصول على بيانات السوق في الوقت الفعلي، وجلسات اكتشاف مدتها 30 دقيقة قبل بدء التداول، ونظرة عامة على جميع عروض الأسعار للطلبات المقدمة على أي سهم معين. ثانيا، يدفع مديرو الأصول المدرجون على منصة ثاندر نسبة مئوية على الإيرادات التي يدرونها عبر التطبيق كرسوم. تعتمد النسبة على طبيعة الصندوق وحجمه.
يولد ثاندر أيضا عائدات من تعويم محفظة المستخدم التي لم تستثمر. وهي ممارسة متعارف عليها في الصناعة، حيث يجري إيداع تلك الأموال في حسابات بنكية.
هل تصبح البورصة سوقا جاذبا لملايين نشأوا على أن العقار وشهادات البنوك هي الاستثمار الأمثل والوحيد أحيانا؟ في حين أن التصور السائد بأن البورصة سوق تتسم بالمضاربة قد لا يتغير، يبدو أن المستخدمين يدركون بسرعة أن تداول الأسهم يجب أن يكون لعبة طويلة الأجل، حسبما قال عمرو. المستخدمون الذين يبدأون التداول بشكل متكرر ولكن بشكل غير متسق يستقرون بعد فترة على نمط تداول منتظم. "لا يمكنني حقا الادعاء بأن المنظور العام لسوق الأوراق المالية يتغير، لكننا رأينا ذلك مع بعض مستخدمينا القدامى".
ماذا بعد في جعبة ثاندر؟ "نخطط للنمو بعشرة أضعاف على الأقل من حيث الأصول المدارة عبر التطبيق وعدد المستخدمين طوال عام 2022"، حسبما يقول عمرو. تريد الشركة أيضا إضافة المزيد من المنتجات، بما في ذلك خيارات الاستثمار المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، نظرا لارتفاع الطلب عليها.
يمكن أن تساعد التغييرات التنظيمية في هذا النمو: "لم تصمم لوائح القطاع في الأساس لاستخدامات عصرنا الحالي"، كما يقول عمرو. ولكنه يرى أن هناك الكثير من الأمل في المستقبل: خفض الحد الأدنى لسن فتح حساب من 21 إلى 16 عاما، والتصديق على قانون التكنولوجيا المالية الأسبوع الماضي. لكن اللائحة التنفيذية ما زالت قيد الدراسة التي يأمل عمرو في الإعلان عنها خلال الأشهر الستة المقبلة. ويضيف: "كل ما حدث حتى الآن يمنحنا الكثير من الأمل لما سيأتي بعد ذلك".
التحقق الإلكتروني وبدائل التمويل هما شيئان يأمل عمرو في رؤيتهما في اللائحة التنفيذية لقانون التكنولوجيا المالية. يستلزم ذلك القدرة على فتح حسابات دون الحاجة إلى توقيع فعلي، وبدائل تمويل لحسابات الوساطة. يقول عمرو: "إذا كنت ترغب في فتح حساب وساطة وتمويله، فإن امتلاك خيار التحويل المصرفي فقط لا يكفي". يعتقد عمرو أن طرق الدفع الإلكترونية مثل المحافظ على سبيل المثال يجب أن تكون خيارا.
أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:
- تلقى تطبيق وصلة الفائق – متصفح الإنترنت الذي تحول إلى منصة للتجارة الإلكترونية – استثمارات قدرها 9 ملايين دولار من شركة كونتكت المالية القابضة. وتعتزم الشركة الناشئة استخدام الاستثمارات الجديدة لإطلاق منتجات وإمكانات تسوق جديدة عبر الإنترنت، والتوسع إقليميا، وتخطط لدخول نيجيريا قريبا.
- جمعت شركة التكنولوجيا المالية الناشئة موني هاش 3 ملايين دولار في جولة تمويلية تمهيدية، كما أطلقت منصتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
- جمعت شركة ناوي المصرية الناشئة للتكنولوجيا العقارية تمويلا غير معلن في جولة تمويل أولية بقيادة عائلة ساويرس،.ليرتفع بذلك إجمالي الاستثمارات التي تلقتها ناوي حتى الآن إلى 5 ملايين دولار.
- دشنت منصة التجارة الإلكترونية الإماراتية "زبوني" عملياتها في السوق المصرية، فيما تتطلع شركة التكنولوجيا المالية "فلاتر ويف" التي تركز على أفريقيا والأسواق الناشئة دخول البلاد.
- جمعت شركة المتاجر السحابية الناشئة المصرية تاكيري مبلغا لم يكشف عنه في جولة تمويلية أولية. وسيستخدم التمويل لتوسيع فروع الشركة السحابية، وتنمية فريقها، وتطوير التكنولوجيا الخاصة بها.