رائد الأسبوع: عمر الدسوقي الشريك المؤسس في شركة سكون العقارية
رائد الأسبوع – رائد الأسبوع فقرة أسبوعية كل ثلاثاء، نتحاور خلالها مع أحد المؤسسين حول كيفية النجاح في مجتمع الشركات الناشئة المصري، كما نعرف المزيد عن تجربتهم في إدارة الأعمال التجارية، ونصائحهم لرواد الأعمال الناشئين. يتحدث إلينا هذا الأسبوع عمر الدسوقي (لينكد إن) الشريك المؤسس لشركة سكون العقارية الناشئة التي تعمل بنظام الملكية المشتركة.
اسمي عمر الدسوقي وأنا أحد مؤسسي شركة سكون. تخرجت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الصيف الماضي، وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية. بدأت العمل على سكون مع شريكي المؤسس محمد الخطيب، الذي كان ينهي الماجستير في كامبريدج وقتها، وكنت لا أزال في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية.
خطرت لنا فكرة سكون في البداية عندما كنا في الساحل الشمالي نبحث في أسعار المنازل. اكتشفنا أن هناك فجوة في السوق بين جيل زد والألفية، والآخرين الذين يرغبون في شراء منزل ثان للاستثمار أو الاستخدام، ولكن هناك عائق مالي. لذلك بدأنا البحث في نموذج أعمالنا، وهو المشاركة في ملكية عقار للاستخدام والاستثمار، وما إذا كانت هناك نماذج مماثلة، ووجدنا باكاسو في الولايات المتحدة، التي أحدثت ثورة عالمية في مجال التكنولوجيا العقارية. كنا حريصين على معرفة ما إذا كان النموذج نفسه سيحل المشكلة في مصر.
أنشأنا موقعا سريعا من خلال منصة ويكس لاختبار السوق. اندهشنا من عدد الأشخاص الذين دخلوا موقعنا الإلكتروني، وتمكنا من جمع البيانات حول طبيعة عملائنا ومتوسط ميزانيتهم وقمنا ببناء المفهوم بهذه الطريقة. الآن، نتعامل مع الجدولة والسكن ونساعد أيضا إذا كان المالك يريد بيع حصته.
نشأت وأنا أعمل مع والدي الذي يمتلك شركة مقاولات وتعلمت منه. لذا لم يكن لدي خوف من بدء عمل تجاري لأنني أدرك خفاياه. لذلك، كنت أنا وشريكي نبحث عن تحدي، فقد أردنا معالجة القضية الأكثر إلحاحا في أكبر سوق في مصر، وهي العقارات وكيف تكون في المتناول وبتكلفة ميسورة. كنا نعلم أن بدء شركة في هذا التوقيت سيكون صعبا، من حيث جذب الكفاءات العالية وإقناع المستثمرين، لكن هذا التحدي حفزنا أكثر.
تخليت عن فرصة العمل في مجال المقاولات، وكذلك تخلى محمد عن العمل في الاستشارات، لكن العمل معا كان فرصة أكثر إثارة بالنسبة لكلينا.
أفضل جزء من عملي هو الحضور إلى المكتب كل يوم والعمل مع أعضاء فريقنا الرائع. لدينا الكثير من الأشخاص المثيرين للاهتمام في الفريق، لذلك يسعدنا دوما التفاعل معهم. أما أصعب جانب في وظيفتي فهو التعامل مع لوجستيات إدارة الأعمال التجارية بشكل يومي، مثل المحاسبة والأعمال الورقية، وهي أعمال لا يحبها أحد لكن لا بد من تنفيذها.
أهم مؤشرات الأداء الرئيسية التي نتابعها بانتظام تشمل معدل الحرق، وهو المقياس الأكثر أهمية في الوقت الحالي، وأعتقد أن العديد من الشركات الناشئة تتابعه بسبب عدم استقرار الوضع الاقتصادي. إلى جوار هذا نراقب أيضا عدد أسهم المنازل التي نبيعها شهريا، وعدد المنازل التي لدينا، ومدى سرعة الانتهاء من منزل كامل، وعدد الأسهم مضروبا في عدد المنازل، بالإضافة إلى معدل الشراء.
جمعت سكون 500 ألف دولار في جولة تمويل أولية أواخر العام الماضي، ولدينا مستثمرون ملائكة مثل سكوت بوند (لينكد إن)، نائب الرئيس والمدير الإقليمي لشركة بروبرتي فايندر في الإمارات.
في الوقت الحالي نحاول الابتعاد عن المشاكل والتركيز على اكتساب أكبر قدر ممكن من الشعبية قبل دخول جولة استثمارية جديدة، ونبحث كذلك في نفس الوقت عن فرص في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لدينا الآن وجود في الجونة وسوما باي والسخنة، ونتطلع للتوسع إلى الساحل الشمالي، وبعد ذلك سندخل جولة تمويلية أخرى قبل التوسع في الخليج.
سكون تحولت إلى مفهوم عقاري مبتكر، فهي تعالج أكبر مشكلة تواجه أكبر قطاع في مصر. ورغم هذا ما زلنا نأمل في التوسع مستقبلا وتطوير نماذج مختلفة، مثل الاستثمار، والاستخدام، ومساعدة الناس في إدارة عقاراتهم، وأن نكون القوة الدافعة للابتكار في هذه السوق.
لو كان بإمكاني إسداء نصيحة واحدة لكل من يعتزم تأسيس مشروعه الخاص، ستكون التعلم من مرشد جيد، شخص لديه خبرات السوق ويمكنه مساعدتك في تعلم الكثير. في العادة أستشير أبي كلما واجهتني مشكلة صعبة. أسس والدي شركة المقاولات حين كان عمره 23 عاما، والآن هي واحدة من أكبر الكيانات في السوق المصرية، لذلك أفخر جدا بإنجازاته، وأعتبره دون شك شخصا يمكن الوثوق به. أثق في نصيحة أبي وخبرته دوما، فهو أعظم من تعلمت منهم.
ربما تكون وحدك خلال تأسيس شركتك الخاصة من الصفر، لذا من المفيد أن يكون لديك شركاء مؤسسون إلى جوارك. عندما تؤسس مشروعا تجاريا تضع نفسك تحت ضغط مستمر، وحتى لو كان موظفو الشركة على أعلى مستوى فإنهم لن يتعاملوا مع المشكلات التي تواجهك، لذلك فإن المؤسسين هم الأشخاص الوحيدون الذين يمكنهم موازنة هذا الضغط معا.
أستقي إلهامي من الكتب. أحب القراءة كثيرا، فهي مفيدة للغاية، كأنها إجازة للعقل والروح. معظم قراءاتي حول الشركات الناشئة، بالإضافة إلى كتب المساعدة الذاتية. آخر كتاب ممتع قرأته كان The Everything Store: Jeff Bezos and the Age of Amazon للكاتب والصحفي الأمريكي براد ستون. أعدت مؤخرا مشاهدة فيلمي المفضل The Godfather، وأستمع إلى كل بودكاستات واي كومبينيتور.
ليس لدي الكثير من وقت الفراغ، لكن عندما أجد الوقت أقضيه في لعب الشطرنج، فأنا مهووس بهذه اللعبة. في الواقع، كنت ألعب دورا قبل إجراء هذه المقابلة مباشرة [يضحك].
إذا وجدت نفسي مضطرا للتخلي عن الشركة غدا، فسأفعل ذلك من خلال الاكتتاب العام، وسأبقى بالتأكيد موظفا فيها.
عائلتي كانت متشككة في اختياري في البداية، لم يفهموا لماذا أؤسس شركة منفصلة بمفردي بينما لدينا شركة عائلية مستقرة. ولكن عندما تحولت سكون إلى شركة وأثبتنا أننا نعرف ما نفعله، تغير ذلك بسرعة، وصاروا الآن يوفرون الكثير من الدعم.
أهم شركتين ناشئتين في مصر حاليا هما فلكستوك وخزنة، وأعتقد أن كل إسهام في قطاع الخدمات اللوجستية في الوقت الحالي يعد مفيدا للبلد.
أتمنى أن أرى المزيد من رواد الأعمال صغار السن في مصر. لدينا بعض المواهب الشابة الآن بالفعل، أشخاص متقاربون في السن ولديهم خبرات متشابهة، ومن المنطقي أن يكونوا الرواد، لذلك أود أن أرى المزيد من رواد الأعمال الشباب يدخلون إلى الساحة.