ما هي حقيقة ما حدث لبنك سيليكون فالي؟
بنك سيليكون فالي يصبح ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة: أصبح بنك سيليكون فالي الأسبوع الماضي أكبر ضحية حتى الآن لارتفاع أسعار الفائدة، حيث انهار يوم الجمعة بعد موجة سحب الودائع التي استمرت يومين. وتعرض البنك – الذي يعد أحد أكثر البنوك شعبية للشركات الناشئة في العالم – للإغلاق من قبل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة يوم الجمعة، مما أثار حالة من الذعر ليس فقط في بالو ألتو، ولكن في المملكة المتحدة والصين وكندا والهند حيث واجهت الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم احتمال خسارة ودائع بمليارات الدولارات.
القصة من زاوية مصر: يُعتقد أن العشرات من الشركات الناشئة المحلية لديها ودائع في بنك سيليكون فالي، كما أشرنا إليه أعلاه.
كيف حدث هذا؟ يبدو في الأساس أن الأمر كان كما يلي:
# 1- جمعت الشركات الناشئة أطنانا من الأموال وسط تدفق السيولة الرخيصة في عام 2019 وأوائل عام 2022. لم يكد يمر يوم تقريبا في أي سوق حول العالم دون أن تعلن شركة تكنولوجيا جمع الأموال. وألقت معظم تلك الشركات بالأموال في البنوك، وكان بنك سيليكون فالي هو البنك المفضل لهم.
# 2 – يعني هذا أن بنك سيليكون فالي لديه أطنان من الودائع ولن يجني الكثير من المال عند توظيفها في شكل قروض منتجة. هذه هي الطريقة التي تجني بها البنوك الأموال بشكل أساسي: الحصول على ودائع منخفضة التكلفة، ومنح قروض أكثر تكلفة (وفرض مجموعة من الرسوم). لذا انخرط بنك سيليكون فالي فيما نحب أن نطلق عليه "عمليات الخزينة" في مصر: فقد استخدم تلك الودائع لشراء أوراق مالية مدعومة بأصول طويلة الأمد وأوراق الشركات – وهي الأوراق المالية التي اشتراها عندما كانت أسعار الفائدة عند أدنى مستويات تاريخية لها.
# 3- ثم بدأ الاحتياطي الفيدرالي في وضع نهاية لعصر الأموال الرخيصة، مع تقليص ميزانيته العمومية ورفع أسعار الفائدة (بشكل كبير). وكان لدى بنك سيليكون فالي أطنان من النقد المربوط في أوراق مالية طويلة الأجل ذات معدل فائدة ثابت – وهي الأوراق المالية غير السائلة التي إذا بيعت اليوم، ستشهد خسارة الأموال: تنخفض قيمة الأوراق المالية طويلة الأجل ذات العائد الثابت مع ارتفاع أسعار الفائدة.
# 4- التباطؤ في جمع الأموال دفع الكثير من الشركات إلى البدء في سحب ودائعها. بعبارات بسيطة: تراجع حجم تمويلات رأس المال المغامر دفعت المزيد من الشركات الناشئة لسحب المزيد من الأموال من بنك سيليكون فالي لتمويل عملياتها اليومية.
# 5 – قرر بنك سيليكون فالي جمع أموال جديدة – وأعلن عنها قبل اكتمالها. انسحب شريك البنك في حقوق الملكية، وانتشرت أخبار أن البنك في خطر، وبدأت الشركات الناشئة في سحب ودائعها، مما أشعل موجة من سحب الأموال من البنك. كما أدى تخفيض تصنيف موديز يوم الأربعاء (كانت قد صنف البنك A1 سابقا) إلى تفاقم الأزمة، مما عجل بانهيار البنك الذي يحتل المركز الـ 16 بين أكبر البنوك في البلاد في غضون 48 ساعة.
كانت ردة فعل الأسواق المالية عنيفة تجاه الأخبار: انخفضت الأسهم في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة، مع تحول المستثمرين إلى الملاذات الآمنة وسط حديث عن العدوى والمزيد من الروابط الضعيفة في النظام المصرفي الأمريكي. واقترب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من التحول إلى المنطقة السلبية فيما يخص أدائه منذ بداية العام وحتى اليوم بعد انخفاضه بنسبة 1.5%، في حين تراجعت عائدات سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 28 نقطة أساس وارتفع الذهب بأكثر من 2%. وفي الوقت نفسه، خسرت أسواق العملات المشفرة أكثر من 70 مليار دولار يوم الجمعة، مما دفع بتكوين للانخفاض إلى ما دون مستوى 20 ألف دولار للمرة الأولى منذ يناير.
والمستثمرون يتوسلون من أجل التدخل الحكومي: المستثمر بيل أكمان، وجاري تان من "واي كومبنيتور"، ورائد الأعمال ديفيد ساكس وغيرهم حذروا من عدوى نظامية ودعوا الحكومة للعمل لضمان الودائع على الفور.
وهيمنت تلك الأخبار على تغطية الصحافة الاقتصادية العالمية هذا الصباح: فايننشال تايمز | رويترز | وول ستريت جورنال | واشنطن بوست | بلومبرج | سي ان بي سي | نيويورك تايمز.