الصين تترنح أمام الهند وفيتنام في تصنيع الأيفون + كيف تمتص قطر بنية المونديال التحتية في الاقتصاد؟

هل تحل الهند وفيتنام محل الصين في تصنيع الأيفون؟ يتحول كبار موردي منتجات أبل، من بينهم فوكسكون المعروفة أيضا بهون هاي بريسيجن إندستريز وشركة بيجاترون، تركيزهم لتجميع أجهزة أبل وتعبئتها وتغليفها خارج الصين، إذ يتطلعون إلى تعزيز مرونة سلسلة التوريد العالمية، وفق تقرير من شركة الأبحاث كونتر بوينت ريسيرش نشرته بلومبرج. وجذبت فيتنام وحدها 21 موردا لشركة أبل للعمل هناك، بحسب التقرير، بينما نمت صناعة الهواتف الذكية في الهند بنسبة 16% في الربع الثاني من عام 2022. سهلت أبل الأمور للموردين لتجميع أجهزتها من خلال جعل تصميم منتجاتها أكثر معيارية وقابل للنقل، وفق التقرير. وبهذا المعدل، يتوقع محللو كونتر بوينت ريسيرش أن تنقل شركة هون هاي بريسيجن إندستريز 30% من قدراتها إلى الهند وفيتنام والبرازيل.
واشتبك العاملون بأكبر مصانع شركة فوكسكون لإنتاج هواتف أيفون في الصين مع الشرطة الشهر الماضي بسبب الظروف المتردية التي يعانون منها جراء الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي "كوفيد-19"، مما دفع أبل إلى البدء في تكثيف خططها لنقل بعض عمليات إنتاجها خارج البلاد.
أما وقد انتهى الكرنفال المونديالي، ماذا تفعل قطر بكل البنية التحتية السياحية والعقارية التي لديها؟ مع مغادرة مئات الآلاف من مشجعي كرة القدم لقطر إثر انتهاء مباراة النهائي أمس وفي الأيام التي سبقتها، سيكون على البلاد الاحتفاظ بنحو 300 مليار دولار من استثمارات البنية التحتية العقارية والسياحية التي نفذتها الحكومة على مدار السنوات الماضية استعدادا للتنظيم، حسبما ينقل تقرير بلومبرج عن مستثمرين ولاعبين في القطاعات المشاركة. هذه القطاعات وسعت من قدراتها خلال كأس العالم بما يتجاوز الطلب الحالي بعد انقضائه، وربما تكون بحاجة إلى مساعدة الحكومة من أجل استيعاب هذا النمو الضخم في اقتصاد البلاد بشكل طبيعي. يقول مدير الاستثمار في شركة قطر للتأمين إن "القدرات المنشأة خصيصا من أجل هذا الحدث الضخم تحتاج بعض الوقت لاستيعابها، وربما يؤدي هذا إلى تباطؤ أو حتى كساد اقتصادي". يشير التقرير كذلك إلى تأجيل افتتاح العديد من المشاريع بسبب تأخر تسليمها في مواعيدها المحددة قبل البطولة، وذلك عطفا على مشاكل سلسلة التوريد والأحوال الاقتصادية العالمية. ومن المتوقع أن تحقق الفنادق الجديدة إيرادات بنحو 15% من تكاليف بنائها بفرض امتلاء غرفها خلال البطولة، وهو ما ينقله التقرير عن أحد اللاعبين في قطاع الفندقة.
عدد سكان قطر سينخفض في عام 2023، مع رحيل العديد من العاملين في المشروعات المتعلقة بكأس العالم. وكشف تعداد عام 2020 أن ما يقرب من نصف السكان من العمال ذوي الأجور المنخفضة الذين يعيشون في معسكرات. وتتوقع قطر أن تستقبل المزيد من السائحين في السنوات القادمة، إذ تستهدف 6 ملايين زائر بحلول عام 2030، أي نحو ثلاثة أضعاف عدد الزوار في عام 2019. يذكر أن قطر افتتحت ما بين 14-15 ألف غرفة فندقية جديدة في الأشهر القليلة التي سبقت افتتاح المونديال، بينما لم تتجاوز معدلات الإشغال 60% قبل الافتتاح.