هل تتداعى مبادرة الحزام والطريق الصينية؟ + اطمئنوا، الذكاء الاصطناعي لا يمكنه ممارسة التفكير المنطقي
العديد من مشروعات "الحزام والطريق" الصينية الكبرى تتداعى: على مدار العقد الماضي، أنفقت الصين تريليون دولار في صورة قروض خارجية كجزء من مبادرة الحزام والطريق التي ترمي لتطوير التجارة وتوسيع نفوذ الصين في أنحاء آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، مما يجعل بكين أكبر مقرض حكومي في العالم النامي، حسبما نقلت وول ستريت جورنال عن البنك الدولي. والآن بعض هذه المشروعات في مرمى النيران بسبب سوء البناء، مما يهدد بعرقلة مشروعات البنية التحتية المهمة وإثقال كاهل الدول بنفقات إضافية – وأعباء الديون الثقيلة – على مدار عدة أعوام أثناء محاولتها معالجة هذه المشكلات.
أحد الأمثلة الرئيسية: يعاني المصدر الرئيسي للطاقة في الإكوادور من مشكلات البناء: محطة كوكا كودو سنكلير لتوليد الطاقة الكهرومائية البالغ قيمتها 2.7 مليار دولار في الإكوادور، أكبر مشروعات البنية التحتية في البلاد، معرضة لخطر الانهيار وقد يتضرر السد بسبب تآكل المنحدرات المحيطة. وقال وزير الطاقة السابق في الإكوادور رينيه أورتيز: "نعاني اليوم بسبب سوء جودة المعدات والمكونات" في المشروعات التي تشيدها الصين.
وظهرت هذه العيوب في أماكن أخرى أيضا: أُغلقت محطة نيلوم-جيلوم لتوليد الطاقة الكهرومائية في باكستان العام الماضي بعد اكتشاف عيوب في النفق الذي ينقل المياه عبر جبل لتشغيل توربين. وقالت شركة توليد الطاقة في أوغندا إنها اكتشفت ما يزيد عن 500 عيب بناء في محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 183 ميجاوات على نهر النيل شيدتها الصين والتي شهدت أعطالا متكررة منذ بدء تشغيلها في عام 2019.
اختلاف أساليب التدريب مطلوب لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي في ما يتعلق بالتفكير المنطقي والاجتماعي، حسبما يقترح الباحثون. ورغم أننا وصلنا لمرحلة يبدو فيها وكأن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم جمل مبنية بشكل مضبوط، فإنها لا تزال غير قادرة على معالجة الأفكار من أجل توليد عمليات حسابية وإملائية دقيقة، أو حتى اقتراح طرق صحيحة لأداء مهام بسيطة مثل قلي البيض، وفق ذي أتلانتيك. ومن خلال عمليات مسح الدماغ، أثبتت آنا إيفانوفا، عالمة الأعصاب الإدراكي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجود فصل واضح بين الخلايا العصبية الخاصة بكل من اللغة والتفكير، ولهذا يستطيع المصابون باضطراب الحبسة (تلف دماغي يفقد المصاب به القدرة على فهم اللغة أو التحدث) استخدام الخلايا العصبية الفكرية والتفوق في مجالات مثل الرياضيات والموسيقى وغيرها.
ولأن الذكاء الاصطناعي يتوغل في كل تفاصيل حياتنا الآن، لا بد أن تعمل الشركات المصممة لأدوات مثل تشات جي بي تي على إتقان اللغة ورفع مستوياتها من أجل "التحرك بحرية في السياق المنطقي والاجتماعي"، كي تتجنب ارتكاب الأخطاء مثل نشر المعلومات الخاطئة، كما يقول كايل ماهوالد، الأستاذ اللغوي بجامعة تكساس في أوستن، والمؤلف المشارك في عدة أبحاث لغوية.