إيني وشيفرون تعلنان كشفا جديدا للغاز في شرق المتوسط
حققت شركتا إيني الإيطالية وشيفرون الأمريكية كشفا جديدا للغاز الطبيعي قبالة السواحل المصرية في شرق البحر المتوسط، حسبما أعلنت الشركتان في بيانين منفصلين (هنا، وهنا – بي دي إف). يقع الكشف الجديد في البئر الاستكشافي "نرجس-1" في منطقة امتیاز النرجس البحریة الواقعة قبالة سواحل شمال سيناء. ويتوزع هيكل ملكية منطقة الامتياز بواقع 45% لشركة شيفرون ومثلها لعملاق الطاقة الإيطالي إيني، فيما تمتلك شركة ثروة للبترول المملوكة للدولة الحصة المتبقية البالغة 10%. ووصفت الشركتان الكشف بـ "المهم"، دون أي تفاصيل حول حجم الاحتياطيات المتوقعة.
ويجري حاليا تقييم حجم المخزون من الغاز الطبيعي في حقل "نرجس"، وفقا لما قاله المتحدث باسم وزارة البترول حمدي عبد العزيز، لبرنامج "على مسؤوليتي" (شاهد 8:31 دقيقة) وبرنامج "الحدث اليوم" (شاهد 3:16 دقيقة)، مضيفا أن هذا الكشف الأول لشيفرون منذ أن دخلت السوق المصرية في 2020.
هل هو اكتشاف ضخم بالفعل؟ ذكر موقع "إم إي إي إس" الشهر الماضي أن شيفرون اكتشفت حقلا للغاز الطبيعي في منطقة امتياز النرجس البحرية أيضا، باحتياطيات تصل إلى 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز. وأكد وزير البترول طارق الملا في وقت لاحق اكتشاف حقل غاز كبير في المنطقة، لكنه لم يحدد حجم احتياطيات الحقل. كما ذكر موقع أبستريم أونلاين أن حقل نرجس التابع لشركة شيفرون لديه احتياطيات بنحو 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز – ولكنها قالت إن إيني تستهدف أكبر من ذلك، حيث تعمل على التنقيب عن "11 تريليون قدم مكعبة" بمنطقة الثريا في منطقة الامتياز التي يمكن أن تشكل امتدادا لحقل نرجس التابع لشيفرون.
ما مدى ضخامته؟ جدير بالذكر أن احتياطيات الغاز بحقل ظهر العملاق التابع لشركة إيني تبلغ حوالي 30 تريليون قدم مكعبة.
عملاقا النفط متعطشان للتنقيب عن الغاز في مصر: أكدت إيني في بيانها على "التركيز على الحقول البحرية في مصر"، والتي تستهدف المضي قدما في تطويرها بعد منحها مؤخرا مناطق استكشاف شمال رفح، وشمال الفيروز، وشمال شرق العريش، وطيبة، وبيلاتريكس سيتي شرق. وتعمل إيني في الوقت الحالي على بيع حصص في عدد من الامتيازات المنتجة في الصحراء الغربية، لكنها تستعد أيضا لتكثيف أنشطة الاستكشاف في المنطقة. وتتطلع شيفرون أيضا إلى توسيع عمليات الاستكشاف في مصر، بعدما عززت تواجدها في قطاع الطاقة في شرق المتوسط بالاستحواذ على 40% من حقل ليفياثان للغاز، و25% من حقل تمار للغاز في إسرائيل.
تتطلع إيني وشيفرون إلى الاستثمار في البنية التحتية للطاقة في مصر: تعهدت إيني، التي تمتلك 50% من محطة إسالة الغاز الطبيعي في دمياط وتساهم بنحو 60% من إنتاج الغاز في البلاد، بالاستثمار في مشاريع للغاز الطبيعي المسال في عدد من دول المنطقة، من بينها مصر، ضمن جهودها لتعزيز صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. ووقعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) مذكرة تفاهم مع شركة شيفرون للتعاون في أنشطة نقل واستيراد وإسالة وتصدير غاز شرق المتوسط عبر مصر. يمكن لتلك الاستثمارات أن تعزز إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي، والذي تراجع في الأشهر الأخيرة من المستوى القياسي عند 7.2 مليار قدم مكعبة يوميا في سبتمبر 2021، إلى 6.5 مليار قدم مكعبة يوميا في الربع الثالث من عام 2022.
والمزيد من اكتشافات الغاز: يجري العمل حاليا لتحديد حجم حقل الغاز الجديد الذي تم اكتشافه في منطقة الامتياز التابعة لشركة وينترشال ديا الألمانية في شرق دمنهور بدلتا النيل، بالشراكة مع شيفرون إنرجي وشركاء آخرين، بحسب المتحدث باسم وزارة البترول.
وتواصل مصر مساعيها لتعزيز صادراتها من الغاز الطبيعي في الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد الأوروبي عن موردين جدد لسد الفجوة التي خلفها فقدان الوقود الأحفوري الروسي. وتعمل الدولة على ترشيد الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي، والتحول إلى مصادر أخرى من الطاقة، من أجل توجيه المزيد من الغاز إلى التصدير. وتخطط مصر لتشغيل محطات إسالة الغاز الطبيعي هذا العام بكامل طاقتها، لتصل صادرات الغاز المسال إلى طاقتها القصوى لنحو 12 مليون طن سنويا في السنوات الثلاث المقبلة. وارتفع حجم صادرات البلاد من الغاز بنسبة 14% إلى 8 ملايين طن العام الماضي، 90% منها جرى تصديرها إلى أوروبا.