تغيرات الخدمات المصرفية للأفراد في الشرق الأوسط
شهد قطاع الخدمات المصرفية للأفراد في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط فترة من التغييرات المكثفة على مدى السنوات الخمس الماضية. وكان الدافع من وراء تلك التغييرات إلى حد كبير هو زيادة التواصل والترابط العالمي، والذي تم تحفيزه من خلال زيادة الابتكار الرقمي، والاستجابة للطلب المتزايد على حلول إدارة الثروات من قاعدة العملاء التي أصبحت دولية بشكل متزايد. إذ يرغب العملاء في الحصول على خدمات ومنتجات مالية تتيح لهم إمكانية الوصول إلى مجموعة كاملة من الفرص الاستثمارية، إلى جانب القدرة على اتخاذ الخيارات المتعلقة باستثماراتهم أينما يريدون، ومتى يريدون، سواء عن طريق الهاتف المحمول أو أجهزة الكمبيوتر.
ويوجد لدي أنا وزملائي أجندة طموحة للعام المقبل. وسنكشف قريبا عن مجموعة جديدة من الخدمات الرقمية التي سنقدمها لعملائنا في جميع أنحاء المنطقة. كما لدينا هدف استراتيجي يتمثل في "التحول إلى المنصات الرقمية على نطاق واسع" وبالأخص في مجال إدارة الثروات والخدمات المصرفية للأفراد، لا سيما فيما يتعلق بالتواصل والترابط الدولي والمنصات الرقمية وإدارة الثروات.
وبالنسبة لي شخصيا، فإن توفير خدمات مصرفية مخصصة وسهلة الاستخدام لعملائنا يعتبر أمرا بالغ الأهمية، وهذا ما تعلمته خلال مسيرتي المهنية في العديد من الأسواق والبنوك العالمية. وكمثال على هذا الابتكار المدفوع باحتياجات و طلبات العملاء، قمنا بالاستثمار بشكل كبير في تبسيط إجراءات تغيير البنك الذي يتعامل معه العميل أو فتح حساب عندما يصل العميل إلى بلد جديد – من أجل تقليل الضغط والوقت والإجراءات بقدر المستطاع.
وتجسد خدمات HSBC Premier نهجنا في إدارة الثروات لعملائنا، وهو نهج قائم على أساس الأسرة والتنقل والخدمات المصرفية الدولية. ومن الأمثلة على ذلك إطلاق HSBC International Education في مصر لمساعدة العملاء في انتقال أطفالهم إلى الخارج لمواصلة تعليمهم.
وهذه الابتكارات ليست سوى جزء من القصة الكاملة. وينبغي علينا دائما التكيف والاستجابة والابتكار، والاعتماد على نقاط قوتنا. ولطالما كانت الأعمال المصرفية نشاطا تجاريا تنافسيا، ولكنني أعتقد أن HSBC في مكانة جيدة تمكنه من الاستجابة للتحديات الجديدة والاستثمار لضمان بقائنا في طليعة التطورات في مجال إدارة الثروة والخدمات المصرفية الشخصية.
ويعتبر تراثنا ووجودنا الطويل في منطقة الشرق الأوسط، الذي تمتد جذوره إلى عام 1889، بمثابة بصمتنا الدولية التي تغطي أكثر من 90% من التدفقات المالية العالمية، واستثماراتنا لضمان استمرارنا كمكان رائع للعمل وأفضل وجهة للتعاملات المصرفية، وكلها مجتمعة لجذب المهارات والخبرات المتميزة. وهناك عدد قليل جدا من المؤسسات المالية العالمية حقا التي نجحت في هذا المضمار، وإن انتشارنا الواسع على المستوى الدولي هو ما يساعدنا في الحفاظ على قدرتنا التنافسية أمام عملائنا. كما أن التوجهات العالمية للاتصال الدولي والرقمنة وإدارة الثروات باتت واضحة جدا ولها زخم كبير في هذه المنطقة، وهو ما يجعل الطريق أمامنا بمثابة فرصة مثيرة لاكتشافها.
بقلم دينيش شارما (لينكد إن)، الرئيس الإقليمي لإدارة الثروة والخدمات المصرفية الشخصية لدى بنك إتش إس بي سي بالشرق الأوسط.