الرجوع للعدد الكامل
الخميس, 17 نوفمبر 2022

هل هي بداية نهاية شركات التكنولوجيا الكبرى؟ أم بوادر التغيير؟

تبعات الجائحة تضرب أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى. تباطؤ إنفاق المستهلكين وتصاعد التضخم وارتفاع قيمة الدولار حول العالم، كلها عوامل أدت إلى تباطؤ نمو شركات التكنولوجيا الكبرى، حسبما ذكرت بلومبرج. كانت أسهم التكنولوجيا ضمن أكبر المتضررين وسط موجة تراجع أوسع في أسواق الأسهم، حيث خسرت كل من مايكروسوفت، وأمازون، وتسلا، وأبل، وجوجل أكثر من 20% من قيمتها السوقية خلال النصف الأول من 2022 فقط. وتدفع الظروف المالية الأكثر تشديدا شركات التكنولوجيا الكبرى إلى خفض الإنفاق وتسريح العمالة في محاولة لـ "ربط الأحزمة".

لماذا؟ شهدت شركات التكنولوجيا طفرة خلال الجائحة، دفعتها إلى الاستثمار في موظفين جدد ومراكز بيانات لدعم نظام العمل عن بعد والترابط الاجتماعي والتجارة الإلكترونية، فيما ازداد المستخدمون التصاقا بهواتفهم لمتابعة محتوى الإنترنت (والإعلانات المصاحبة له). والآن تنكمش هذه الفقاعة وتشهد شركات التكنولوجيا الكبرى تباطؤا ناتجا عن نمو الإيرادات، مع عودة الناس إلى مكاتبهم واستئناف حياتهم الاجتماعية.

البيئة الكلية لا ترحب بأسهم النمو كما كان الحال في السابق: التضخم العالمي المرتفع يجبر معظم البنوك المركزية على إجراء زيادات ضخمة لأسعار الفائدة، بما يكبح النمو الاقتصادي الذي يتباطأ بالفعل نتيجة لاضطرابات سلاسل التوريد الممتدة بعد الجائحة، فضلا عن الرؤية الجيوسياسية غير الواضحة. ويتوقع كثير من الاقتصاديين بشكل عام أن يكون الركود القادم قصيرا ومحتملا، لكن ذلك لا يعني تحسن ثقة المستثمرين في صناعة تستثمر في تقنيات مستقبلية غير مؤكدة، في وقت يقدم فيه الاقتصاد القديم واقعا ملموسا.

ثم هناك بعض التدمير الذاتي: قادة شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى رأسهم مارك زوكربرج مؤسس ميتا والمالك الجديد لتويتر إيلون ماسك، يثيرون قلق المستثمرين من تحركاتهم الخطرة أو أدائهم الفوضوي أمام الرأي العام. يتخلى عدد متزايد من مستثمري ميتا عن الشركة في ظل استنزاف مواردها في تطوير الميتافيرس والذكاء الاصطناعي. وتراجعت القيمة السوقية لشركة ميتا بنحو 70% منذ بداية العام، مع هبوط الإيرادات لأقل من توقعات المحللين، الأمر الذي كلف زوكربرج عشرات المليارات من ثروته الشخصية. وأثار استحواذ ماسك على تويتر أيضا مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل كل من تويتر وتسلا، إذ انخفض سهم تسلا التابعة لماسك أيضا بنحو النصف منذ أن أعلن للمرة الأولى نيته شراء منصة التدوينات القصيرة، وأعرب المستثمرون عن قلقهم بشأن قضاء المالك الجديد معظم الليل على تويتر. ويبدو أن ماسك قضى هذا الوقت في العمل على إغراق تويتر في حالة من الفوضى، مع تغييرات مفاجئة في السياسات وعمليات تسريح جماعي للموظفين أدت إلى نزوح جماعي للمعلنين. وشكك المستثمر البارز في تويتر كريس ساكا، في قدرة ماسك على إدارة موقع التواصل الاجتماعي.

تسريح جماعي للموظفين. فقد نحو 130 ألف موظف في 814 شركة تكنولوجية وظائفهم هذا العام، وفقا لبيانات موقع Layoffs.fyi، مقارنة بـ 81 ألف موظف في عام 2020، حسبما ذكرت بلومبرج. فصلت ميتا 13% من موظفيها، وغادر أكثر نصف فريق تويتر الشركة منذ أن دخلها ماسك الشهر الماضي. واستغنت شركات مثل سترايب وسيلزفورس، وليفت عن أعداد كبيرة من الموظفين بنسب لا تقل عن 10%، وقام كل من جوجل وأمازون بإبطاء أو تجميد عمليات التوظيف، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن أمازون تخطط لتسريح نحو 10 آلاف موظف.

الطلب على منتجات التكنولوجيا أقل من التوقعات. تراجعت أسهم أمازون بعد صدور أحدث بيان لنتائج أعمال الشركة، مع استمرار ارتفاع التكاليف بوتيرة أعلى من الإيرادات، وزيادة المخاوف لدى المستثمرين من التوقعات بتباطؤ إيرادات موسم العطلات. وفي سبتمبر، تخلت أبل عن خططها للتوسع في إنتاج آيفون 14، بعدما لم تتحقق الزيادة المتوقعة في الطلب. وبالنسبة لشركات مثل ميتا وجوجل، اللتين تعتمدان على الإعلانات كمصدر رئيسي للإيرادات، أثرت الفائدة المرتفعة وتشديد القيود على عائدات الإعلانات. وانخفض الاستثمار في الإعلانات بالولايات المتحدة بنسبة 5% على أساس سنوي في سبتمبر، مسجلا انخفاضا للشهر الرابع على التوالي، وفقا لبيانات مؤشر ستاندرد ميديا.

فقاعة تنفجر أم إعادة ضبط؟ يقارن البعض ما يحدث بفقاعة الدوت كوم في بداية الألفية الجديدة، بعد أن امتدت التقلبات في بداية العام الجاري من أسهم المضاربة بقطاع التكنولوجيا إلى عمالقة القطاع. ووصف الآخرون الأزمة الحالية بأنها "إعادة ضبط" لصناعة كانت تعج بالأموال لأكثر من 10 سنوات. ستجبر الأزمة الحالية الشركات الكبرى على بناء بعض "القوة الاقتصادية" وزيادة المنافسة الدولية. ويمكن أن تخلق أيضا مساحة لشركات جديدة كي تزدهر، مع احتمال أن يؤدي تسريح العمالة الماهرة إلى ميلاد جيل جديد من رواد الأعمال، حسبما يقول تقرير لماركت ووتش.

وقد يكون لمشهد التكنولوجيا العالمي تأثير هنا في مصر. نضبت جولات رأس المال المغامر خلال الصيف كما ذكرنا سابقا، إذ انخفضت قيمتها بنسبة 30% وفقا لمتتبعنا الخاص. وانتشر ما يسمى بجولات الهبوط، والذي يحدث عندما تقرر إحدى الشركات الناشئة بيع حصة جديدة من الشركة بقيمة أقل من الحصة التي باعتها في جولة تمويل سابقة. وكذلك دفعت أزمة شركة كابيتر المصرية الناشئة البعض للتوقع بأن يواجه المزيد من الشركات الناشئة تحديات تمويلية في الفترة المقبلة. وكذلك نشهد عمليات استغناء جماعية عن موظفين في القطاع.

ربما تكون فرصة لتعزيز المناعة. كان رئيس شركة سيكوانس فينتشرز كريم هلال متفائلا عندنا تحدثنا معه عن هذا التباطؤ، مؤكدا أن ما يحدث قد يكون بمثابة اختبار واقعي لعالم الشركات الناشئة، وهو ما سيؤدي إلى عدد أقل ولكن أكفأ من الشركات الناشئة الأكثر قابلية للاستثمار. وكذلك قد يؤدي انخفاض تمويلات رأس المال المغامر إلى منح منصات التجارة الإلكترونية بين الشركات (B2B) ذات الأصول الخفيفة وضعا أقوى مقارنة بنظيراتها من المنصات ذات الأصول الثقيلة، حسبما ذكرنا سابقا (هنا وهنا).

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).