الرجوع للعدد الكامل
الخميس, 8 ديسمبر 2022

لماذا الهيدروجين الأخضر يعد فرصة هذا العقد في مجال الطاقة + وكيف سيمكن برنامج "نوفي" مصر من جني ثمار الاستدامة

تسليط الضوء على اثنتين من أكبر الفرص التي خرجنا بها من قمة المناخ COP27 – الهيدروجين الأخضر و "نوفي": بدأ منتدى كلايمت X من إنتربرايز في نسخته الأولى في وقت سابق من هذا الأسبوع بجلسة نقاش حول الهيدروجين الأخضر وبرنامج "نوفي" الحكومي الرائد للمياه والغذاء والطاقة. وتناولت الجلسة بمزيد من التفصيل كيفية تبلور بعض أكبر الاتفاقيات التي وقعت خلال قمة COP27 في الأعوام القادمة والتي تضمنت عددا من أكبر اللاعبين في صناعات الهيدروجين العالمية والمحلية، بالإضافة إلى أحد أبطال "نوفي"، كما ناقشت ما يتعين القيام به من أجل النهوض بصناعة الهيدروجين والطاقة المتجددة خلال العقد المقبل، والتأثير المحتمل لبرنامج "نوفي" على التحول الأخضر في مصر وتحقيق الاستدامة.

الانضمام إلينا في جلسة النقاش:

  • جورجو تشاتزيماركاكيس، الرئيس التنفيذي لشركة هيدروجين أوروبا
  • خالد حمزة، مدير مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر
  • خالد نجيب، الرئيس التنفيذي لشركة هيدروجين مصر

وقعت مصر عددا من الاتفاقيات الإطارية بقيمة 85 مليار دولار لمشاريع الهيدروجين الأخضر خلال مؤتمر COP27، والتي ستحتاج إلى حوالي 40 جيجاوات من الطاقة الخضراء لتشغيلها. كما حصلت مصر على نحو 10.3 مليار دولار لتمويل برنامج "نوفي"، والذي يهدف لتنفيذ مشاريع بقيمة 15 مليار دولار لدعم التحول الأخضر في البلاد، بما في ذلك مشروع طاقة بقيمة 10 مليارات دولار وثمانية مشاريع للأمن الغذائي والزراعة والري والمياه.

كان هذان اثنتين من أكبر إنجازاتنا خلال COP27 – وذلك إلى جانب النجاح في التوصل على مستوى الدول المشاركة في القمة إلى اتفاقية تاريخية لإنشاء صندوق الخسائر والأضرار. تلك الاتفاقيات هي التي سمحت لنا بمتابعة التزامنا بالانتقال من "التعهدات" إلى "التنفيذ"، كما ساعدت القمة في الحصول على لقب "قمة الهيدروجين" من تشاتزيماركاكيس، وساعدت في الحصول على العديد من الإشادة من خبراء المناخ ببرنامج "نوفي" باعتباره نموذجا رائدا لجذب الاستثمارات إلى مشاريع المناخ في الأسواق الناشئة. ولكن كيف يمكننا التأكد من أنه يمكننا المضي قدما – وأن مذكرات التفاهم التي وقعناها سترى النور بالفعل؟

أبرز ما جاء في جلسة النقاش

استغلال الفرص عالميا –

يعتقد اللاعبون الدوليون الرئيسيون أن مصر ستبرز كأحد المراكز الرئيسية لاقتصاد الهيدروجين العالمي، كما يمكن أن تتفوق على اللاعبين الكبار الآخرين بما في ذلك المملكة العربية السعودية وناميبيا وتشيلي.

ما هو الهيدروجين، على أي حال؟ يعتقد تشاتزيماركاكيس ونجيب أنه وقود المستقبل، لا سيما أن أوروبا بدأت في تبني الاتجاه لشراء ملايين الأطنان سنويا لصناعة الوقود وتوليد الطاقة.

حسنا، لكن ماذا يمكنك أن تفعل به؟ مع مرور الوقت، ستستخدمه في أي شيء يمكنك فعله باستخدام الوقود الأحفوري. سيمكنك استخدام الهيدروجين و"الجزيئات الحاملة" المشتقة مثل الأمونيا والميثانول لتشغيل السفن والسيارات، وتشغيل مصانع الصلب وغيرها من المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة، وربما حتى تشغيل الطائرات.

حسنا، لكن ماذا يمكنك أن تفعل به الآن؟ لا تزال التكنولوجيا في مرحلة النضج، لكن صناعة الصلب السويدية بدأت بالفعل الانتقال إلى الهيدروجين – ويقود تشاتزيماركاكيس سيارته للذهاب للعمل كل يوم في سيارة تعمل بالهيدروجين خالية من انبعاثات الكربون. كما أنه يحصل على ذلك الوقود لسيارته من خلال شبكة متنامية من محطات وقود الهيدروجين.

فهل يحل الهيدروجين محل الكهرباء؟ لا. عندما يكون ذلك ممكنا، تفوز الكهرباء المباشرة بنسبة 100% فقط من حيث الوقت. لكن الحقيقة هي أن الكهرباء تمثل 20% فقط من استخدامنا العالمي للطاقة. ونظرا لكون البطاريات كبيرة الحجم، ويصعب تصنيعها والتخلص منها، وعمرها الافتراضي محدود، يكون الهيدروجين جزءا مهما من مزيج الطاقة في المستقبل.

كيف يمكننا أن نصدر الهيدروجين؟ يتوقع تشاتزيماركاكيس أننا سنبيع الأمونيا والميثانول إلى أوروبا ونرسل تلك الشحنات إلى هناك عن طريق السفن في المراحل الأولى، ولكنه يريد في النهاية أن يرى خط أنابيب يربط مصر باليونان وتريست في إيطاليا. ويقول إن خط الأنابيب هذا يمكن أن يتعامل مع الهيدروجين النقي أو ناقل شبيه بالزيت يسمى "إل أو إتش سي".

لماذا مصر إذا؟ سنتحدث حول ذلك أدناه، ولكن تعد مصر بالأساس من أكثر الأماكن ذات الأسعار المعقولة في العالم لتحقيق ذلك – ونحن قريبون جدا من أوروبا المتعطشة للهيدروجين.

حول "نوفي"-

تشهد مصر إنتاج – وتصدير – كمية هائلة من مصادر الطاقة المتجددة على مدى العقد المقبل: تشير نتائج استراتيجية الهيدروجين الخاصة بمصر إلى أنه سنكون قادرين على تصدير ما بين 3-5 مليون طن من الأمونيا سنويا، الأمر الذي سيتطلب توليد 40 جيجاوات من الطاقة المتجددة، وفقا لما قاله حمزة. وأضاف أنه لتحقيق ذلك، نحتاج أيضا إلى تطوير وتوسيع الشبكة الوطنية لاستيعاب تلك الطاقة، والتي تتطلب استثمارات بنحو 2-3 مليار دولار. ولوضع ذلك في السياق، كان إجمالي الطاقة المتجددة لدى مصر 3.4 جيجاوات بنهاية العام الماضي.

ما مدى قربنا من رؤية "نوفي" يتحول إلى حقيقة؟ قال حمزة إنه من المتوقع تنفيذ البرنامج على مدى خمس أو ست سنوات. وقال أيضا: "لقد تمكنا من جمع 10.3 مليار دولار في ثلاثة أشهر فقط"، مضيفا أن هذا مجرد مؤشر على ما يمكن أن يحققه البرنامج. وقال "بينما نعمل على التنفيذ، وتشكيل لجنة توجيهية للمانحين، وتحديد المشاريع مع الحكومة، وتوقيعها في بداية العام المقبل، أعتقد أن هذا سيحدث".

حول الهيدروجين –

هل نحن الآن في عقد الهيدروجين؟ "العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كان عقد الرياح، والعقد الثاني كان عقد الطاقة الشمسية، والعقد الحالي سيكون عقد الهيدروجين،" حسبما قال تشاتزيماركاكيس خلال الجلسة، مشددا على أنه على الرغم من كونها تقنية ناشئة، فإن للطاقة النظيفة إمكانات هائلة لصناعة المناخ.

مصر مؤهلة لأن تصبح مركزا عالميا للهيدروجين: قال تشاتزيماركاكيس: "سنرى مصر وهي تصبح مركزا للهيدروجين". وأضاف: "مصر على مفترق طرق ولديها أكبر الفرص. إنها شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي بجانب ناميبيا، لكن ناميبيا بعيدة". وأوضح أن قرب مصر من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، فضلا عن التكاليف المنخفضة لإنتاج الطاقة المتجددة (والتي تمثل 60% من تكلفة إنتاج الهيدروجين)، يمنحها هذه الميزة التنافسية.

هناك سوقا ضخمة للهيدروجين: تهدف أوروبا لاستيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين سنويا بحلول عام 2030 – وهذه مجرد سوق تصدير محتملة واحدة لمصر، حسبما قال تشاتزيماركاكيس. وأضاف "ثم هناك الفرص الأقرب: الصناعات الكيماوية التي تستخدم الهيدروجين بالفعل".

لكننا بحاجة إلى التوسع في البنية التحتية – وبسرعة: يمكن أن تسمح مشاريع مثل خط الأنابيب بين مصر واليونان لمصر بأن تصبح المحرك الأول في الصناعة وجذب الاستثمارات، على حد قوله. وأضاف: "هذا هو المشروع الذي نحتاج إلى متابعته والمسارعة به". ومن المتوقع حاليا البدء في تشغيل خط الأنابيب في عام 2024 أو 2025.

نحن بحاجة أيضا إلى توفير بيئة السياسة المناسبة: يجب إلغاء دعم الوقود إذا أردنا أن يكون الهيدروجين قادرا على المنافسة، كما قال حمزة، الذي يرأس مكون الطاقة في "نوفي". وقال "تحتاج إلى دعم للهيدروجين مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح" لجعله في البداية جذابا من حيث التكلفة للصناعة. وأضاف: "لا يمكنك التنافس مع صناعة راسخة مدعومة أيضا، لذا عليك سحب هذا الدعم بمرور الوقت"، قائلا إنه يتوقع أن يحدث الإلغاء التدريجي في نهاية المطاف.

هناك عدة طرق لإنتاج الهيدروجين الأخضر – وهذا يتيح المزيد من الفرص "لاقتصاد الهيدروجين" المحتمل، وفقا لما قاله تشاتزيماركاكيس. وإحدى تلك الطرق هي من خلال التحليل الكهربائي – حيث يتم فصل الهيدروجين والأكسجين عن الماء عبر تيار كهربائي – والأخرى هي الانحلال الحراري، الذي ينتج ما يسمى بدقة أكبر "الهيدروجين الفيروزي" – لأنه يقع بين الهيدروجين الأخضر والأزرق. ويستخدم الانحلال الحراري الميثان الحيوي كمادة وسيطة لإنتاج الهيدروجين والكربون كمخرجات، لكن الكربون يخرج في صورة صلبة، مما يعني أنه يمكن استخدامه في تطبيقات مثل تحسين التربة والتصنيع.

يعني اقتصاد الهيدروجين أيضا فرصا للصناعة: قال حمزة: "هناك الكثير من التصنيع الذي يمكن أن يحدث في هذا القطاع، لأن لديك حجم كبير". وأضاف: "عندما تتحدث عن 30-40 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة المطلوبة على مدى السنوات العشر القادمة، فهذا قدر هائل من الاستثمارات المطلوبة، وسوف تزحم الموانئ لديك، وتستخدم منظومة النقل الخاصة بك؛ كل ذلك يحتاج إلى التوسع لتلبية ذلك". وأشار حمزة أيضا إلى أن توطين صناعة مكونات محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية يمكن أن يكون أمرا محوريا.

اتفاقية شراكة بين "هيدروجين مصر" و"هيدروجين أوروبا"

وقعت شركتا "هيدروجين مصر" و"هيدروجين أوروبا" اتفاقية خلال منتدى كلايمت X للتعاون في التشغيل التجريبي لمشاريع الهيدروجين صغيرة الحجم في جميع أنحاء مصر. وقال نجيب خلال المنتدى إن الشركتين ستعملان على طرح مشاريع على وزارتي البترول والنقل في مختلف المجالات كالتحول في تشغيل التوك توك إلى البدائل التي تعمل بالطاقة المائية، إلى استخدام الطاقة الأخضر في صناعة الصلب.

"كل هيئة في مصر لديها وحدة هيدروجين وهم يفكرون في خطط لتطوير الهيدروجين"، وفقا لما قاله نجيب. وأضاف أن الاتفاقية ستساعد الشركتين في جذب الفرص المتاحة في القطاعين العام والخاص في مصر إلى المشترين الأوروبيين لدعم هذه الخطط – في ما وصفه تشاتزيماركاكيس بـ "التوفيق" بين الشركات الأوروبية والمصرية في القطاع.

** نود أن نشكر أصدقائنا في كل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبنك إتش إس بي سي، وبنك المشرق، وبنك التجاري وفا، واتصالات من “e&”، وحسن علام للمرافق، وإنفينيتي، فبدونهم لم يكن هذا الحدث ممكنا.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).