قلق جديد قادم من الإنترنت: دهون الوجنتين
أحدث مساوئ الإنترنت: خجل الناس من دهون الوجنتين. ربما تتساءل عن كيفية شعور الناس بالقلق من شيء لم تسمع به من قبل، لكنك لست وحدك هنا. أحد مستخدمي تويتر كتب متسائلا: "ألا يزالون يخترعون عيوبا جديدة حتى الآن؟". المقصود بدهون الوجنتين تلك الوسادة الدهنية الموجودة في الخدين، والتي تجعل بعض الوجوه تبدو أكثر استدارة من غيرها. بعض الناس تكون عظام الوجنتين لديهم محددة ومنحوتة بشكل طبيعي، بينما آخرون لديهم وجوه أكثر استدارة. بعض أصحاب الوجوه المستديرة يلجأون إلى إزالة جزء من دهون الخدود للحصول على مظهر مشابه لذلك الذي يحدث حين تحتسي مشروبا بواسطة شفاطة، وهو المظهر ذاته الذي يحاول آخرون تحقيقه بتحديد منطقة أسفل الخدين عن طريق مساحيق التجميل، حسبما تنقل نيويورك تايمز عن أحد جراحي تجميل الوجوه في نيويورك.
لماذا صارت دهون الخدين موضة الآن؟ انتشر الحديث خلال الأسابيع الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ما إذا كان بعض المشاهير قد أجروا عمليات لإزالة بعض الدهون وإبراز عظام الوجنتين. الممثلة الأمريكية ليا ميشيل مثلا نشرت صورة على إنستجرام تبدو فيها عظام وجنتيها بارزتين بشكل استثنائي، مما أثار الكثير من الأقاويل حولها. أما عارضة الأزياء السابقة كريسي تيجن فكانت أكثر صراحة، إذ أكدت في مقطع فيديو على إنستجرام أنها أزالت بعض دهون الخدين بالفعل، مع الإشارة إلى جراح التجميل الخاص بها جيسون دايموند.
ليس للمشاهير فقط: ينقل تقرير نيويورك تايمز أن جراح تجميل الوجه الأمريكي الشهير أندرو جاكونو صار يجري ثلاثة أضعاف عمليات إزالة دهون الوجنتين الآن مقارنة بخمس سنوات مضت. يتقاضى جاكونو 40 ألف دولار مقابل العملية، بينما يجريها أطباء آخرون بمتوسط 7-19 ألف دولار. ويؤكد جراح التجميل الإنجليزي يانيس ألكسندريدس أن إزالة دهون الخدين تعتبر الثالثة من ناحية الأكثر إقبالا في عام 2022، بعد تجميل الأنف وشفط الدهون، بحسب الإندبندنت.
يرفض بعض جراحي التجميل إجراء عملية إزالة الدهون، لأن الوجنتين تفقد الدهون والكولاجين بشكل طبيعي وتصير مجوفة مع تقدم البشر في العمر، مما يعرض أولئك الذين يخضعون للعملية لخطر أن تبدو وجوههم في المستقبل وكأنها تعاني سوء تغذية شديد. كما أن عكس العملية يعد إجراء صعبا للغاية ويتطلب عدة إجراءات إضافية. من النادر أن تستمر معايير الجمال لفترات طويلة، وأبرز مثال على هذا موضة الحواجب العريضة التي دعمتها الممثلة وعارضة الأزياء الإنجليزية كارا ديليفين، لكنها سرعان ما تراجعت أمام موضة الحواجب النحيفة، أما المشاهير اللاتي تباهين في السابق بأجسادهن "الكيرفي" فنلاحظ الآن فقدانهن الوزن بطريقة حادة مع اتجاه الموضة للنحافة. أولئك الذين يجرون عمليات إزالة دهون الوجنتين يواجهون خطر أن تفوتهم الموضة للأبد عندما تتغير من جديد.
لا يخلو ذلك من مخاطر صحية: النزيف هو الخطر الرئيسي المرتبط بالجراحة، وفق ما قاله مسؤول في الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل لصحيفة نيويورك تايمز. إصابة العصب وعدوى الجروح وتنميل الوجه وأن ينتهي بك الأمر بوجه غير متناسق من بين المخاطر المحتملة أيضا، وفق كليفلاند كلينك.
إذا كان كل شيء يبدو سلبيا جدا، من أين جاء هذا الترند؟ تتحمل السوشيال ميديا اللوم عادة لتشجيع الناس على السعي لإجراء جراحة تجميلية لكن تونك ترياكي، استشاري جراحة التجميل في كادوجان كلينيك بلندن، حدد شيئا محددا وهو "الفلاتر". ويعتقد أن فلاتر إنستجرام وسناب شات – المخصصة عادة لجعل الوجوه تبدو منحوتة أكثر وعلى شكل حرف – أسهمت في زيادة عمليات إزالة دهون الوجنتين، وفق ما ذكرته ذا إندبندنت. وقال ترياكي "عندما تعود إلى الواقع، لا يتطابق ذلك بالتأكيد مع البنية التشريحية الحقيقية لنا". المشاهير الذين يبدو أنهم خضعوا لجراحة يتحملون نصيبا من اللوم أيضا في زيادة هذا الاتجاه.
لا مفر من الانتقادات: من السهل أن نشير بأصابع الاتهام إلى المشاهير بسبب تعزيزهم ترند الجراحة التجميلية بسبب سمعتهم في الترويج لمعايير جمال لا يمكن تحقيقها. ورغم أن الوصمة المحيطة بالجراحات التجميلية تراجعت من نواح كثيرة خلال السنوات الماضية، إلا أن العديد من المشاهير ما يزالون يشعرون بالخجل من الاعتراف بخضوعهم لجراحات تجميل. مع ذلك، المشاهير الذين كانوا صريحين بشأن خضوعهم لجراحات تجميل يواجهون اتهامات بالترويج للجراحات التجميلية لبعض معجبيهم الأكثر عرضة للتأثر بذلك والكثير منهم شابات ومراهقات. وعلى الجانب الآخر، هؤلاء من نفوا مزاعم خضوعهم لعمليات تجميل أو ببساطة تكتموا بشأن ذلك تعرضوا للهجوم بسبب تمسكهم بمعايير الجمال غير الواقعية.
من يمكنه إذن أن يتحمل لوم على الخروج بمعايير جمال عابرة يصعب تحقيقها؟ حددت الصحفية المتخصصة في مجال التجميل جيسيكا ديفينو أربعة مشتبه بهم في هذا الأمر وهما "المجتمع الذكوري وتفوق العرق الأبيض و الاستعمار والرأسمالية"، وفق ريفاينري 29. ويمكنك أيضا إلقاء اللوم على هذه العوامل في انتشار الترندات بداية من جراحة "عين الثعلب" إلى عملية شد المؤخرة (البرازيلية) التي بلغت ذروتها ثم انطفأت. أثارت الاتجاهات التي اختفت نقاشات حول ما يعنيه ذلك عندما لا تكون أنماط الجسم أو ملامح الوجه المرتبطة بالمجموعات العرقية المختلفة لم تعد موضة بعد الآن؟ وقالت إحدى السيدات لريفاينري 29 "كامرأة سوداء، رؤية هؤلاء الأشخاص البيض يناقشون نوع الجسم الذي كبرت أراه في عائلتي ويحظى بشعبية وسط المجتمعات الجامايكية باعتباره اتجاها يبدو كأنه معرض للاختفاء".