الإطاحة بمجلس إدارة كابريكورن إنرجي: استقال كل من رئيس مجلس إدارة شركة كابريكورن إنرجي، والرئيس التنفيذي، وثلاثة أعضاء آخرين بمجلس الإدارة من مناصبهم، ليرضخوا بذلك للضغوط التي مارسها عدد من المساهمين بقيادة المساهم الرئيسي في كابريكورن – باليسير كابيتال – لإعادة هيكلة مجلس إدارة الشركة ومنع الاندماج المحتمل مع شركة نيوميد الإسرائيلية للطاقة.

لماذا نهتم؟ تمتلك كابريكورن محفظة كبيرة من أصول الاستكشاف والتنقيب في مصر. كان الاندماج سيمنح نيوميد السيطرة على تلك الأصول، مما يمهد الطريق لعلاقات أوثق في مجال الطاقة بين إسرائيل ومصر مما يعزز طموحاتنا في احتلال مكان روسيا كمورد رئيسي للطاقة إلى أوروبا. كما أن نيوميد تعد مزودا رئيسيا للغاز الطبيعي إلى مصر من حقولها البحرية، إذ ترسل الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب شرق المتوسط إلى مصنعي الإسالة في دمياط وإدكو على ساحل المتوسط بمصر.

المسؤولون الراحلون: كان رئيس مجلس إدارة الشركة نيكوليتا جيادروسي، والرئيس التنفيذي سايمون تومسون – الذي شغل المنصب لأكثر من عشر سنوات – من بين أعضاء مجلس الإدارة الخمسة الذين استقالوا بأثر فوري، بينما سيرحل المدير المالي جيمس سميث وعضو مجلس إدارة آخر قبل الجمعية العامة المقررة في الأول من فبراير، وفقا لبيان مجلس الإدارة (بي دي إف). وبقي اثنان فقط من أعضاء مجلس إدارة كابريكورن التسعة في مناصبهم.

يمثل هذا انتصارا لـ "باليسير": قادت باليسير كابيتال – التي تمتلك حصة قدرها 7% في كابريكورن- حملة المعارضة لخطط الشركة للاندماج مع نيوميد الإسرائيلية، وقالت إلى جانب المساهمين الآخرين إن الاندماج المحتمل يقلل من قيمة كابريكورن وأن شروط الصفقة "منحازة بلا داعٍ تجاه نيوميد". كما تصاعدت الضغوط على إدارة كابريكورن بعد أن دعت باليسير للتصويت للإطاحة بأعضاء مجلس الإدارة السبعة في 1 فبراير. بدا مجلس إدارة كابريكورن مستعدا للمواجهة، وقرر إجراء تصويت للمساهمين على صفقة الاندماج قبل ساعات فقط في نفس اليوم. ولكن يبدو أن الدعم المتزايد من المساهمين لموقف باليسير – بمساعدة التوصيات في الأيام الأخيرة من مستشاري الشركات المستقلين آي إس إس، وجلاس لويس، برفض الاندماج – قد أجبر مجلس إدارة كابريكورن على الرضوخ أخيرا.

ماذا عن الشراكة مع نيوميد الآن؟ تعني هذه الخطوة أنه من المرجح إلغاء عملية الاندماج. وفي تصريح لبورصة تل أبيب، قالت نيوميد إنها "تقدر أن احتمال إتمام الصفقة قد انخفض بشكل كبير"، وأنها تواصل دراسة "البدائل الاستراتيجية".

مساهمو كابريكورن انتقائيون: هذه هي المرة الثانية التي يعارض فيها مساهمو كابريكورن خطط الإدارة بعد رفض الاندماج المقترح مع تولو أويل العام الماضي.

ماذا يريد المساهمون بدلا من ذلك؟ قالت صحيفة فايننشال تايمز إن باليسير "تريد توزيع الكثير من رأس المال الصافي لمجموعة النفط والغاز البالغ 700 مليون دولار على المساهمين"، بينما يطالب المساهم الرئيسي "إيرينيك" "بالعودة الفورية لرأس المال الفائض"، بحسب بيان الشركة أمس.

تعد باليسير بمسار أفضل – خاصة فيما يتعلق بمصر: "نحن نرحب بقرار مجلس الإدارة التنحي وتمكين مسار أفضل للمضي قدما لكابريكورن"، حسبما قالت شركة باليسير في بيان لها. وأضافت: "نحن على ثقة من أن إعلان اليوم يمثل الخطوة الأولى نحو الإصلاح الإداري وتكوين فريق قيادة جديد يركز على تعظيم القيمة وتحقيق نمو حقيقي في مصر".

الخطوات التالية: سيعقد المساهمون جمعية عمومية في 1 فبراير، حيث من المرجح أن يناقشوا التعيينات الجديدة في مجلس الإدارة. وكشفت باليسير بالفعل عن قائمة مرشحيها، ومن بينهم هشام مكاوي، الرئيس الإقليمي السابق لشمال أفريقيا في شركة بي بي البريطانية، وكريستوفر كوكس الرئيس التنفيذي السابق لشركة سبيريت إنرجي. وتقرر تأجيل التصويت على الاندماج إلى 22 فبراير. وحظيت القصة بتغطية من رويترز وبلومبرج.