انسوا أمر الشهادة الجامعية وابدأوا العمل فورا + هل يعود موظفو الموارد البشرية للتركيز على الأساسيات؟
                    لم تتخرج في الجامعة؟ لا يهم، أهلا بك في الشركة: تتجه كثير من المصانع والشركات الأمريكية إلى تخفيف اشتراطاتها لتوظيف العمال الجدد، خصوصا مع معاناة سوق العمل واقتراب موسم إجازات عيد الميلاد المزدحم بالطلبات دوما، وفق وول ستريت جورنال. أصحاب العمل تخلوا بالفعل عن متطلبات مثل الشهادة الجامعية، وبعضهم يقبل العمال الجدد دون مقابلات شخصية، مع التعيين خلال فترات لا تتجاوز 24 ساعة من وصول طلب العمل في قطاعات مثل التخزين والتجزئة. ارتفاع الطلب على العمال من ذوي الياقات الزرقاء يقابله كساد لدى ذوي الياقات البيضاء، أو موظفي المكاتب، الذين تعصف بهم موجات من التسريح ضربت شركات عملاقة مثل أمازون وتويتر وميتا وغيرها.
الطلب على الموظفين أعلى بكثير من الباحثين عن عمل: سجلت الولايات المتحدة 10.3 مليون وظيفة شاغرة في أكتوبر الماضي، وهو رقم أعلى بكثير من عدد العاطلين الذي لم يتجاوز 6.1 مليون شخص، مما دفع الشركات إلى البحث عن طرق مختلفة لجذب دماء جديدة إليها، بعد فشل الأساليب التقليدية مثل زيادة الرواتب والمكافآت وحزم المزايا في إنجاز المهمة.
هل ينبغي أن يركز موظفو الموارد البشرية على الأساسيات مجددا؟ أصبحت المهام الأساسية لأقسام الموارد البشرية المتمثلة في توظيف الأفراد والاحتفاظ بهم أكثر تعقيدا على نحو متزايد خلال الأعوام الأخيرة مع تفشي الجائحة وزيادة معدلات الاستقالة الصامتة ووجود جيل أصغر سنا بتوقعات أكبر فيما يتعلق بالإدارة، وفقا لفايننشال تايمز. وفي ظل الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم الآن، ما بين العمل الهجين والتسريحات من العمل وضغوطات الرواتب من عمالة تكافح مع التضخم المتصاعد، يواجه موظفو الموارد البشرية صعوبات في أداء مهام عملهم ويعانون من الاحتراق المهني. كما أن موظفي الموارد البشرية من بين أول من جرى تسريحهم من شركات التكنولوجيا الكبرى بما في ذلك أمازون.
وضمن جهود توظيف الأفراد والاحتفاظ بهم، ركزت أقسام الموارد البشرية على الامتيازات لتعزيز مشاركة الموظفين. استثمر قادة الموارد البشرية في إنشاء نوادي كتب وإقامة دروس يوجا وسط مساعي جاهدة لجعل أماكن العمل تشبه مقرات جوجل، كل ذلك من أجل تعزيز راحة وسعادة الموظفين ورفع معنوياتهم. ولكن هل ذهبت هذه الجهود سدى؟ رغم كل هذه المحاولات، إلا أن نسبة الموظفين الذين يعتقدون أن شركتهم تهتم براحتهم وسعادتهم انخفضت إلى ما دون مستويات ما قبل الجائحة، وفق مؤسسة جالوب.
نهج العودة إلى الأساسيات: يهتم معظم الموظفين بالأساسيات والتي تتمثل في الحصول على تعويضات مناسبة وكافية عن عملهم، وأن تلقى مقترحاتهم وتظلماتهم آذانا صاغية، وأن يحظوا بالثقة للعمل بمرونة وتلقي الدعم اللازم خلال أوقات الأزمات، إلى جانب فرص التقدم في مسيرتهم المهنية. ويمكن تعيين فرد إضافي في الفريق للمساعدة في أعباء العمل وللتعامل بصورة أفضل مع شعور الموظفين بالاحتراق المهني بدلا من دروس اليوجا، وفق الصحيفة. وبالنظر إلى أن الموظفين يشكون باستمرار من عدم حصولهم على الدعم الكافي من مديريهم، فإن تدريب المديرين ليكونوا قادة أفضل قد يؤدي أيضا إلى تحويل جزء من هذا العبء من موظفي الموارد البشرية إلى المديرين الذين لديهم فهم أكبر لما هو أفضل لموظفيهم.