راقبوا هذه الفرق
ديوك وسيليساو: الحقيقة الصعبة أنه منذ انطلاق البطولة عام 1930، لم يصل منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية إلى نهائي كأس العالم أبدا. حققت الفرق الأوروبية اللقب 12 مرة، بينما كان الكأس من نصيب اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) 9 مرات. لذا من الطبيعي أن تصب كل الترشيحات في مصلحة منتخبي البرازيل وفرنسا صاحبي أكبر الحظوظ في الفوز بكأس العالم، ومن بعدهما الأرجنتين وألمانيا وإسبانيا وإنجلترا وهولندا والبرتغال وبلجيكا دون ترتيب.
برازيلي وأسمر، برقّصه سامبا: منتخب البرازيل مدجج بالنجوم، لا يخلو أحد مراكزه من لاعب عملاق قادر على إحداث الفارق، بدءا من مركز حارس المرمى الذي يضم اثنين من أفضل حراس العالم في الوقت الحالي: أليسون (ليفربول) وإيدرسون (مان سيتي). في الدفاع هناك تياجو سيلفا (تشيلسي) وماركينيوس (باريس سان جيرمان)، وفي الوسط كاسيميرو (مان يونايتد) وفابينيو (ليفربول) ولوكاس باكيتا (وست هام)، أما خط الهجوم الأكثر شراسة فيتألف من نيمار (باريس) وجيسوس (أرسنال) ورافينيا (برشلونة) وفيني جونيور (ريال مدريد). بفرض تأهل السيليساو كأول المجموعة، من المتوقع أن تلتقي في دور الـ 16 مع ثاني المجموعة الثامنة (أوروجواي أو غانا)، وبعدها تتقاطع طرقها مع ألمانيا بفرض وصولها إلى ربع النهائي، والفائز سيجد نفسه في مواجهة هولندا في نصف النهائي.
فرنسا: بلا صياح؟ رغم تحقيق كأس العالم 2018، فشل ديوك فرنسا في الوصول إلى ربع نهائي يورو 2020 وغادر المنتخب من دور الـ 16 أمام سويسرا، كما فشل في التأهل من دور المجموعات ببطولة دوري الأمم الأوروبية هذا العام، واحتل المركز الثالث في المجموعة خلف كرواتيا والدنمارك.
تدخل فرنسا المنافسات بكتيبة من النجوم على رأسهم المهاجم كريم بنزيما (ريال مدريد) الذي اقتنص جائزة أفضل لاعبي العام، إلى جوار كيليان مبابي (باريس سان جيرمان) وأنطوان جريزمان (أتلتيكو مدريد) وعثمان ديمبلي (برشلونة). في الوسط والدفاع هناك إدواردو كامافينجا (ريال مدريد) ورافاييل فاران (مانشستر يونايتد) وبنجامين بافار (بايرن ميونخ). لو نجح لاعبو ديدييه ديشامب (مدرب منتخب فرنسا) في التأهل كأول المجموعة سيكون في انتظارهم أحد فريقي بولندا والمكسيك، أما التقهقر إلى المركز الثاني فيضعهم في خطر الاصطدام بالأرجنتين التي من المتوقع أن تتأهل كأول مجموعتها. وبفرض نجاح الديوك في تجاوز دور الـ 16، غالبا ما سيواجه الفريق إنجلترا في ربع النهائي، مع فرصة للعب ضد بلجيكا أو إسبانيا أو البرتغال في نصف النهائي.
الحصان الأسود: أسود التيرانجا بالتأكيد. بعد خسارة نهائي أمم أفريقيا 2019، أمام الجزائر، نجح منتخب السنغال في الفوز بنسخة 2021 على حساب مصر، وهو أقوى الفرق الأفريقية في الوقت الحالي والـ 18 على مستوى العالم، وفق تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم لشهر أكتوبر. وقعت السنغال في المجموعة الأولى رفقة هولندا وقطر والإكوادور، وأغلب الظن أن بإمكانها الحصول على 6 نقاط والتأهل كثاني المجموعة. بإمكان الفريق تقديم كرة قدم مميزة اعتمادا على مجموعة من اللاعبين المميزين في صفوفه، بينما يغيب عن البطولة ساديو مانيه نجم بايرن ميونخ للإصابة التي أظهرت الحاجة للخضوع لجراحة. هناك أيضا حارس المرمى إدوارد ميندي (تشيلسي)، وبونا سار (بايرن) وإدريسا جاي (إيفرتون) وإسماعيلا سار (واتفورد). طريق الأسود لن يكون مفروشا بالأزهار، مع احتمال مواجهة إنجلترا أو الولايات المتحدة في دور الـ 16، وبعدها فرنسا في ربع النهائي، ثم بلجيكا أو إسبانيا في نصف النهائي حال مواصلة التقدم نحو أول كأس عالم أفريقية في التاريخ.
الحمار الأبيض: لم نجد مضادا في القاموس لمصطلح الحصان الأسود، لذا قررنا صكه بأنفسنا. تشير التوقعات إلى أن الحمار الأبيض في قطر 2022 سيكون إنجلترا، المنتخب الذي يضم أفضل اللاعبين لكنه ينجح بشكل ما في تحقيق أسوأ النتائج. مع خط هجوم مكون من هاري كين (توتنهام) وفيل فودين وجاك جريليش (مان سيتي) ورحيم ستيرلينج (تشيلسي) وبوياكو ساكا (آرسنال)، ولاعبين أمثال جود بيلينجهام (بوروسيا دورتموند) وجوردان هندرسون (ليفربول) وميسون ماونت (تشيلسي) في الوسط، وريس جيمس (تشيلسي) وجون ستونز وكايل ووكر (سيتي) في الدفاع، ليس من الواضح كيف حصد الإنجليز 3 نقاط فقط في 6 مباريات بدوري الأمم الأوروبية، وضعته في المركز الأخير بالمجموعة خلف إيطاليا والمجر وألمانيا. مخترعو كرة القدم؟ أحفاد مؤسسي اللعبة؟ ربما وصلت إنجلترا إلى نصف نهائي روسيا 2018 (لتخسر أمام بلجيكا)، لكنها لم تقدم ما يؤكد الجودة التي تملكها هذه المجموعة من اللاعبين وقتها، ولا يوجد أي ضمان بأن هذا سيحدث في قطر 2022.
أين بلجيكا من كل هذا؟ فرض المنتخب البلجيكي نفسه على الكرة العالمية خلال العقد الأخير بلاعبين ذوي جودة عالية ينتشرون في أفضل أندية العالم، لكنه رغم هذا فشل في تحقيق أي إنجاز يذكر، ربما باستثناء المركز الثالث في روسيا 2018، لو جاز اعتبار هذا إنجازا قياسا بأسماء اللاعبين. الفريق الذي يحتل المركز الثاني على مستوى العالم في تصنيف فيفا الآن خرج من ربع نهائي كأس العالم 2014، وربع نهائي أمم أوروبا 2016 و2020 كذلك، بينما فشل في التأهل إلى كأس العالم 2010 وأمم أوروبا 2012. أعمدة المنتخب الأساسية، مثل كيفن دي بروينه (مان سيتي) وتيبو كورتوا وإيدن هازارد (ريال مدريد) وأكسيل فيتزل (أتلتيكو مدريد) ودريس ميرتنز (جالاتا سراي) وتوماس مونييه (بوروسيا دورتموند)، كلهم جاوزوا الثلاثين عاما بالفعل، فمتى تفعلها بلجيكا؟