روتيني الصباحي: كريم الديب مدير العمليات في "بوسطة"

كريم الديب، مدير العمليات في "بوسطة": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع كريم الديب (لينكد إن) مدير العمليات في شركة "بوسطة" لخدمات الشحن. وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي كريم الديب، وأشغل منصب مدير العمليات في بوسطة. أنا مهندس اتصالات، لذا تخرجت وبدأت العمل في مجال الاتصالات على الفور في قسم التكنولوجيا. ثم انضممت إلى هواوي في دبي. بمرور الوقت، أدركت أن التكنولوجيا ليست المجال المفضل بالنسبة لي، وأنني أجيد إدارة العمليات، والتجارة وغيرها من المجالات التي تتطلب المزيد من الحس التجاري.
أردت أن أجرب العمل في مجال مختلف، ولكن عندما تتركز خبرتك في مجال واحد يصبح من الصعب عليك تغيير مسارك إلى مجال آخر. كان لدى بالفعل خبرة تتجاوز تسع سنوات، ولكن كان من الصعب علي أن أجد الفرصة بسبب افتقاري للخبرات المتنوعة. ولذلك كنت محظوظا عندما وُظفت من قبل شركة كريم في 2017.
تعتبر الشركات الناشئة تجربة جديدة لأي شخص، وينتهي بك الأمر بالعمل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص ليس لديهم إلا القليل من القواسم المشتركة. بدأت العمل في كريم وتقدمت في المراكز الوظيفية مع الوقت، حتى أصبحت مدير العمليات في مصر. وهنا تحولت من مهندس اتصالات إلى شخص متمرس في الأعمال التجارية. ثم انضممت إلى بوسطة في عام 2020.
تهدف بوسطة إلى تمكين الشركات العاملة بالتجارة الإلكترونية. تتطلع شركات الشحن والتوصيل التقليدية إلى خدمة اللاعبين الكبار في مجال التجارة الإلكترونية، ولكن تشير الأبحاث إلى أن هناك نحو 300-600 ألف شركة صغيرة تعمل بالتجارة الإلكترونية. وتحتاج هذه الشركات إلى خدمات الشحن والتوصيل أيضا، فضلا عن خدمات إنشاء المواقع الإلكترونية، وخدمات تنفيذ المدفوعات الإلكترونية، وتتبع المنتجات خلال عمليات التسليم، والشحن من الخارج، وخدمات التخزين، وإدارة المخازن، وغيرها. تساعد بوسطة الشركات الأصغر حجما من خلال الخدمات التكنولوجية، كما تقدم أيضا خدمات الشحن للشركات الكبيرة. ونعمل حاليا في مصر والمملكة العربية السعودية.
مهمتي هي ضمان تنفيذ هذه الرؤية بالتعاون مع فريق العمل. تعتبر الأهداف الرئيسية بالنسبة لي هي الإيرادات والأرباح. لكن أحرص على قيام كل شخص بدوره لتحقيق هذه الأهداف من خلال التوجيهات واتخاذ القرارات. أقود الجوانب التجارية والتشغيلية، إضافة إلى فرق خدمة العملاء والبيانات. لا يمكن أن أعمل دون فريق البيانات. أتحدث معهم كل صباح.
أستيقظ بين الساعة 7:30 – 8 صباحا، وأتناول وجبة خفيفة، ثم أتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية المجاورة لمنزلي. أتمرن لمدة 45 دقيقة، ثم أبدأ العمل على الفور. أعمل من المنزل أيام الأحد والخميس، وفي المكتب أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، حيث نعقد اجتماعات فعلية. أعقد اجتماعات على زووم مع فريقنا في الخارج يومي الأحد والخميس. وإذا كنت بحاجة إلى القيام بمهام محددة بمفردي، أقوم بها في تلك الأيام.
لا أذهب بسيارتي إلى العمل، استخدم كريم، بدافع الولاء لشركتي السابقة (يضحك). إذا لم يكن لدي مكالمات صباحية لأجريها أو أرد رسائل بريد إلكتروني، فأنا أقرأ إنتربرايز أو أتابع أخبار "بلومبرج تكنولوجي" الصادرة في اليوم السابق، والتي تمنحني موجزا عن السوق، إضافة إلى المقابلات الممتعة التي تنشرها دائما.
إيقاع العمل سريع للغاية في الشركات الناشئة. تنمو الشركة وتتغير كل عام، وتظهر مشاكل جديدة ويتغير هيكل الفريق. دخلنا مرحلة النمو في البداية، لذلك كنا بحاجة إلى فرق تركز على المنتجات الجديدة. ونمر الآن بمرحلة الربحية، لذلك نحن بحاجة إلى هيكل يركز على الكفاءة. يختلف الأمر حسب الأولويات، ووفقا للمرحلة التي تمر بها الشركة.
قد يكون الشيء الثابت الوحيد في يوم عملي، هو إلقاء نظرة يومية على أداء الشركة في اليوم السابق، من حيث حجم النمو، والتجار النشطين، والعملاء المتوقعين، والاشتراكات، ومؤشرات الأداء الرئيسية في مصر والسعودية، أفعل ذلك كل صباح.
تساعدني الكتابة على التركيز وتنظيم عملي وأفكاري. أنتمي لطريقة العمل القديمة، وأحتفظ معي بدفتر ملاحظات. اعتدت أن أدون المهام اليومية التي أريد القيام بها، ولكن توصلت بعد ذلك إلى أن تقسيم المهام بشكل أسبوعي يمكن أن يكون أكثر كفاءة. أدون مهامي الأسبوعية يوم السبت مساء أو صباح الأحد، وأضيف إليها الأمور التي تستجد خلال الأسبوع. وأراجع تلك القائمة يوميا لقياس مدى الأمور التي أنجزتها.
على المستوى العملي، أود أن تصبح بوسطة شركة إقليمية كبرى. عندما نفكر في خدمات الشحن أو التجارة الإلكترونية، يتبادر إلى الذهن فورا بعض العلامات التجارية الرئيسية. أريد أن تصبح بوسطة أول ما يفكر فيه الناس إذا كانوا يريدون بدء عمل تجاري إلكتروني.
وعلى المستوى الشخصي، فكل ما أريده هو أن أرى طفلي سعيدا وبصحة جيدة. إن كان هو بخير، فسأكون بخير.
أدركت أهمية التوازن بين الحياة العملية والشخصية. يعتقد الناس أن التوازن بين الأمرين مفيد بالنسبة للحياة الشخصية، ولكن أعتقد أنه مفيد أيضا للعمل. إن لم تأخذ وقت لنفسك، فلن تستطيع أن تقدم أفضل ما عندك في العمل. أقسم وقتي إلى فترات زمنية. وهناك فترات مخصصة لطفلي "علي"، أغادر العمل عندما تنتهي الفترة المخصصة للعمل، ما لم تكن هناك أزمة. انتهي من العمل في الساعة الخامسة أو السادسة يومي الأربعاء والخميس، وأقضي الوقت مع علي. نشاهد الأفلام ونلعب بعض ألعاب الفيديو. وأحاول احترام تلك الأوقات بالنسبة للآخرين أيضا، ولكن يمكن أن أستمر في العمل حتى الثامنة أو التاسعة يوم الأحد على سبيل المثال.
أهتم كثيرا بقضاء الوقت مع أصدقائي. أخصص وقت يوم الخميس أو الجمعة لمقابلة الأصدقاء. وإن لم أتمكن من مقابلة أصدقائي خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإنني أقضي في الأغلب وقتا سيئا خلال الأسبوع التالي. في صباح يوم السبت على سبيل المثال، نخرج للاستمتاع بالهواء والشمس. ولكن بخلاف ذلك، أقضي وقتي في العمل. كنت أعمل طوال الوقت في السابق، وكان هذا خطأ.
لا أشغل الكمبيوتر الشخصي خلال عطلة نهاية الأسبوع. أمارس التمرينات يوميا خلال أيام الأسبوع، وأتتبع السعرات الحرارية على ساعتي الشخصية، وأتناول الطعام الصحي. وأفعل منبه أسبوعي في منتصف ليل يوم الخميس لإيقاف ساعتي حتى نهاية العطلة الأسبوعية، لا إشعارات ولا تتبع للسعرات الحرارية ولا تمارين رياضية. أيام الجمعة والسبت هي أيام راحتي. ثم في صباح يوم الأحد، أرتدي ساعتي مرة أخرى.
عندما أنتهي من العمل، أقضي وقتا خارج المنزل، أو أشاهد شيئا على نتفليكس. استمع إلى بودكاست يسمى You Are Not So Smart، وشاهدت وثائقي The Last Dance ثلاث مرات حتى الآن. أحب الوثائقيات، ولكن أشاهدها في الصباح فقط. أشاهد الأشياء الخفيفة في الليل، حتى تساعدني على الراحة.
لا شئ يدوم، سواء الأمور الجيدة أو السيئة. أعتقد أنني سمعت هذه الحكمة من جدتي، لا تتعامل مع صحتك باعتبارها أمر مسلم به، فقد لا تدوم. إذا كنت محبطا أو تواجه مشكلة في شئ ما، فلا تقلق، فهذا أيضا لن يدوم، وستتحسن الأمور. فلا شيء يدوم.