رائد الأسبوع – رائد الأسبوع فقرة أسبوعية كل ثلاثاء، نتحاور خلالها مع أحد المؤسسين حول كيفية النجاح في مجتمع الشركات الناشئة المصري، كما نعرف المزيد عن تجربتهم في إدارة الأعمال التجارية، ونصائحهم لرواد الأعمال الناشئين. تتحدث إلينا هذا الأسبوع منى الخشن (لينكد إن)، الشريكة المؤسسة ومديرة العمليات لدى أنلوك.

اسمي منى الخشن وأنا الشريكة المؤسسة لشركة أنلوك. درست الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل أن أحصل على درجة الماجستير بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة. كرست حياتي المهنية كليا للتسويق الاستراتيجي وتطوير العلامات التجارية. كنت محظوظة بالعمل مع شركات معروفة مثل كادبوري وشويبس وجونسون أند جونسون. قضيت الجزء الأول من مسيرتي المهنية أعمل مع شركات متعددة الجنسيات على التسويق الاستهلاكي قبل التحول إلى التسويق في مجال الشركات لشركات (B2B). وقبل تأسيس أنلوك، عملت كمديرة تسويق لدى شركة كبرى في مجال علوم الحياة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

أنا شغوفة جدا بالتقريب بين الناس بطريقة تقدم قيمة ويكون لها تأثير إيجابي على حياتهم المهنية والشخصية. خطرت لي فكرة أنلوك أثناء عملي في المملكة المتحدة. وبدأت بالفعل بشبكة المهنيين المصريين، وهو المشروع الذي يحمل الكثير من الشغف. كان المشروع في الأساس شبكة للمهنيين المصريين. أسست الشبكة على فيسبوك بنية الربط بين رؤساء الشركات والمهنيين في مصر للتشبيك والتعاون ومشاركة المعلومات. ومن خلال الشبكة، التقيت شريكي المؤسس في أنلوك فادي يونان (لينكد إن).

وخلال عدة أشهر، تواصل معنا موقع فيسبوك وأخبرنا أن شبكتنا واحدة من أكثر المجموعات تأثيرا على منصته من بين 30 مليون مجموعة على فيسبوك حول العالم في عام 2020. وفي العام نفسه، صنفني فيسبوك كواحدة من أكثر 20 امرأة تأثيرا على السوشيال ميديا.

في أنلوك، نحقق أقصى استفادة من التكنولوجيا من خلال البحث في منصة توفير الخدمات واستخدام تكنولوجيا التطابق أو الملاءمة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لربط أفضل مزودي الخدمات بالعميل الأكثر صلة وذلك لمساعدة كل من مزودي الخدمات والعملاء خلال العملية بأكملها وحتى توصيل الخدمة. أنشأنا خدمة داخلية بشأن إدارة التطابق للمساعدة في متابعة التطابقات.

ونعالج كذلك مشكلة رئيسية في السوق فيما يتعلق بخيارات الدفع لخدمات الشركات لشركات (B2B). هذه مشكلة في السوق، ويكافح العديد من مزودي الخدمات باستمرار لتحصيل فواتيرهم في موعدها. من بين المخاوف الأخرى لدى العملاء اضطرارهم للدفع مقدما وعدم تسلمهم الخدمة المتوقعة. تحل أنلوك هذه المشكلة من خلال تقديم خدماتها كطرف ثالث موثوق به وكمنصة تساعد في إدارة هذه المعاملات. ولذلك باختصار، نقوم بثلاثة أشياء وهي: التطابق من خلال الذكاء الاصطناعي وإدارة التطابق وجعل عملية الدفع أسهل للجميع.

ولأن نموذج عملنا يعتمد على العمولة، فإن أبرز مؤشرات الأداء الرئيسية هي الدقة والفعالية والتي من خلالها يمكننا تسهيل عملية التطابق أو الملاءمة، ونوعية معاملة التحويل ومعدل التحويل للمشروع، إلى جانب عدد مقدمي خدمات تعيين وتأهيل الموظفين وعدد العملاء التي يجري تقديم خدمات لهم.

على مدار العام الماضي، ارتفع عدد المعاملات على منصتنا بمقدار 3.5 ضعف وتعاملنا مع طلبات خدمات بقيمة تزيد عن ثلاثة ملايين دولار. وفي الربع الأخير، جمعت أنلوك مبلغا لم يجر الكشف عنه في جولتنا الأولية من مستثمرين ملائكيين. ونحن سعداء بانضمام بعض المستثمرين البارزين إلينا من بينهم المستثمر الرائد طارق رشدي، المؤسس والشريك الإداري لدى يو آي إنفستمنتس وعضو شبكة المستثمرين الملائكيين AUC Angels، وحنان عبد المجيد، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لكاميليزر والمؤسسة الشريكة والشريكة الإدارية لقنصلية، ونادر باسط، الرئيس التنفيذي لشركة وكيرة للاستثمارات والعضو الناشط في دبي أنجلز إنفستورز وعدد قليل من المستثمرين الملائكيين الآخرين. ونعمل على إتمام جولة تمويلية قبل تأسيسية والتي نخطط لها حاليا وسنعلن عنها قريبا.

أفضل جانب في عملي هو أن أرى مؤسسات تقديم الخدمات الماهرة تنمو وأعمال عملائنا تزدهر نتيجة لعملنا في الربط بينهم. وأقدر أيضا أننا نساعد مزودي الخدمات المصريين في تقديم أعمالهم في الخارج وجلب العملة الأجنبية للبلاد. أحد أكثر الجوانب تحديا في عملي هو أن مصر لا تزال تفتقر لأي ضوابط تنظيمية للمدفوعات لخدمات الشركات لشركات (B2B). ثمة خيارات لتبسيط وتسهيل خدمات الدفع، لكن مع ذلك هناك فجوة زمنية بين اللوائح التنظيمية والمنتجات التكنولوجية الحديثة.

لدينا خطط نمو طموحة للغاية. نحن، في الأساس، شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا، وبدأنا للتو فقط في استكشاف خريطة طريقنا التكنولوجية. ضاعفنا في وقت سابق معدل التحويل في عام 2022، ونعتزم الاستمرار في ذلك في عام 2023 بالاعتماد على التحسينات في تقنية التطابق. ونتخذ كذلك خطوات لنصبح منصة دولية عبر البلدان والذي سيساعد كل من مزودي الخدمات في تقديم خدماتهم في الخارج والعملاء في الحصول على الخدمات بشكل أفضل وأسرع.

لو كان بإمكاني تقديم نصيحة واحدة فقط لشخص ما، ستكون الاحتفاظ بعقلية تميل إلى الخفة والنمو. ربما تظن أنك توصلت إلى فكرة أو إجابة أو حل لمشكلة ما، لكن من الأهمية بمكان أن تظل منفتح الذهن، وأن تتعلم طوال الوقت. من المهم أيضا التركيز على الوصول إلى نقطة التعادل عاجلا وليس آجلا، فضلا عن ضمان وجود تدفق نقدي مناسب.

أعتقد أننا محظوظون للغاية بوجود الكثير من الناصحين حولنا الذين يمكن التعلم منهم أو طلب نصيحتهم حين نواجه مشاكل صعبة. بعضهم أصغر منا، والبعض الآخر أكبر سنا بقليل، لكن لديهم جميعا رؤى ممتازة وطريقة تفكير استراتيجية للغاية.

إذا اضطررت لمغادرة الشركة من الغد، سأفعل ذلك من خلال عملية استحواذ تضيف قيمة لحاملي الأسهم وتحرك أنلوك بشكل أسرع. بالطبع سأرغب في الاستمرار موظفة في الشركة، فرحلتنا بدأت لتوها، ولدينا الكثير من الإمكانات التي نود استغلالها خلال السنوات المقبلة.

عائلتي تكتظ برواد الأعمال، وكلهم كانوا متحمسين جدا لأنلوك. أعتقد أني آخر أفراد عائلتي هروبا من عالم الشركات إلى ريادة الأعمال، وأولادي بالتحديد فخورون للغاية بهذا.

آخر عمل ممتع شاهدته كان The Playlist على نتفليكس، والذي يوضح كيف غير تطبيق سبوتيفاي مجال الموسيقى كما كنا نعرفها قبل بضع سنوات. قرأت كتاب Shoe Dog مؤخرا، وهو تأريخ ذاتي لشركة نايكي بقلم مؤسسها فيل نايت. كما أستمع إلى بودكاست This American Life بانتظام، والذي يروي قصصا من مختلف مناحي الحياة.

أنا شخص يحب الناس ويعرف أهمية العائلة، لذا أقضي الكثير من الوقت مع أبنائي هانا (14 عاما) وآدم (11 عاما)، بالإضافة إلى كلب العائلة أيضا. أقضي كذلك وقتا طويلا مع عائلتي الأوسع وأصدقائي. أحب خوض تجارب جديدة وغير عادية، وأسافر داخل مصر وخارجها كلما أمكن ذلك. كما أعشق الألعاب اللوحية.

أستقي الإلهام من أي مكان وفي كل وقت، وغالبا ما يأتي في المناسبات غير المتوقعة على الإطلاق. لكن لو كان علي اختيار مصدر واحد للإلهام، سأقول إنه قصص رواد الأعمال المحلية والإقليمية، فأنا أحب قصص المثابرة والإبداع.