رنا النحال، الشريكة في مكتب ذو الفقار وشركاها للاستشارات القانونية: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع رنا النحال (لينكد إن) الشريكة في مكتب ذو الفقار وشركاها للاستشارات القانونية. وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:

اسمي رنا النحال، وأعمل كشريكة في مكتب ذو الفقار وشركاها للاستشارات القانونية. متزوجة ولدي طفلين. أعشق عملي كمحامية ولدي الكثير من الشغف تجاه ما أفعله، رغم أنني جئت من عائلة من الأطباء. يمكن القول بأنني كنت الشخص المتمرد.

تخرجت في جامعة القاهرة عام 2008 وحصلت على درجة الماجستير من جامعة جورج تاون في عام 2014، وهي نفس السنة التي رزقت فيها بطفلي الأول. أنجبت ابني قبل شهر من نهاية الماجستير، وتمكنت من اجتيازها بمرتبة الشرف بفضل الدعم الكبير الذي حصلت عليه من زوجي وعائلتي.

أتطور باستمرار، وأتعلم من تجاربي، سواء كانت تلك التجارب جيدة أو سيئة، ولا أتوقف عن التعلم إطلاقا. أفتخر بما أنا عليه اليوم وبالطريق الذي مشيته.

لدي مهام متنوعة في العمل تمتد من الجوانب الاستراتيجية إلى المهام اليومية. أتولى الأمور القانونية، وأقدم الاستشارات للعملاء، وأعمل مع شركائي لإدارة فريق نشيط من المحامين. وألعب أيضا دورا في تخطيط وتطوير الأعمال.

لا يقتصر مجال الاستشارات القانونية على قراءة الكتب وحفظ القوانين، بخلاف الاعتقاد السائد والصورة النمطية التي نراها على الشاشات. هناك الكثير من المتعة والتحدي في مهنة المحاماة، ومن أمتع اللحظات في عملي، هي عندما ننتهي من الأبحاث القانونية ونبدأ في تشكيل المخرجات بناء على ما انتهى إليه البحث. يشعرني الأمر وكأنني أحل لغزا. استمتع أيضا بصياغة ومناقشة العقود، خاصة عندما تكون مجموعة من العقود المرتبطة ببعضها أو صفقة ذات هيكل تعاقد غير اعتيادي، والتي تبدو وكأنها عمل فني، مثل كتابة رواية بحبكة درامية مترابطة من الصفحة الأولى إلى الأخيرة.

لدي طفلان في التاسعة والثانية من عمرهما، وهما المنبه الذي أستيقظ على صوته في الصباح الباكر. أعتبر الاستيقاظ مبكرا نعمة لأنها تساعدني على إنجاز الكثير من الأمور خلال اليوم. أستيقظ ثم أجهز أطفالي للذهاب إلى المدرسة والحضانة، وأوصلهم أنا أو زوجي حسب مسار اليوم. وبعد ذلك أتمرن لمدة 45 دقيقة. أمارس اليوجا أو الكيك بوكسنج. وأحب تجربة رياضة جديدة كل فترة. يساعدني أداء التمارين الرياضية على التركيز خلال اليوم.

يومي التقليدي في العمل يكون حافلا وسريع الإيقاع. يبدأ يوم عملي عادة بمراجعة سريعة لرسائل البريد الإلكتروني والتي تتضمن دائما قراءة نشرة إنتربرايز الصباحية. صدق أو لا تصدق، أنا متابعة جيدة لنشرة إنتربرايز منذ ثماني سنوات. بعد ذلك، أجتمع بزملائي لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى معالجة أي مشاكل ملحة، ووضع استراتيجيات للمهام المقبلة. ثم أنتقل إلى اجتماعاتي أو مكالماتي لمناقشة المشاريع الجارية، وأعمل على وثائق قانونية مختلفة.

الشيء الثابت الوحيد في يومي هو أنني أعطي الأولوية للتواصل مع الأشخاص الذين أهتم بهم. هذا يعني تخصيص الوقت لعائلتي، سواء الحديث مع زوجي وأولادي أو الدردشة مع والدي. يساعدني ذلك على الحفاظ على توازن حياتي المهنية والخاصة، ويذكرني بما يهم حقا، ويساعدني على البقاء متحمسة وراضية. آخذ مسؤولياتي على محمل الجد، لكنني أدرك أيضا أهمية تخصيص الوقت لنفسي ولعائلتي لإعادة شحن طاقتي وأن أكون أفضل ما لدي.

الأمر الوحيد الذي يساعدني على الحفاظ على التوازن هو وضع حدود واضحة والالتزام بها. على سبيل المثال، أتأكد من أن لدي وقتا في المساء لأقضيه مع أطفالي، وأحاول تجنب المهام المتعلقة بالعمل خلال تلك الفترة. أبذل قصارى جهدي أيضا للاهتمام بنفسي، مثل التمرين أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى. وبصراحة، يجب أن أذكر فضل الشركة وفريقي في ذلك. البيئة الداعمة في ذو الفقار وشركاها، وفهم شركائي لأهمية التوازن بين العمل والحياة يجعل كل ذلك ممكنا.

الحفاظ على التركيز والتنظيم يعد تحديا في عالم اليوم سريع الإيقاع، ولكن مع العادات الصحيحة، يصبح الأمر أسهل. أحد أسراري للحفاظ على تركيزي هو تحديد أولويات المهام وتقسيمها إلى أجزاء أصغر يمكن التحكم فيها. هذا يساعدني في التعامل مع كل جزء بشكل أكثر كفاءة.

على المستوى المهني، أبحث عن طرق جديدة ومبتكرة لتحدي نفسي. أرغب في توسيع خبرتي القانونية والعملية ومواكبة آخر التطورات.

على المستوى الشخصي، أعيش حياتي على أكمل وجه. لدي قائمة كاملة من وجهات السفر التي أرغب في زيارتها. أتحمس دائما لاستكشاف ثقافات جديدة، وتذوق المأكولات الجديدة، والقيام بتجارب جديدة.

لدي هوس مؤخرا ببرامج البودكاست. يمكنك الاستماع إلى البودكاست بينما تفعل أي شيء وكل شيء، مثل الاستماع أثناء القيادة. استمع حاليا إلى "Lex Friedman Podcast"، وبودكاست آخر بعنوان "Diary of a CEO"، والذي يتحدث فيه رجل أعمال بريطاني إلى بعض الشخصيات الناجحة في مجال الأعمال والترفيه والرياضة. استضاف المصري محمد جودت عدة مرات وكانت اللقاءات ممتعة للغاية.

تلقيت نصيحتين من سيدتين ملهمتين. الأولى من والدتي عندما كنت في سن صغيرة، كان النصيحة ببساطة هي أن أبذل قصارى جهدي دائما لأكون مستقلة وأتولى مسؤولية حياتي. وأنا أعيش بهذه النصيحة حتى يومنا هذا.

النصيحة الثانية قدمتها لي السيدة منى ذو الفقار عندما أخبرتني أن المحامين هم صانعو الصفقات. لقد علمتني أن اتباع نهج أكثر جرأة في المفاوضات القانونية قد يكون مغريا، إلا أنه قد يأتي بنتائج عكسية. من خلال التركيز على كونك صانع صفقات، يمكنك مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم، وبناء علاقات إيجابية مع الأطراف الأخرى، وترسيخ نفسك كمستشار قانوني موثوق به.