يوسف أبو سيف، المدير العام لشركة أوبر مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع يوسف أبو سيف (لينكد إن) المدير العام لشركة أوبر مصر.

اسمي يوسف أبو سيف، متزوج ولدي طفلان، ولد وبنت، أفخر بهما كثيرا. كما أني المدير العام لشركة أوبر مصر، ودوري استخدام التكنولوجيا لصناعة تأثير في مجتمع السائقين والركاب مستخدمي أوبر. عملت مع مجموعة الاستراتيجية العالمية لشركة سامسونج في كوريا الجنوبية، وقدمت استشارات للمديرين التنفيذيين حول بعض القضايا والمواضيع الإستراتيجية الأكثر تعقيدا في الشركة. بعدها انتقلت إلى لوكسمبورج حيث انضممت إلى أمازون، ثم عدت أخيرا إلى مصر كمدير عام للشركة في البلاد.

يتطلب دوري في أوبر مصر أن أتحرك بسرعة عالية للغاية وأحشد فريقي حول أبرز النقاط الاستراتيجية. يجب أن أنظر الاستراتيجية التكتيكية التشغيلية والاستراتيجية المتوسطة وطويلة الأمد على أساس يومي. لذلك، ونظرا لنطاق مسؤولياتي الواسع، يتعين علي دوما تحديد الأولويات والعمل بطريقة منظمة لتحقيق النجاح.

فكرة أوبر ظهرت حين وجد مؤسسو الشركة أنفسهم عالقين في باريس في أمسية ممطرة جدا، دون أن يتمكنوا من العثور على سيارة أجرة لإعادتهم. لذلك سألوا أنفسهم: ألن يكون من الأسهل طلب سيارة باستخدام الهاتف؟ وهو مفهوم صدم كثيرين في ذلك الوقت باعتباره فكرة ثورية. كان معنى هذا أن الناس لن يضطروا للانتظار من أجل العثور على تاكسي، وهو العرض الذي تحمس له كثيرون. بدأت أوبر في سان فرانسيسكو وباريس أولا، وتوسعت بسرعة إلى العديد من الدول الأخرى.

القطاع يركز في الوقت الحالي على الاستدامة، وهي كذلك إحدى الأولويات الرئيسية لشركة أوبر حاليا. نهدف إلى الوصول لصافي انبعاثات صفري بحلول عام 2040 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي الإمارات نستهدف أن تكون 25% من الرحلات خالية من الانبعاثات بحلول 2030. أطلقنا أيضا خدمة أوبر جرين في الإمارات والأردن، والتي تسمح للركاب باختيار سيارة كهربائية بالكامل، مع عرض مخصص ومستدام للسيارة على التطبيق. نعمل أيضا على التوسع في خدمات أوبر شاتل التي انطلقت لأول مرة في مصر، والتي تركز على فكرة مشاركة الرحلات مع الآخرين وبالتالي تقليل الانبعاثات والازدحام المروري.

عدت من لوكسمبورج إلى مصر منذ ثلاثة أشهر، لذا لا يزال روتيني الصباحي في مرحلة التأقلم. حتى الآن أستيقظ في الساعة 7 صباحا، وهو الوقت الذي يغادر فيه ابني إلى المدرسة. أحرص على قضاء بعض الوقت مع أبنائي قبل بداية العمل. بعدها أتصفح الإنترنت في العادة لمدة 15- 20 دقيقة، وهو الوقت الذي أقرأ فيه إنتربرايز. ألقي نظرة كذلك على بعض المنصات الإخبارية العالمية، وأتابع أخبار كرة القدم. بعد ذلك أطالع بريدي الإلكتروني لأرى إن كان هناك أمر عاجل يستحق أن أمنح الأولوية. أحاول ممارسة التمارين الرياضية 3-4 مرات في الأسبوع، وعادة ما أتناول كوبا من القهوة السوداء وإفطارا خفيفا قبل أن أغادر إلى المكتب. أستغل الوقت الذي أقضيه على الطريق للاتصال بوالديّ، ثم أستمع إلى بودكاست أو كتاب صوتي أو بعض الموسيقى.

العادة أن يومي يكون مكتظا بالاجتماعات المتتالية، والتي أحرص على التحضير لها قبل وقت مبكر من خلال تحديد نقاط المناقشة. الأحد هو يوم التخطيط، إذ أخصص 30 دقيقة في بداية كل أسبوع للتركيز وتحديد أولوياتي للأيام القادمة. يساعدني هذا على تنظيم أوقاتي وتصنيف مهامي بحسب مستوى أهميتها: تصنيف P0 للأمور العاجلة، يليه P1 وP2. كما أن جهود فريقي مهمة للغاية لإدارة الشركة بنجاح.

عائلتي هي الشيء الوحيد الثابت في حياتي. أبذل قصارى جهدي دوما لإنهاء عملي في نحو الساعة 6 أو 7 مساء، كي أعود إلى المنزل لألحق وجبة العشاء معهم. قضاء تلك الساعة الأخيرة من اليوم مع الطفلين مهم جدا بالنسبة لي، فأنا وزوجتي نستمتع بقراءة الكتب لهما، ومساعدتهما على التلوين، وتعليمهما أشياء جديدة. هذه هو أهم أوقات يومي.

أؤمن بأن الموازنة بين العمل والحياة عامل أساسي للنجاح. بصفتي قائدا، لا أتوقف عن الحديث بشأن أهمية ذلك، وبشكل شخصي أحاول ألا أبقى في المكتب لوقت متأخر، ما لم تكن هناك أزمة تتطلب العمل لساعات أطول. إلى جوار أننا في أوبر نعمل يومين في الأسبوع فقط من المكتب، مما يساعد على تسهيل التوازن بين العمل والحياة. كما أني في الغالب لا أعمل في الويك إند، لكن هذا ليس سهلا بالنظر إلى وجودي في وظيفة جديدة، لكن عائلتي تظل الثابت الوحيد لدي، وبالتالي أتأكد من تخصيص وقت نهاية الأسبوع لهم بقدر ما أستطيع.

أعتقد أنه من المهم بمكان محاولة تنويع المحتوى التي نتعرض لها. هناك بودكاست أستمتع به جدا هو Radiolab، والذي يقدم تحقيقات استقصائية حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، وهو ثري للغاية لأنه يفتح مداركي على مفاهيم مختلفة ويبقيني على اطلاع.

أفضل نصيحة تلقيتها كانت في كتاب أعطاني إياه والدي حين كنت مراهقا. الكتاب هو Only the Paranoid Survive، من تأليف أندرو إس جروف الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنتل. الجزء الذي تردد صداه داخلي طويلا هو: "النجاح يولد الرضا عن النفس، والرضا يولد الفشل. وحدهم الشكاكون ينجحون". أعتقد أن هذه نصيحة رائعة لأنها تعني أنك بحاجة إلى التطور باستمرار وتعلم أشياء جديدة، حتى لو كنت ناجحا للغاية في ما تفعله، وإلا ستخرج من اللعبة في اللحظة التي تتوقف فيها عن التعلم.