رائد الأسبوع: محمد عزب، المؤسس المشارك لمجموعة "صحة" الطبية ومنصة جرينتا الصيدلية
رائد الأسبوع – رائد الأسبوع فقرة أسبوعية كل ثلاثاء، نتحاور خلالها مع أحد المؤسسين حول كيفية النجاح في مجتمع الشركات الناشئة المصري، كما نعرف المزيد عن تجربتهم في إدارة الأعمال التجارية، ونصائحهم لرواد الأعمال الناشئين. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع محمد عزب (لينكد إن)، الشريك المؤسس لمجموعة "صحة" الطبية ومنصة جرينتا الصيدلية.
اسمي محمد عزب. بعت أول شركة أسستها عام 2015، وكانت مجموعة معامل طبية انطلقت من الإسكندرية لتكون ضمن أكبر أربع شركات للمعامل في مصر، قبل التوسع للمغرب ثم البيع لمؤسسة مغربية كبيرة.
بعد ذلك شاركت في تأسيس مشروعي الثاني: مجموعة "صحة" للرعاية الصحية، وهي منصة متخصصة في شريحة الدخل المتوسط تستثمر في المستشفيات والعيادات.
آخر شركة ناشئة أسهمت في تأسيسها هي جرينتا، وهي منصة إلكترونية تربط مصنعي الأدوية بالصيدليات في مصر. هدفنا الأسمى هو توفير الدواء لجميع أنحاء القارة الأفريقية، أما على مدى العامين أو الثلاثة المقبلة فنخطط للتوسع في المغرب ونيجيريا وكينيا.
أعتقد أني ولدت لأكون رائد أعمال، أفضل بناء الأشياء الجديدة على أن أكون جزءا من النظام، أريد طرح مفاهيم تؤثر على السوق فعلا. لهذا اخترت الخوض في قطاع الرعاية الصحية على الرغم من دراستي المالية.
مهمة جرينتا هي حل مشكلة عدم توفر الأدوية في أفريقيا. تعاني دول القارة من الأدوية المزيفة ونقص البنية التحتية الحاد، مع توفر الرعاية الطبية بصورة محدودة للغاية. ما نحاول فعله هو استخدام التكنولوجيا لحل الأزمة الموجودة في آخر مراحل سلسلة القيمة الدوائية عبر القارة.
أفضل جزء في عملي أن له هدف، فوجود مهمة وهدف شيء مهم للغاية. أستمتع كذلك بقدرتي على التنقل بين مجالات مختلفة، فالمستشفى مثلا مبنى متكامل تتطلب إدارته أعباء مختلفة عن تلك المطلوبة في جرينتا، وهي منصة أونلاين تسعى إلى تحقيق النمو السريع.
لا يوجد جانب سيئ من وظيفتي، لكن أحد أكبر التحديات في جرينتا كان إتمام جولات التمويل خلال فترة الجائحة، عندما لم يكن أداء الأسواق العالمية في أفضل حال وتوقف المستثمرين عن ضخ أموالهم.
جمعت شركة صحة للرعاية الصحية ما يقرب من 20 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية، وجمعت جرينتا 9.5 مليون دولار منذ إنشائها العام الماضي. نستهدف جمع 20 مليون دولار أو أكثر لشركة جرينتا في المستقبل. حتى الآن، يشمل مستثمرو جرينتا شركة رائد فينتشرز وصندوق إنكلود وإنديفور كاتاليست و500 جلوبال، إضافة إلى بعض المستثمرين الآسيويين الملائكيين.
مؤشرات الأداء الرئيسية التي أتابعها تتغير بمرور الوقت. كان تركيزنا في جرينتا على التوسع قبل خمسة إلى ستة أشهر، لكننا الآن مهتمون أكثر بالحفاظ على النمو. هذا القول الرائع: "مع الفوضى تأتي الإيرادات ومع الانضباط تأتي الربحية". هذا يفسر طبيعة عملنا.
إذا كان بإمكاني تقديم نصيحة لشخص يبدأ مشروعه الخاص، فستكون "الجرينتا"، أو امتلاك الجرأة والمثابرة. من المهم تنفيذ مفهومك بهذه العقلية والاستعانة بالأشخاص المناسبين. امتلاك قاعدة المستثمرين الصحيحة التي تؤمن باستراتيجيتك طويلة الأجل أمر بالغ الأهمية أيضا لنجاح الأعمال.
رحلة تأسيس شركة ناشئة هي رحلة فردية إذا كنت مؤسسا منفردا. بالنسبة لي، أنا بعيد كل البعد عن الوحدة لأن لدي شركاء ونمضي في الرحلة معا.
جرينتا رحلة طويلة الأمد، ولا أرى نفسي أتخارج من الشركة خلال الخمسة أو السبعة أعوام المقبلة، ولكن سيكون نجاحا أن يجري طرحها للاكتتاب العام الأولي خارج مصر.
أستمع دائما إلى بودكاست Masters of Scale الذي يقدمه ريد هوفمان. وأشاهد أيضا مسلسل نتفليكس The Mechanism الذي تدور أحداثه حول المشهد السياسي البرازيلي. التشابهات بين أمريكا اللاتينية ومنطقتنا صادم. أقرأ كذلك كتب الصوفية، إنه أمر روحاني ويمنحني توازنا جيدا في الحياة.
أعتبر نفسي محظوظا للغاية لأنني جزء من شبكة رواد الأعمال إنديفور. أنا عضو في الشبكة منذ عام 2012 وعضو بمجلس إدارة إنديفور إيجيبت منذ 2016. يمنحني ذلك قدرا كبيرا من الإلهام. أنا معجب بشكل خاص بمؤسسي شركة كريم مدثر شيخة (لينكد إن) وعبد الله إلياس (لينكد إن)، والطريقة التي طوروا بها أعمالهم في المنطقة من باكستان إلى المغرب مدهشة للغاية.
أختار فريقي بناء على ثلاثة أمور وهي الرؤية والقيم والقيمة المضافة. كما أنني من أشد المؤمنين بتمكين المرأة، ولهذا أحاول أن تنعكس هذه القناعة على شركاتي بقدر الإمكان. أحب أن أرى المزيد من المؤسسات الشريكات – مثل كبيرة مسؤولي التكنولوجيا لدينا يسرا بدر (لينكد إن) – في مجال التكنولوجيا في المستقبل.
التوجيه مهم بالنسبة لي. أنا والمؤسسون المشاركون ملتزمون بمساعدة رواد الأعمال الآخرين والاستثمار في الشركات الناشئة الجديدة. ومن المشجع دائما رؤية مشهد الشركات الناشئة مزدهرا.