دراما اختيار الخليفة المحتمل في الشركات العائلية
اختيار خليفتك من القرارات الصعبة عاطفيا التي يجب أن يتخذها من هم على رأس الشركات العائلية، وفقا لما تذكره فايننشال تايمز. يفضل المستثمرون الشركات العائلية التي ثبت بصورة عامة أنها أكثر ربحية وتركيزا على الخطط بعيدة المدى من تلك التي يديرها رؤساء تنفيذيون معينون. ولكن ثمة عيب كبير يدور حول هوية الخليفة المحتمل. مع تقدم مؤسسي الشركات في العمر، ينبغي أن يفكروا إما في بيع الشركة أو تركها لوريث، وأن يقرروا إذا ما كان عليهم اختيار هذا الوريث خليفة لهم في منصب الرئيس التنفيذي.
ربما ندم رئيس شركة تايسون فودز على تعيين نجله بالشركة: عينت تايسون فودز، أكبر شركة لتعليب اللحوم في الولايات المتحدة، جون تايسون البالغ من العمر 32 عاما ونجل رئيس الشركة جون تايسون (الأب) في منصب المدير المالي. يخضع جون تايسون (الابن) حاليا لمراجعة للسلوك من جانب مجلس إدارة الشركة بعد إلقاء القبض عليه على خلفية تهم “السكر العلني” والتعدي على ممتلكات الغير، ما أثار مخاوف بشأن مدى ملائمته للمنصب الذي يضطلع به. وتعين تايسون فودز عادة “أشخاصا في منصب المدير المالي يتمتعون بخبرة تتعدى 20 عاما في المجال المالي، ولكن ذلك التعيين (جون تايسون الابن) كان عكس ذلك”، وفقا لما قاله محلل ببنك كريدي سويس خلال إعلان نتائج الأعمال الأخيرة للشركة. ودافع الرئيس التنفيذي للشركة دوني كينج خلال إعلان النتائج عن قرار التعيين قائلا “لا تنسوا أنه منخرط في هذا العمل بصورة أساسية طيلة حياته”.
بعض أصحاب الشركات يفضلون اتباع نهج “مردوخ”، مشجعين على أن يكون هناك “مبارزة عائلية” لتحديد الخليفة المحتمل، وفقا لفايننشال تايمز. أجل روبرت مردوخ، رئيس شركة نيوز كوربوريشن وشبكة فوكس نيوز والبالغ 91 عاما، اختيار خليفته لإمبراطوريته الإعلامية من بين أبنائه الستة، في خطوة أدت إلى صراع داخلي كبير وتدخل من المعالج النفسي للعائلة، وفقا لنيويورك تايمز. تقلب مردوخ بين نجليه لاكلان وجيمس لسنوات، مما أثار تكهنات واسعة حول من سيخلفه، حتى تراجعت فرص جيمس بسبب تورطه في فضيحة التنصت التي تورطت بها صحيفة بريطانية. وألهمت الدراما الحقيقية صناع مسلسل Succession الذي أنتجته إتش بي أو.
الملياردير برنار أرنو يحاول إعداد أبنائه للمعركة: لدى أرنو، وهو ثاني أغنى رجل في العالم، خمسة أبناء يعملون جميعا في مؤسسة إل في إم إتش. وسبق أن أجل الملياردير الفرنسي البالغ 73 عاما سن تقاعده حتى 80 عاما، مما يمنحه المزيد من الوقت لاختيار خليفته من بينهم، وفق موقع فورتشن.
“الدم ممكن يبقى مياه” في ريد بل: قبل وفاته، قرر ديتريش ماتيشيتز المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة مشروبات الطاقة الأكثر شهرة، بالتشاور مع ابنه مارك، تعيين ثلاثة مديرين تنفيذيين من خارج العائلة في حالة وفاة الأب، بحسب رويترز. وفي بيان بعد رحيل والده في أكتوبر الماضي، قال مارك الذي ورث حصة أبيه البالغة 49% في الشركة: “لا أعتقد أنه من الصحيح أن تكون موظفا ومساهما في نفس الشركة، لذا سأركز على دوري كمساهم”. وتوصلت دراسة دنماركية إلى أن نتائج الشركات تتراجع في حالة الخلافة الأسرية مقارنة بتعيين مدراء من الخارج، وفقا لفايننشال تايمز.
ما فعلته ريد بل يذكرنا بأن مالكي الشركات ليسوا مضطرين لأن يكونوا مديريها. ففي حالة توريثهم حصص أغلبية، يمكن لأفراد العائلة الاحتفاظ بالقدرة على التأثير في قرارات الشركة. ريد بل ليست المثال الوحيد، فشركة إنديتكس الإسبانية العملاقة قررت تعيين مارتا أورتيجا بيريز ابنة المؤسس رئيسة لها العام الماضي، مع وجود رئيس تنفيذي يتولى العمليات اليومية. وأوصى جياني أنيللي مؤسس شركة فيات بأن تورث الشركة لحفيده جون إلكان، على أن يشرف نجله إلكان على أعمال العائلة من خلال مجالس إدارتها والشركة القابضة، بدلا من إدارتها مباشرة.