لماذا تفضل بعض الشركات الناشئة سندات التوريق؟
الشركات الناشئة تتجه إلى سوق التوريق: بدأت الشركات الناشئة والشركات حديثة العهد في مصر العام الماضي في التحول نحو أدوات استثمار بديلة، على حساب أدوات التمويل التقليدية، على غرار الديون لتجنب المزيد من تسييل الأسهم. في مجال التكنولوجيا المالية، بدأت شركتان صغيرتان بإصدار سندات توريق في الأشهر القليلة الماضية، ما يشير إلى أن إصدارات السندات يمكن أن تكتسب زخما في قطاع الشركات الناشئة.
بلنك وإم إن تي حالا شركتان ناشئتان اتجهتا مؤخرا لسوق التوريق: في نوفمبر الماضي، جمعت شركة بلنك الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية 32 مليون دولار من التمويل في صورة ديون ومساهمة في رأس المال، من بينها 8.3 مليون دولار من إصدار سندات توريق والتي اكتتب فيها كل من بنك القاهرة والبنك الأهلي المصري. وفي المقابل، أتمت شركة إم إن تي حالا المصرية العملاقة إصدار سندات توريق بقيمة 140 مليون دولار من خلال شركتيها التابعتين تساهيل للتمويل متناهي الصغر وحالا للتمويل الاستهلاكي في أوائل فبراير. كان هذا الإصدار الثاني للشركة، إذ أنها أتمت الإصدار الأول في يونيو من العام الماضي بقيمة 150 مليون دولار.
تعد بلنك وإم إن تي حالا شركتين مقرضتين، ما يعني أنه يمكنهما توريق قروضهما. بصفتهما مقرضين، تمتلك بلنك وإم أن تي حالا مجموعة من المستحقات التي تتوقعان الحصول عليها على المدى القصير والمتوسط والطويل. تمت إعادة هيكلة هذه السندات المدينة كسند، وصنفت من قبل شركة الشرق الأوسط للتصنيف الائتماني وخدمة المستثمرين (ميريس). وبعد عملية الفحص النافي للجهالة من قبل مدقق حسابات وشركة محاماة، يمكن بيع هذه المجموعة من السندات المدينة الأساسية للمستثمرين ذوي الدخل الثابت، والذين هم في الغالب من البنوك وشركات التأمين ومديري الصناديق.
لكن لماذا اختيار سندات التوريق؟
# 1- النمو السريع يعني المزيد من الحرق النقدي: "تقوم بشكل أساسي بنقل دفتر قروضك من ميزانيتك العمومية إلى الميزانية العمومية لشخص آخر لجمع الأموال لمواصلة النمو"، حسبما قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إم إن تي حالا منير نخلة لإنتربرايز. تختار الشركات سندات التوريق لأنها يمكن أن توفر المزيد من السيولة عن طريق جمع المستحقات. "نحن ننمو بوتيرة أسرع من قدرتنا على تأمين الديون من البنوك التجارية المحلية، وللتعويض عن ذلك، بالإضافة إلى إثبات قدرتنا على إزالة الاختناق في ميزانيتنا العمومية، اتجهنا للتوريق في مرحلة مبكرة جدا"، حسبما قال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة بلنك عمرو سلطان.
# 2- ليس هناك حد أقصى لمقدار الأموال التي يمكنك جمعها، على عكس الديون التقليدية. "الحصول على أشكال تقليدية من الديون يأتي بسقف، لكن سندات التوريق تسمح لنا بجمع مبالغ أكبر من تسهيلات السحب على المكشوف التقليدية"، وفقا لنخلة.
# 3- الابتعاد عن العملات الأجنبية وتسييل الأسهم: عندما يتعلق الأمر بتمويل رأس المال، وهو الاتجاه المعتاد في مجال تمويل الشركات الناشئة، يشعر رواد الأعمال ببعض الحذر بسبب شيئين. أولا، لا يسيل كل مستثمر يدخل من أسهم المؤسسين فقط، ولكن أيضا أسهم مستثمري الشركة الآخرين. ثانيا، "الكثير من تمويل رأس المال يكون بالدولار، وأنا بالتأكيد لا أريد أي تعرض للدولار لزيادة قروضي، ولكن بالأحرى التعرض للعملة المحلية"، يوضح نخلة.
المشكلة: العملية مملة وتستغرق وقتا طويلا: استخدم المؤسسون كلمات مثل "معقدة" و"مملة" وشديدة التعقيد لوصف عملية التوريق. "كانت عملية التوريق الأولى معقدة للغاية واستغرقت ستة أشهر على الأقل"، وفقا لنخلة. يعود هذا إلى إجراءات الفحص النافي للجهالة التي يقوم بها المراجعين الماليين والمحامين والهيئات الحكومية. "كانت الجولات التوريق اللاحقة أكثر وضوحا، وهناك منحنى تعليمي"، حسبما أضاف.
ولكن هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا: العملية المعقدة تجعله خيارا أكثر أمانا للمستثمرين. "نظرا لمستوى التدقيق الذي نتعرض له في عملية التوريق، فإنه يمنح مستثمري الدخل الثابت مستوى من الراحة في سلامة الشركة وأعمالها"، حسبما قال سلطان. البنوك، التي قد يعارض القليل منها إقراض شركة ناشئة، بالإضافة إلى مستثمري الدخل الثابت الآخرين، هم أكثر عرضة للاستثمار في سندات التوريق ذات التصنيف العالي، وهذا هو السبب في أن هذا النوع من التمويل يفتح إمكانية وجود مصادر متعددة من التمويل الذي يمكن أن ينمو بشكل متزامن، حسبما ذكر سلطان.