إلى كل أصحاب الحيوانات الأليفة المغرمين بصغارهم:
بصفتي أما، أعلم جيدا كم نحن مغرمون بصغارنا، سواء الأطفال أو الحيوانات. تذوب قلوبنا وهم يثرثرون ويتجشأون ويسيل لعابهم – سمها ما شئت. كما يقولون، عندما تصلي من أجل المطر، فعليك تكون مستعدا للطين أيضا. فعلا، هذا "الطين" هو أحد الأجزاء الأقل متعة في تربية الصغار. وأظن أننا كلنا متفقين على شيء واحد: عندما يأتي موعد تنظيف هذا الصغير (مهما كان عدد المرات في اليوم) ستكون أنت من يفعل ذلك، وسيكون عليك جمع الحفاضات، ورميها في سلة المهملات ، أليس كذلك؟
ولكن ماذا لو قررنا أن نأخذ صغارنا (الأليفين) في نزهة صباحية، وتركناهم ينشرون فضلاتهم كما يحلو لهم؟ ستكون تلك متعة للعين، أليس كذلك؟
وهنا، يا أصدقاء، تكمن المشكلة، أصبحت شوارعنا حماما عموميا للكلاب، حفلة بصرية لا تترك مجالا للخيال. أي حجم أو لون أو شكل أو حالة تحلل، ستجده في شوارعنا.
لا يوجد مكان أكثر وضوحا في العاصمة أكثر من جمهورية المعادي الديمقراطية الشعبية، حيث لا يمكن إنكار أن مجتمعا رائعا (ومتزايدا) من أصحاب الكلاب يسيرون بسعادة في الشوارع مع حيواناتهم اللطيفة. نحب التوقف لمداعبة كلابهم ؛ ونحن أن نراهم يمرحون مع الأطفال في النزهات وأعياد الميلاد؛ ونحب أن نلقي السلام على (مايكل) أشهر صديق للكلاب في شوارع حينا الجميل.
بقدر ما أكره أن أكون هادمة للذات الآخرين، يجب أن أؤكد على أمر واضح (والذي لا يدركه الكثيرون): ما يفعله كلبك، للأسف، يخصك أنت أيضا. نتشارك جميعا في نفس الأرصفة والشوارع – الشوارع التي لا تخلو رقعة فيها من آثار حيوانك الأليف. هل هو شعور رائع أن ندعس تلك الآثار لتنتشر بعد ذلك في سياراتنا ومنازلنا ومكاتبنا؟
نعم، أعرف. من الصعب عليك أن تسير وراء كلبك لتلتقط ما يتركه وراءه. حياتك مليئة بفضلات الكلاب وليس لديك وقت لجمع المزيد. ولكن للأسف، نحن لا نهتم إذا كنت كسولا أو مشغولا، أو تعاني من الانزلاق الغضروفي، واجب عليك أن تجمع فضلات صغيرك اللطيف.
ترك فضلات الكلاب في منتصف الشارع أو الرصيف أمر ضار للجميع؛ للبيئة، ولصحتنا، ولصحة حيوانات الآخرين. كم البكتيريا والطفيليات في فضلات الكلاب مدهش: جرام واحد من تلك الفضلات يحتوي على 23 مليون بكتيريا كوليفورم برازية.
انتظر، الأمر أسوأ من ذلك، يمكن أن تظل الدودة المستديرة ، وهي واحدة من أكثر الطفيليات شيوعا في نفايات الكلاب، معدية في التربة الملوثة لسنوات. ناهيك عن السالمونيلا، والديدان الخطافية، والدودة الشريطية ، والجيارديا ، والإي كولاي – وكلها يمكن أن تنتقل عن طريق الفضلات إلى البشر، أو إلى كلبك ، أو إلى آخرين من ذوات الأربع.
وبعيني الفاحصة، يمكنني أن أؤكد أن آثار كلابك تجذب أيضا الذباب والفئران والصراصير، وكلها ناقلة للأمراض.
تقولون: "لكنها سماد". أسمعكم يا أصدقائي الأعزاء. لكن الحقيقة المؤكدة هي أن أرصفتنا لا تحتاج إلى تسميد.
"حسنا ، لكن كلبي يقضي حاجته على العشب أمام بيت جارتي." عظيم. لن أتحدث نيابة عن جيرانك (غير المرحبين غالبا بما يفعله كلبك)، ولن أتحدث باسم الجنايني المسكين. لكن ضع في اعتبارك هذا: فضلات الكلاب هي سماد ضار هو، على عكس روث البقر، لأن البقر حيوانات تتغذى في الغالب على النباتات، وغني بالمغذيات التي تساعد على نمو العشب. من ناحية أخرى ، فإن فضلات الكلاب شديدة الحموضة، معظم الكلاب تتغذى على وجبات غنية بالبروتين، ويمكن أن تلحق الضرر بحديقتك إذا تركتها لفترة طويلة. تسميد فضلات الكلاب ليست حتى عملية سهلة، مع مراعاة الإرشادات الصارمة التي تحتاج إلى اتباعها لضمان القضاء على جميع الطفيليات والبكتيريا.
هل تعتقد أن ما أقوله هراء؟ اذهب لقراءة هذا المقال بعنوان "هل يمكن أن استخدم فضلات الكلاب كسماد في حديقتي"؟
ولذا فإن فضلات كلابك تبقى في وسط شوارعنا في انتظار أن تتحلل (وهي عملية قد تستغرق أسابيع)، مما يمثل تهديدا صحيا لكل من حولك.
إذا كنت لا ترغب في قراءة المقالات التي تطلب منك التنظيف وراء صديقك الوفي، فبرجاء تخصيص دقيقة لقراءة اللافتات من حولك، والموجودة مثلا في حينا، حول الكلية الأمريكية بالقاهرة أو مقر إقامة السفير الأنجولي. الأكيد أن أصحاب تلك الكلاب يجيدون القراءة، لكنهم يتجاهلون هذه التذكيرات اللطيفة، ولا يتركون لنا أي خيار سوى محاولة لفت انتباههم من خلال إجراءات أقل ودية.
يقولون إن المساءلة تولد المسؤولية – وبالتأكيد فإن تلك الفضلات ستبقى حتى يدرك أصحاب الكلاب مسؤوليتهم عن تلك التصرفات غير الحضارية تماما.
لهذا السبب أقترح على ممثلينا المنتخبين فرض غرامات على أصحاب الكلاب الذين يتقاعسون عن التنظيف وراء حيواناتهم الأليفة، تاركين الفضلات على أي رصيف أو شارع أو حديقة أو أي منطقة عامة أخرى. ربما يمكن لهيئة النظافة الموقرة لدينا (هل ما زالت موجودة؟) أو مسؤولي الأحياء (هل ما زالوا أحياء؟) أن يفكروا في إمكانية تحقيق إيرادات جديدة من الغرامات التي يمكن فرضها على غرار أماكن أخرى من العالم:
- لوس أنجلوس: 500 دولار
- واشنطن العاصمة: 150-2000 دولار
- تورنتو، أونتاريو: 300 دولار
- أوبيرناي، فرنسا: ألف يورو
- برلين: 35-300 يورو
لذلك، يا أصحاب القلوب الكبيرة من محبي الحيوانات، تحركوا الآن، ووفروا أموالكم في المستقبل. أو على الأقل، رجاء راعوا من حولكم. لا عيب في أن تعودوا إلى الجمع والالتقاط. ما زلنا في شهر فبراير، ولم يفت الأوان لاتخاذ قرارات جديدة في العام الجديد. اشتروا صندوق من أكياس الكلاب وجاروفا، أو استخدموا الحفاضات.
عذرا يا أصدقاء، ليست مسألة شخصية. أو كما قال بيلي كريستال أو دكتور بن سوبيل: "لا تخدع نفسك يا جيلي. لا يمكن أن يصبح الأمر أكثر خصوصية من ذلك".
"فكر فيها"، عمود شبه أسبوعي في نشرة الويك إند من إنتربرايز تكتبه أم لشابة عمرها 15 عاما.