روتيني الصباحي: ريم صافي الرئيسة التنفيذية للصافي جروب
ريم صافي الرئيسة التنفيذية لمجموعة شركات الصافي: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع ريم صافي (لينكد إن) الرئيسة التنفيذية للصافي جروب.
اسمي ريم صافي، أبلغ من العمر 29 عاما ولا أزال أحاول العثور على طريقي. أنا الرئيسة التنفيذي لمجموعة شركات الصافي، أشعر بالفخر كثيرا بهذا الصرح الذي أسسه والدي، والذي أعمل على إدارته مع إخوتي. مهمتي تقتضي الحفاظ على سير كل الأعمال كما ينبغي لها، وهو عمل لا ينتهي أبدا بالنظر إلى أنها شركة عائلية. كل يوم حين أعود إلى المنزل، أجد والدي بانتظاري لمعرفة ما جرى في الشركة خلال النهار. أحمل على عاتقي مسؤولية الحفاظ على ما بناه أبي، وهو شيء ضخم بالفعل ويصعب المهمة المنوطة بي، وهي محاولة تطويره.
والدي أسس الشركة منذ 38 عاما بالتعاون مع مع شخصين آخرين. كان أبي من أوائل الذين فكروا أن جلب المنتجات الصينية إلى مصر سيكون فكرة جيدة ويمكن أن يحدث نقلة في مجال التكنولوجيا. بعدها بدأت الأمور في التسارع، دخل مجال الهاتف المحمول، وبعد أربع أو خمس سنوات كان أحد الموزعين الرئيسيين لشركة أورنج (موبينيل وقتها)، ولم يتوقف أبدا عن التوسع. عقدنا اتفاقيات مع شركات مثل شاومي وآبل، ثم أطلقنا سلسلة متاجر البيع بالتجزئة، ومن هناك وصلنا إلى تأسيس ذراع التوزيع الخاص بنا.
مع دخول الجيل الثاني من العائلة إلى الصورة، بدأنا تنمية أعمال الشركة في اتجاه مختلف، والآن لدينا أكثر من 360 متجرا للبيع. ركزنا على تنمية أعمالنا في مجال التكنولوجيا، لكننا توسعنا في خطوط أعمال مختلفة تشمل العقارات والمواد الغذائية، واقتحمنا قطاع السيارات مؤخرا.
تركيزنا الأساسي ينصب في الوقت الحالي على الصناعة والمصانع، لأننا نريد المزيد من المنتجات المصنوعة في مصر. هذا العام كان مليئا بالتحديات لأن عملنا يعتمد بشكل أساسي على الاستيراد، لذلك نحاول تغيير ذلك.
روتيني الصباحي الآن يختلف تماما عما كان عليه منذ خمس سنوات. اعتدت ممارسة الرياضة كل يوم على مدى ثماني سنوات، وكنت ملتزمة بمغادرة العمل في موعد محدد، لكن كل هذا صار من الماضي. لم يعد لدي روتين معين في الصباح لأن مسؤولياتي زادت مع نمو الشركة. في الوقت الحالي أستيقظ من النوم فأضع ما تيسر من ملابسي ثم أغادر إلى العمل، ولا أرحل إلا في وقت متأخر للغاية. كان بودي أن أخبر الجميع أن لدي روتينا يعطيني دفعة إيجابية كل صباح، إلا أن الظروف الحالية للمجموعة تتطلب أن أبذل قصارى جهدي في العمل، حتى أني أحيانا ما أنسى تناول الطعام. هذا العام أبذل كل ما عندي للعمل، لكني لا أقول إن هذا هو الطريق الصحيح. أملي فقط أن يكون هناك روتين أفضل في العام المقبل، فهذا العام لم يكن لدي أي وقت لنفسي نهائيا.
كل يوم يمكن وصفه بأنه غير اعتيادي بالنسبة لي: في العادة أعود إلى المنزل قرابة الساعة 11 مساء، وأصل إلى العمل في 9:30 صباح اليوم التالي. لكنني سعيدة ولا أشكو، كل شيء على ما يرام، لأنه طوال يوم العمل غير الاعتيادي هذا كما أسميه، أجد أنني محاطة بأشخاص رائعين أعتبرهم عائلتي.
الثابت الوحيد هو المواظبة على الصلاة، وهو أمر قد يكون صعبا في بعض الأحيان، لكنه الشيء الوحيد الذي ألتزم به فعلا.
لست هذا الشخص شديد التركيز والتنظيم دوما، وأحيانا تكون بعض الأيام أفضل من غيرها. لا يمكنك أن تركز وتكون منظما تماما طوال الوقت.
عندما بدأت العمل لأول مرة كنت شابة دون خبرة في سوق العمل، لذا كنت أريد أن يكون كل شيء شديد الإتقان، لكنني سرعان ما أدركت أن هذا يستنزف الكثير من الطاقة، لذا توقفت، وتقبلت فكرة أن يكون يومي سيئا. لا حرج في ألا تكون قادرا على بذل كل ما لديك من حين لآخر.
أدركنا هذا العام أنه من المفترض تصنيع المزيد من المنتجات في مصر. بدأ الناس يدركون أننا بحاجة إلى زيادة عدد المصانع، وأعتقد أن هذه هي الخطوة التالية بالنسبة لي على الصعيد المهني. أحاول في الوقت نفسه تعلم أفضل طريقة لفعل هذا، لأنه لم يكن على جدول أعمالنا أبدا كمجموعة الصافي. نقتحم أيضا قطاع التكنولوجيا المالية.
مقدار التوازن بين العمل والحياة لدي الآن صفر على عشرة، لكن لا يوجد ما يسمى "الحياة المثالية". يقال إننا بحاجة إلى الموازنة بين الحياة والعمل وألا نظل في مكاتبنا بعد السابعة مساء، وهي أشياء تبدو صحيحة حين تقولها، لكن ليس دائما على أرض الواقع. كل الرؤساء التنفيذيين الذين أعرفهم، وكل الأشخاص الذين صنعوا الفارق ولديهم قصة نجاح، لا يغادرون مكاتبهم بحلول السابعة مساء أبدا، وليس لديهم توازن بين العمل والحياة. لا أقول إن هذا هو الشيء الصحيح، ولكنه الواقع، وكلنا نحاول شق طريق ما في مجال ما وسط المئات ممن هم أفضل منك أو في نفس مستواك. في نهاية المطاف، عليك أن تتخلى عن شيء ما للحصول على شيء آخر في المقابل.
رغم كل هذا، استطعت هذا العام اقتناص بعض الوقت لزيارة مركز للتخلص من السموم لمدة أسبوع. أخذت إجازة لمدة أسبوع لأنني كنت منهكة تماما. كانت تجربة رائعة، وأتاحت لي قضاء بعض الوقت بمفردي والتفكير في كل شيء في حياتي. كانت تجربة غيرت حياتي، وعدت منها بمنظور جديد للأشياء. نادرا ما أجد وقتا لنفسي، لذلك لم أسمح لشيء أن يعكر صفو إجازتي، فأغلقت هاتفي ولم أتحدث مع أحد.
الكتب التي أستمتع بقراءتها أكثر تدور حول علم النفس. تخصصت في الهندسة، ثم حصلت على الماجستير في علم النفس. نصحني أحدهم مؤخرا بكتاب أشعر بسعادة غامرة لمجرد أنه موجود، وأظن أن على الجميع قراءته: The Subtle Art of Not Giving a F*ck. أعتقد أنني قرأته أكثر من مرتين حتى الآن.
أحب مشاهدة المسلسلات التلفزيونية التي تدفعني إلى الضحك. أميل إلى الأفلام الكوميدية الساذجة، لأن يومي يكون مزدحما للغاية، لذا أرغب في أن يتضمن اليوم شيئا بسيطا.
جدي الذي رباني قدم لي أفضل نصيحة على الإطلاق. أفضل نصيحة قدمها لي هي أن أكون دائما صادقة مع نفسي، وألا أكون شيئا آخر سوى نفسي أبدا.