الإثنين, 19 ديسمبر 2022

نظرة على قطاع التعليم في 2022: أول عام دراسي دون قيود "كوفيد-19".. وتحديات جديدة أمام القطاع

بعد أن اجتازت البلاد أسوأ فترات جائحة "كوفيد-19"، كان من المفترض أن يكون عام 2022 عام انفراجة لقطاع التعليم – لكن كانت هناك تحديات أخرى. فمع ارتفاع التضخم وخفض قيمة الجنيه مرتين على مدار العام، إلى جانب العديد من التغييرات وتحولات السياسة على مستوى القطاع، لم يكن العام الدراسي الأول لقطاع التعليم من دون إغلاقات كوفيد هادئا تماما. واجه مقدمو الخدمات التعليمية وأولياء الأمور على حد سواء ضغوطا تتعلق بالتكلفة، في حين أن تعيين وزير جديد للتعليم أثار تساؤلات حول توجهات السياسة التعليمية. ومع ذلك، لا يزال القطاع جاهزا للابتكار والاستثمارات في قطاعات جديدة، وقد شهدنا نموا جيدا في المؤسسات التعليمية البديلة، مثل الجامعات الأهلية.

بدأ العام الدراسي بداية حافلة بالأحداث بعد مغادرة طارق شوقي منصبه كوزير للتعليم وتعيين رضا حجازي خلفا له، والذي كان نائبا لوزير التعليم لشؤون المعلمين، في تعديل وزاري واسع النطاق خلال أغسطس. واجه شوقي معارضة واسعة من المعلمين وأولياء الأمور بسبب إصلاحاته التعليمية الجريئة ونظام التعليم الجديد الذي بدأ في تطبيقه والتي أعتقد الكثيرون أنها كانت إلى حد كبير هي ما نحتاجه. وترك شوقي وراءه علامات استفهام حول مصير برنامجه الطموح للسياسة التعليمية.

قوبلت تعديلات قانون التعليم التي اقترحتها الحكومة في عام 2021 بمعارضة واسعة، ورفضها مجلس النواب في فبراير الماضي، واصفا إياها بـ "غير الدستورية". كانت التعديلات المقترحة تشمل حرمان ولي الأمر من الحصول على الخدمات الحكومية مؤقتا في حال تغيب أبنائه عن الدراسة لفترة محددة دون سبب واضح، إلى جانب فرض غرامة على ولي الأمر تتراوح بين 500 وألف جنيه.

حدث أيضا خلال العام: المشكلة المزمنة التي تكمن في مراكز الدروس الخصوصية: بعد أن أكدت مصلحة الضرائب في نوفمبر 2021 – بعد انتقادات شديدة – أن فرض ضرائب على مراكز الدروس الخصوصية لا يعني تقنينها ، تحدث حجازي في كلمة أمام مجلس النواب هذا العام عن الحاجة إلى تقنين مراكز الدروس الخصوصية، والتي لا تزال جزءا من الاقتصاد غير الرسمي، ولا تخضع لأي لوائح أو إشراف حكومي. وتراجع حجازي الشهر الماضي عن خطط بدء ترخيص مراكز الدروس الخصوصية عقب انتقادات شديدة، إذ أبدى الكثيرون قلقهم من أن مراكز الدروس الخصوصية المرخصة ستحل محل المدارس كمكان رئيسي للتعليم.

كانت هناك أيضا تغييرات في السياسة في التعليم العالي: ألغى المجلس الأعلى للجامعات الخاصة التابع لوزارة التعليم العالي في يونيو الماضي نظام التنسيق للقبول بالجامعات الخاصة والأهلية، بعد أكثر من عام بقليل من بدء العمل به.

كيف كانت طريقة عمل النظام (أو بالأحرى النظام الذي لم يعمل)؟ وزع النظام الطلاب على الجامعات بناء على درجاتهم النهائية متجاوزا الخيارات التي وضعها الطلاب أو الجامعات، ما أقلق الجامعات من أنها قد لا تستقبل الأعداد المستهدفة من الطلاب. ويبدو أن التجربة فشلت، ما دفع الوزارة إلى تغيير عملية القبول واعتماد نظام مشابه لنظام منصة يوكاس في المملكة المتحدة، والتي تعمل كنظام قبول إداري مركزي دون ركن تنظيمي إضافي. يمكنكم قراءة الشرح التفصيلي للنظام من هنا.

كيف يعمل النظام الجديد إذن؟ ستتيح التكنولوجيا الجديدة للطلبة التقديم إلى الجامعة التي يختارونها عبر موقع الجامعة والتي ستكون مسؤولة عن تسجيل الطلب على البوابة. سيكون للبوابة نظاما يسمح للمجلس الأعلى للجامعات الاطلاع على الطلبات في وقت تقديمها وتتبع تقدمها، مما يضمن عملية تقديم تتسم بالشفافية وتحقق توازنا سليما بين المراقبة والمرونة لكلا الجانبين.

ثم كان هناك المزيد من الجامعات الأهلية: بدأت التعديلات التي أدخلت على قانون الجامعات الخاصة والأهلية، والتي قدمتها الحكومة نهاية عام 2020 لتشجيع الجامعات الحكومية على إنشاء جامعات أهلية غير هادفة للربح، تؤتي ثمارها خلال هذا العام، بعد أن صدق مجلس النواب عليها العام الماضي. وقال وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار في وقت سابق إنه يجري التخطيط لإنشاء العديد من الجامعات الأهلية الجديدة في عام 2022، على أن تبدأ الدراسة في 12 جامعة خلال العام الدراسي الحالي. وقال عبد الغفار إن الرسوم الدراسية للجامعات الجديدة ستكون مساوية لتكلفة الخدمة التعليمية. أما بالنسبة للجامعات الأهلية، فإن الشراكة مع الجامعات الحكومية سيمكنها من الحصول على الدعم المالي عن طريق التحويل من فائض الميزانية التشغيلية للجامعات الحكومية.

لماذا لا تهدف للربح؟ لأن هذا يمكن الجامعات الجديدة من المنافسة بشكل مباشر مع نظرائها من الجامعات الخاصة وتقديم أسعار تنافسية. وسيؤدي ظهور جامعات أهلية (إضافية) في قطاع التعليم إلى توسيع نطاق تقديم خيارات تعليمية عالية الجودة واستيعاب أعداد الطلاب المتزايدة باستمرار.

عند النظر خارج القاهرة، نجد أنه يجري إنشاء الجامعات الأهلية الجديدة في عدة محافظات مثل الإسكندرية وأسيوط والمنوفية والإسماعيلية، وذلك بهدف توفير تعليم عالي الجودة خارج المراكز الحضرية. ولا تتوسع المؤسسات غير الربحية في عروض السوق من حيث عروض التعليم عالية الجودة وبأسعار معقولة خارج القاهرة فحسب، إذ أن هناك طلب على البرامج التعليمية الجديدة اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل التي يمكن أن تساعد هذه المؤسسات في تلبيتها.


أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:

  • تقدمت لجنة التعليم في مجلس الشيوخ بمقترح بزيادة عدد ساعات الدراسة إلى 13 ساعة، وذلك لحل مشكلة الدروس الخصوصية.
  • ستفتتح مدرسة أبينجهام البريطانية فرعا جديدا لها في نيو جيزة في 2024، بموجب شراكة مع مؤسسة نيو إيرا إديوكيشن.
  • أجلت وزارة التربية والتعليم امتحانات الثانوية العامة إلى 10 يونيو، بدلا من مايو.
  • فازت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بلقب أكثر الجامعات الصديقة للبيئة في مصر، وفقا لتصنيف جرين ميتريك لجامعات العالم لعام 2022. وجاءت الجامعة الأمريكية بالقاهرة في المركز الـ 134 عالميا، تلتها جامعة القاهرة وجامعة بنها في المركزين الـ 270 و275، من إجمالي 1050 جامعة.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).