كريم موسى الرئيس التنفيذي المشارك ورئيس قطاعي الاستثمار المباشر وإدارة الأصول بالمجموعة المالية هيرميس
استطلاع إنتربرايز كلايمت لآراء قادة الأعمال – كريم موسى: مع قرب انتهاء فعاليات مؤتمر COP27 في شرم الشيخ، نواصل استطلاعنا لآراء قادة الأعمال حول الموضوعات المتعلقة بالمناخ. تغطي سلسلة مقابلاتنا التي أجريناها مع كبار المديرين التنفيذيين وقادة الأعمال القضايا الرئيسية التي أثيرت خلال المؤتمر، بما في ذلك تمويل المناخ، والقواعد التنظيمية، والاقتصاد الأخضر.
نتحدث هذا الصباح مع كريم موسى الرئيس التنفيذي المشارك ورئيس قطاعي الاستثمار المباشر وإدارة الأصول بالمجموعة المالية هيرميس. يقود موسى أيضا منصة استثمارات الطاقة التابعة للمجموعة، فورتكس إنرجي، والتي تستثمر منذ عام 2014 في مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا، وتدير أصولا بقيمة 1.6 مليار يورو. وفي حوارنا معه، يخبرنا موسى كيف تؤثر أزمة الطاقة العالمية على فورتكس، وما الخطوات المطلوبة لتطوير قطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولماذا قد لا يكون التركيز على المشروعات الضخمة هو الاستراتيجية الأفضل لهذا القطاع.
إنتربرايز: كيف تؤثر أزمة الطاقة في أوروبا على مستهدفات فورتكس إنرجي ودورة الاستثمار والتخارج لديها؟
كريم موسى: يبدو من السيئ قول ذلك، لكن بالفعل أزمة الطاقة في أوروبا عادت بالفائدة علينا بشكل كبير كمنتجين للطاقة المتجددة. كنا دائما مهتمين بالطاقة المتجددة، ليس فقط للأسباب المتعلقة بالمناخ العالمي، ولكن أيضا لأنها أرخص مصدر للطاقة، من منظور تكلفة الطاقة المتساوية، وهو مقياس مهم جدا في هذه الصناعة.
مع وجود أزمة الطاقة، أدرك الجميع أن هذا هو أرخص مصدر للطاقة، ومطلوب اقتصاديا وسياسيا، ويتيح لأوروبا إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي. وكنتيجة لذلك، أي منتج لديه مشروعات فعلية في السوق هو حاليا في وضع جيد جدا، إذ ارتفعت أسعار الكهرباء بمقدار ثلاثة أضعاف أو نحو ذلك منذ العام الماضي. لكن الشمس والرياح لا يتغيران سواء روسيا في حالة حرب أم لا. وهكذا، ظلت تكلفة المدخلات ثابتة، لكن سعر الإنتاج زاد بشكل ملحوظ. يحقق منتجو الطاقة المتجددة أعلى هوامش ربح في البيئة الحالية.
ندخل الآن في اتفاقيات شراء خاصة مع مستهلكي الطاقة من الشركات الكبرى، ليس فقط للحصول على أسعار أفضل، ولكن أيضا لتأمين الإمدادات بالنسبة لهم. بعض هذه الشركات الكبيرة غير متأكدة مما سيكون عليه الوضع في نهاية هذا الشتاء أو ما إذا كانت ستستطيع تأمين الطاقة التي تحتاجها في الشتاء المقبل. لذا فإن الأمر لا يتعلق فقط برغبتها في الحصول على مصدر طاقة أرخص. يعد تأمين اتفاقية شراء الطاقة لمدة 10 سنوات مع مطور للطاقة الشمسية بسعر ثابت وكمية ثابتة أمرا استراتيجيا بالنسبة لهم. باختصار، إنها بيئة رائعة بالنسبة لمنتجي الطاقة المتجددة في أوروبا اليوم.
إنتربرايز: هل تغيرت أهدافك قصيرة وطويلة المدى في ضوء أزمة الطاقة؟
كريم موسى: قد تهدأ الأزمة سياسيا، لكن قد تستمر تداعياتها لمدة عام أو عامين آخرين. من المتوقع أن تظل أسعار الكهرباء مرتفعة لمدة 12 إلى 24 شهرا على الأقل. بعد ذلك، ستعود الأمور تدريجيا إلى طبيعتها. ومع ذلك ستستمر الحاجة إلى الطاقة في دفع الطلب على الطاقة الخضراء والكهرباء، سواء كان ذلك للمركبات الكهربائية في الشوارع أو الطاقة اللازمة لتدفئة المنازل وغيرها من الأمور.
إنتربرايز: في ظل التركيز المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما الذي يتعين على المطورين فعله لتعظيم عوائد الاستثمار؟
كريم موسى: المسألة التي نراها في المنطقة هي أن عصر تعريفة التغذية ينتهي ولن يكون هناك المزيد من دعم الطاقة. حتى في أوروبا، عندما بدأنا الاستثمار في عام 2014، كان هناك دعم لأن تكاليف الطاقة الشمسية والرياح كانت أعلى بكثير مما هي عليه الآن. انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية بنسبة 90% في العشر سنوات الماضية، وانخفضت تكلفة إنتاج طاقة الرياح بنسبة 85% من الإنتاج خلال نفس الفترة. لذلك نحن الآن في عصر جديد.
ضخ المزيد من الطاقة المتجددة في منظومة الطاقة هنا في الشرق الأوسط هو أمر طبيعي يجب أن يحدث. المشكلة هي أن معظم المشروعات التي استكملت في المنطقة تمت عن طريق العطاءات وليس تعريفة التغذية. شركات المرافق الكبرى في المنطقة وحول العالم كانوا هم الموردين الرئيسيين ومقدمي العطاءات على هذه الأصول، ولم نشاهد الكثير من شركات الاستثمار المباشر تأتي إلى السوق لأن العائدات المتفق عليها للأسعار والعطاءات كانت منخفضة للغاية. لقد كانت تلك المنظومة مقبولة للمرافق الاستراتيجية ذات الأهداف طويلة الأجل والقدرة على البقاء لعقود، أكثر من ملائمتها لشركات الاستثمار المباشر التي تحتاج إلى تحقيق عوائد للمستثمرين في غضون خمس إلى عشر سنوات.
نتيجة لذلك، دخل عدد قليل من المستثمرين الماليين وصناديق الاستثمار المباشر في المنظومة، ولم يكن هناك ملف لتعريف المخاطر بالمقارنة بالأسواق الأخرى في الولايات المتحدة أو أوروبا، إلى جانب أمور أخرى. يجب أن يتغير هذا في المستقبل من أجل جذب المزيد من رؤوس أموال الاستثمار المباشر، وتحديدا المستثمرين الماليين، إلى هذا القطاع.
ما نوع الحوافز التي يريدها مستثمرو الطاقة الخضراء؟
كريم موسى: أعتقد أن إطار التطوير النموذجي للمطورين هو أن يذهبوا بأنفسهم للحصول على الأرض، وتطوير المشاريع، والحصول على التصاريح، وإجراء الدراسات البيئية، والحصول على التراخيص الأخرى المطلوبة للربط بالشبكة. ثم هناك أنظمة الاستهلاك الذاتي المرتبطة بالشبكة، وأن يكون هناك سوقا خاصة ومفتوحة. كل دولة لها إطار تشريعي مختلف، ولكن البعض يدفع نحو تحرير قطاع الطاقة عبر السماح لمطوري القطاع الخاص بالدخول وتقديم الخدمة للمستهلكين مع وجود أنظمة الاستهلاك الذاتي وسوق مفتوحة.
المشكلة في بعض الدول هي أن أسعار الكهرباء ما تزال مدعومة. المستثمرون قد يبدأون أيضا البحث عن عوائد أعلى، مشابهة للكيفية التي نعمل بها نحن في إسبانيا أو دول أخرى في أوروبا. لدينا اتفاقيات شراء إنتاج طويلة الأجل مع شركات بتصنيف AAA لفترات تصل إلى 10 و15 سنة.
إذا قمت ببيع الكهرباء لإحدى الشركات ذات التصنيف الائتماني الجيد، يكون هناك اتفاقية شراء خاصة يجري التفاوض عليها بين منتج ومشتري الكهرباء. نحن نستخدم الشبكة وندفع الرسوم للحكومة.
يجب تنسيق الطلب على الكهرباء العامة والنمو الاقتصادي مع زيادة إنتاج الطاقة المتجددة. لأنه إذا كان نمو الاقتصاد والطلب الصناعي والمنزلي غير متزامن، فلماذا أنتج الكهرباء إذا لم يرغب أحد في استهلاكها؟
نحن بحاجة إلى عدد أقل من المبادرات الضخمة وعدد أكبر من المبادرات الصغيرة. وبذلك، يمكن أن يأتي التمويل من مجموعة متنوعة من المصادر. هذا المشاريع الاستراتيجية الضخمة ليست في متناول المستثمرين الماليين. المشاريع الصغيرة أسهل في التمويل ويسهل وصول القطاع الخاص إليها.
إنتربرايز: الهيدروجين الأخضر يجتذب الاهتمام ونرى بانتظام المزيد من الشركات العالمية توقع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لإقامة مشروعات جديدة. ما المطلوب كي تصبح تلك المشروعات حقيقة، وما هي الحوافز وأدوات التمويل التي يمكن أن توفرها الدول لترجمة تلك الاتفاقيات إلى واقع عملي؟
كريم موسى: بالتأكيد. أي حل تمويل سيساعد. هذا هو الأمر الأول. الأمر الثاني هو أن إنشاء مزرعة رياح بقدرة 100 ميجاوات أسهل من إنشاء مزرعة رياح بقدرة 20 جيجاوات، وسيكون تمويلها أسهل وتنفيذها وتشغيلها أسهل.
لدينا هذه المحللات الكهربائية الضخمة، لكن لماذا لا نبدأ بشيء أصغر؟ شيء ممكن؟ ليس لدينا دراسات حالة عن الهيدروجين الأخضر أو الأمونيا الخضراء حتى الآن. لذلك دعونا نقوم بمشروع واحد يعمل بالتوازي مع المشاريع الكبيرة. توصيتي هي التركيز على المشاريع الصغيرة الملموسة التي يسهل تنفيذها على أرض الواقع. ستجدون أن من الأسهل جذب رؤوس الأموال الخاصة. نعم المشاريع الضخمة لها تأثير أكبر بكثير على الاقتصاد والتوظيف، ولكن من الصعب جدا أيضا تنفيذها.
إنتربرايز: هل يمكن أن تتطلع فورتكس إنرجي إلى فرص استثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حاليا؟
كريم موسي: قريبا. مع تحرير المنظومة والانفتاح الذي حدث، نعتقد أن السوق ستتحرر قريبا وستكون مفتوحة أمام اللاعبين من قطاع الاستثمار المباشر. لذا فالإجابة نعم. قريبا. لم يكن ذلك ممكنا لنا في السنوات الأخيرة، لكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. طالما ظلت معادلة العرض والطلب قائمة والبيئة الاقتصادية مواتية.
فورتكس هي بوابة للمستثمرين ونحن مديرو الاستثمارات. لذلك نعكس شعور المستثمرين، وهو شعور الاستثمار الأجنبي المباشر بشكل خاص. إذا لم يكن ذلك موجودا في بلدان معينة، فلن نجد الدعم من المستثمرين. لن أجبر المستثمرين معي على الاستثمار في مشروع خاص يربطهم لخمس أو عشر سنوات على الأقل.
لذلك يجب أن يكون لديك المحددات التي ذكرتها. يجب أن تكون السوق حرة. يجب أن تكون معادلة العرض منطقية. وأيضا يجب أن تكون هناك مشاريع قابلة للتنفيذ للحصول على تذاكر استثمارية بحجم مناسب بدلا من المشاريع الضخمة. لذلك كل شيء يجب أن يتناغم. بعض البلدان الأفريقية تبذل جهودا لجذب الكثير من رؤوس الأموال لأسواق الطاقة المتجددة لديها.
إنتربرايز: كيف تنتهجون "الاستثمار المسؤول" في المجموعة المالية هيرميس؟ كيف تدمجون استراتيجيتكم للمناخ في الاستثمار وإدارة الأصول والاستثمار المباشر؟
كريم موسى: نطبق معايير الحوكمة الاجتماعية والبيئية والمؤسسية عبر المجموعة، وعلى جميع قطاعاتنا سواء كانت الرعاية الصحية أو الطاقة المتجددة أو التعليم. هذا ما ركزنا عليه خلال السنوات السبع الماضية بشكل استراتيجي، كل هذه القطاعات الثلاثة هي قطاعات معنية بمعايير الحوكمة الاجتماعية والبيئية والمؤسسية. لذلك نحن نستثمر فقط في معايير الاستدامة في المجموعة المالية هيرميس. نستثمر في التعليم وفي الرعاية الصحية والطاقة المتجددة فقط. لا نستثمر خارج هذه المجالات الثلاثة في قطاع الاستثمار المباشر.
تتمتع منصة إدارة الأصول لدينا بعملية ونظام صارم جدا فيما يتعلق بالمعايير البيئية والاجتماعية والمؤسسية، سواء كان الأمر يتعلق باختيار أو إدارة محفظة استثمارية، ونبلغ مستثمرينا بذلك. لذلك في الأسواق العامة نحن ملتزمون بمعايير الحوكمة، وكذلك في الاستثمار المباشر، القطاعات التي نركز عليها مرتبطة بمعايير الحوكمة، ولكن أيضا نطبق تلك المعايير في إدارتنا لتلك القطاعات.
إنتربرايز: ما هي النتائج أو المبادرات التي ستؤثر بشكل مباشر على استراتيجيات الاستثمار بالمجموعة المالية هيرميس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتأملون أن تروها في مؤتمر COP27؟
كريم موسى: أشجع العمل على المزيد من المشاريع الملموسة والممكنة والقابلة للتنفيذ فورا، وليس جيجاوات من المحادثات المكثفة وصافي صفري من الإجراءات. نحتاج إلى أقل عدد من الإعلانات الكبيرة، والمزيد من المشاريع القابلة للتحقيق التي يمكن بدء العمل فيها غدا.