الرجوع للعدد الكامل
الأربعاء, 14 ديسمبر 2022

رحلة مع لون العام في 2023: الڤيڤا ماجينتا

جريء، وينبض بالفطنة والإحاطة والتمكين: هذه هي الطريقة التي وصف بها معهد بانتون لون "ڤيڤا ماجينتا"، الذي حصل على لقب لون العام 2023. وتعد هذه الدرجة اللونية التي تمزج بين الوردي والأرجواني والأحمر "انعكاسا غير تقليدي لفترة زمنية غير تقليدية أيضا"، وهو نتاج برنامج ذكاء اصطناعي يتغذى على بيانات الألوان التي يوفرها معهد بانتون. يشير نائب رئيس المعهد لوري بريسمان إلى أن هذا اللون "يعكس حالة الثقافة العالمية في لحظة معينة من الزمن، ويمكن من خلاله تمثيل ما يبحث عنه المجتمع والتعبير عنه".

لون اصطناعي 100%: اللون القرمزي (الماجينتا) ليس موجودا في الواقع، بل يتكون من تفاعل عقولنا مع تلاشي الأحمر والأرجواني في الطبيعة. لذلك في حالة الڤيڤا ماجينتا، لجأ المعهد إلى الذكاء الاصطناعي بعد عجز الخبراء من البشر عن الوصول إلى الانعكاس المناسب. لكن لماذا يعتبر هذا اللون كسرا للسائد؟ يشير الفنان ومؤلف كتاب الكروموفوبيا (رهاب الألوان) ديفيد باتشلور، إلى أن الحضارة الغربية لديها تاريخ طويل مع النفور من الألوان الزاهية، والتي لطالما اعتُبرت بدائية أو طفولية، وربما خطيرة خلال أوقات الركود، بحسب تقرير بيزنس إنسايدر. شركة آبل استوعبت كل هذا منذ البداية، ولذلك نجد خطوط منتجاتها تحمل ألوانا معينة مع لمسة معدنية وانحناءات هادئة، وهو ما كان الشاعر الألماني الكبير جوته ليثني عليه بشدة، فقد كتب في نظرية الألوان، ورأى أن الدرجات الفاتحة والزاهية مخصصة للأطفال والحيوانات، بينما الدرجات الصامتة تناسب البالغين.

علم نفس الألوان: الألوان قادرة على ربط العواطف بالسلوك البشري، وهو ما توصل إليه جوته في كتابه نظرية الألوان، حين ربط الطريقة التي يمكن أن يؤثر بها أي لون على المشاعر البشرية والسلوكيات والسمات الشخصية وطريقة التعبير عنها. الأحمر عند جوته مثلا جميل وعقلاني ومحفز للإبداع، بينما الأخضر فعال وفكري وحسي. بعد ذلك جاء عالم النفس روبرت بلوتشك بعجلة العواطف، التي تربط بين تطور قوة المشاعر وكثافة درجة اللون. فالأزرق السماوي الفاتح مثلا يشير إلى الحزن، بينما الأزرق الداكن مؤشر على الهم والغم.

لكن، هل يمكن أن يستحوذ لون بعينه على المزاج العام؟ لو نظرنا إلى لون ڤيڤا ماجينتا، نجد أن درجاته التي تمزج الوردي بالأرجواني تثير حالة من الأهمية والمرح والتمرد بوضوح لا يمكن تجنبه. اللون الذي أفسح مكانا ما بين الأزرق والأحمر هو هجين قوي للغاية. وتتساءل نيويورك تايمز هل هو وسيط بين اللونين أم باعث على التفاؤل سياسيا؟ هل يشير اسم "ڤيڤا ماجينتا"، أو العرض المؤثر الذي صاحب الكشف عنه "ماجينتافيرس" إلى عالم الميتافيرس الذي يعمل مارك زوكربيرج على إنشائه؟ أو هل نبحث عن أوجه التشابه بين ظهور ماجينتا، على اسم معركة ماجينتا في 1859 عندما ارتدى الناس اللون لدعم إيطاليا في معركتها لنيل الاستقلال وبين ظهور ڤيڤا ماجينتا في عام شهد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية؟

ماذا عن إمكانيات البيع؟ ڤيڤا ماجينتا لا يعبر عن مجرد رغبة عالمية (قد تكون معممة) في التمرد وإحداث اضطراب، لكن هناك إمكانات أيضا لبيع المنتجات التي تحمل هذا اللون. وجدت دراسة بعنوان "تأثير اللون على التسويق" صدرت عام 2006 أن 90% من قرارات المستهلكين المتعلقة بالمنتجات تعتمد على اللون وحده. وتوافق هذه النتائج ما قاله الطبيب النفسي كارل يونج إن "الألوان هي اللغة الأم للعقل الباطن". وقد ثبت أن الألوان التي تنتمي لدرجات الأحمر تحفز حالة من الاندفاع في الشراء. وليس مفاجئا أن الفريق الذي يعمل وراء لون بانتون للعام، لوري بريسمان وليترس أيزمان، درسا علم نفس الألوان.

العلامات التجارية التي اعتمدت اللون: اعتمدت علامتان تجاريتان لون ڤيڤا ماجينتا في منتجاتهما (موتورولا وكاريوما) ومجموعة من المنتجات الأخرى (أكواب وميداليات مفاتيح وبطاقات بريدية)، واختيار ڤيڤا ماجينتا له علاقة واضحة بقدرته على التأثير في استراتيجيات التسويق والترويج للمنتجات عالميا، كما هو الحال مع تأسيس فكرة لون العام. لو نظرت بعناية سترى القدرة التي يتمتع بها اللون للبيع. على صفحات التصميم الداخلي على إنستجرام، يبرز ڤيڤا ماجينتا ساطعا وحيويا في مقابل الرواج الحالي لطلاء الحائط " Elephant's Breath" ذي اللون الرمادي الفاتح الدافئ الذي أنتجته شركة فارو آند بول والذي يعرف أيضا بـ "جريج" ( لون بين البيج والرمادي). ورغم أن جريج "لون ذو طابع مريح وهادئ"، كما يصفه الفنان ديفيد باتشلور في تقرير الجارديان، إلا أن الحيوية التي يتمتع بها ڤيڤا ماجينتا لا يمكن تجنبها وتتمتع بقدرة على خطف الأنظار وقدرة على البيع. تسلط نيويورك تايمز على زري "المتابعة" و"التحميل" على تيك توك وكلاهما بلون ڤيڤا ماجينتا، بينما جرى رصد مشاهير مثل لويس هاملتون وكيت ميدلتون وهاري ستايلز يرتدون اللون.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).