الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 23 يناير 2023

هل يمنحنا الذكاء الاصطناعي فرصة أخرى مع أحبائنا بعد الموت؟

الحب والموت والذكاء الاصطناعي.. فرصة أخرى مع أحبتنا؟ تأمل مجموعة جديدة من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أن تتمكن من تخليد ذكرى الموتى فيما يعرف بـ "تقنية الحزن" أو التعامل معه. تستخدم هذه الشركات الناشئة، بعضها يعمل بالفعل وغيرها ما يزال قيد التطوير، عددا من منهجيات تعلم الآلة لتحقيق غاية واحدة وهي منح الأشخاص فرصة للتفاعل مع نسخ رقمية تحاكي أحبتهم بعد وفاتهم.

حديث مع الأشباح: شركة هير أفتر أيه آي ومقرها سان فرانسيسكو من بين الشركات التي تتصدر المشهد في مجال "تقنية الحزن" وتساعد الأشخاص على إنشاء أفاتار "صور رمزية" لأنفسهم وهم لا يزالون على قيد الحياة يمكن لأحبتهم التعامل معها بعد وفاتهم. ينشئ المستخدمون ملفات تعريف تعتمد على سلسلة من المتطلبات تجعلهم يكشفون عن حكايات وذكريات وميول خاصة. وبمجرد أن يغيبهم الموت، تصبح صورهم الرمزية قادرة على التجاوب فعليا مع أحببتهم بناء على إجاباتهم في المقابلات وفي بعض الحالات باستخدام تسجيلات صوتية وصور كأدوات مساعدة.

بعض الشركات تتخذ خطوات أكثر تقدما: تحاول شركات مثل ستوري فايل ويو أونلي فيرتشوال جلب نسخ "حقيقية أكثر" للموتى للسوق. أنشأت شركة ستوري فايل التي انطلقت عام 2017 وهي واحدة من أقدم الشركات في القطاع مقاطع فيديو تفاعلية لأقارب المتوفين. وتجمع شركة يو أونلي فيرتشوال قدرا أكبر من البيانات التي تشمل رسائل نصية ورسائل بريد إلكتروني ومحادثات صوتية لإنشاء نسخ أكثر عمقا وتطورا للأشخاص المتوفين وطرحها هذا العام.

الذكاء الاصطناعي واستنساخ الصوت: ثمة تقنيات أكثر تقدما مثل استنساخ الصوت، التي تستخدم مزيجا من عينات النص والصوت لإنشاء مقاطع صوتية جديدة تماما، متاحة بالفعل وفي طريقها كذلك للتحسن في المستقبل القريب. وأعلنت شركة أمازون العام الماضي أنها تعمل على خاصية لمساعدها الذكي "أليكسا" ستمكنه من قراءة القصص من خلال تقليد صوت شخص حقيقي. المخيف هنا أن كل ما يتطلبه الأمر عينة صوتية مكونة من نحو دقيقة حتى يتمكن أليكسا من محاكاة الصوت بشكل مقنع.

المجال لا يزال محدودا حتى الآن: لا تزال معظم هذه المنتجات عامة ومحدودة إلى حد كبير فيما يتعلق بمدى قدرتها على التقاط ملامح شخصية أي شخص. تظل الصور الرمزية أو الأفاتار بارعة في إعادة صياغة الذكريات والقصص القديمة أكثر من قدرتها على توليد أفكار جديدة اعتمادا على ما تعرفه عن الشخص، ولهذا عادة ما يتخلل الإجابات التكرار.

لكن "تقنية الحزن" ستتحسن فقط مع الوقت: من المتوقع أن تتحسن التقنيات المعتمدة على نماذج تعلم اللغة العميق فيما يتعلق بالتقاط نبرة الصوت والتراكيب اللغوية التي يستخدمها الشخص بمرور الوقت، مما يعني أن تلك الصور الرمزية والشات بوت قد تصبح أكثر دقة بكثير في المستقبل القريب.

ويقول القائمون على هذه التقنيات إنها ستساعد في تسهيل عملية التعافي من الحزن. "رغم أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع إزالة ألم الفقد، إلا أن بإمكانه دون شك جعل ذكرياتهم (من رحلوا) تدوم"، حسبما نقلت واشنطن بوست عن روهيت برساد، نائب الرئيس الأول وكبير العلماء لأمازون أليكسا. ويتفق معه شيرمان لي، أستاذ علم النفس المساعد في جامعة كريستوفر نيوبورت ومدير مشروع "باندميك جريف بروجيكت" قائلا: "هذا شيء أساسي جدا للبشر أن يتمكنوا من البقاء على تواصل مع شيء أحبوه".

ولكن لا يزال هناك أسئلة بلا إجابات حول تأثير هذه التقنيات: ليس واضحا بعد كيف يمكن أن تغير هذه الأنواع من التقنيات من عملية الحزن لدينا، والبعض يشعر بالقلق من أنها قد تنطوي على تبعات نفسية ضارة. "فيما يتعلق بمنح شخص القدرة على رؤية أحبته مرة أخرى، هل سيمنحه ذلك بعض العزاء، أم سيصبح الأمر أشبه بالإدمان"؟ حسبما يتساءل ألبرت (سكيب) ريزو، عالم النفس والأستاذ الباحث بجامعة جنوب كاليفورنيا في حديثه لواشنطن بوست. ونقلت فايننشال تايمز عن لوسي سلمان، الأستاذة المساعدة في قسم الرعاية المقدمة للأشخاص في نهاية حياتهم في جامعة بريستول قولها "قبل تقديم [تقنية الحزن] على نطاق أوسع، هناك الكثير من الأبحاث ينبغي إجراؤها فيما يتعلق بالأبعاد الأخلاقية وكيف ومتى يمكن أن تكون مفيدة أو ضارة في حالات الأمراض الخطيرة والفاجعة". ورغم أن الاستمرار الافتراضي للعلاقات التي قطعها الموت قد يكون فيه شيء من العزاء للبعض، إلا أنه يمكنه أن يعرض البعض الآخر لخطر الحزن طويل الأمد، حسب سلمان.

خصوصية البيانات والموافقة على استخدامها مهمة أيضا: إذا كان من غير الأخلاقي استخدام بيانات الأشخاص دون موافقتهم عندما كانوا على قيد الحياة، فكيف ينبغي أن نتعامل معها بمجرد رحيلهم عن الحياة؟ رغم أن الشركات مثل هير أفتر أيه آي تحصل على موافقة صريحة من الأفراد لمشاركة بياناتهم قبل وفاتهم، إلا أنه لا يوجد سبل مأمونة الجانب لحماية صورة أو صوت شخص ما، سواء كان على قيد الحياة أم لا، في عصر التزييف العميق (الديب فيك). من أبرز الأمثلة على ذلك، استخدم مخرج الذكاء الاصطناعي لقراءة اقتباسات بصوت الطاهي الأمريكي الراحل أنتوني بوردين في وثائقي عن حياته صدر عام 2021، مما أثار غضب زوجته السابقة.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).