انطلاق قمة قادة العالم في COP27.. وتحذيرات من كارثة مناخية
افتتحت أمس قمة المناخ COP27 على مستوى القادة وسط دعوات واسعة لاتخاذ إجراءات لمنع وقوع “كارثة مناخية”: بعث قادة العالم برسالة جادة وكئيبة تتضمن تحذيرات من فوضى مناخية “لا رجعة فيها”، وأطلقوا دعوات للتعاون ومشاركة المسؤولية، خلال اليوم الأول من قمة قادة العالم بمؤتمر الأطراف COP27 أمس. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة إن “العالم قد أصبح مسرحا لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية”، داعيا كل الدول إلى تحمل مسؤولية التعامل مع تغير المناخ (شاهد 19:50 دقيقة).
الرسالة واضحة: الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر. “انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في تزايد مستمر. درجات الحرارة مستمرة في الارتفاع، وكوكبنا يقترب بسرعة من نقاط تحول ستجعل الفوضى المناخية لا رجعة فيها”، وفقا لما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في كلمته (شاهد 10:15 دقيقة). وقال جوتيريش: “نحن على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا على دواسة البنزين”.
البلدان النامية لا تتراجع عن انتقادها للبلدان الغنية مع استمرار الجدل حول التعويضات المناخية:
- كانت رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي أكثر حدة في انتقاداتها: “كنا نحن الذين مولت دماؤهم وعرقهم ودموعهم الثورة الصناعية…هل علينا الآن أن نواجه خطرا مزدوجا إذ علينا أن ندفع التكلفة كنتيجة لغازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الثورة الصناعية؟ هذا أمر غير عادل من الأساس”.
- واتفق رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا مع الرأي السابق، قائلا: “يجب أن نقول بوضوح إن الدول الغنية – أكبر الملوثين – هي المسؤولة عن تعريض البشرية للخطر”.
- وكذلك اتفق معه الرئيس الكيني الجديد ويليام روتو، الذي تحدث ممثلا عن مجموعة المفاوضين الأفارقة: وقال روتو: “إن الخسائر والأضرار ليست موضوعا مجردا للحوار اللانهائي: إنها تجربتنا اليومية والكابوس الحي لملايين الكينيين ومئات الملايين من الأفارقة. وأشار إلى أن أفريقيا تساهم بنسبة 3% فقط من الانبعاثات العالمية، مضيفا أنه “من العدل والملائم أن يتخذ هذا المؤتمر التدابير اللازمة للاعتراف بالاحتياجات والظروف الخاصة لأفريقيا بموجب اتفاقية باريس” (شاهد 14:01 دقيقة).
حاربت البلدان النامية من أجل وضع تمويل “الخسائر والأضرار” على جدول أعمال القمة للمرة الأولى هذا العام: تطالب البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل البلدان الغنية بتقديم المزيد من الدعم المالي لمساعدتها على مواجهة تأثير التغيرات المناخية بعد أن خالفت تعهداتها بتقديم 100 مليار دولار سنويا للعالم النامي. وقد رفضت البلدان الغنية الموافقة على مناقشة التعويضات لأكثر من عقد من الزمان واتُهمت بـ “التنمر” على البلدان الفقيرة لحذفها من جدول أعمال COP27″.
البعض في الغرب يدرك المشكلة: يواجه قادة العالم “مشكلة مصداقية” عندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، وفقا لما قاله نائب الرئيس الأمريكي الأسبق والمناصر للمناخ آل جور (شاهد 14:50 دقيقة). ووصف آل جور سعي البلدان المتقدمة المستمر لموارد الغاز في أفريقيا بـ “استعمار الوقود الأحفوري”، وقال إن ذلك سيؤدي إلى “فوضى مناخية ومليارات من الأصول العالقة، خاصة هنا في أفريقيا”.
قوبلت الفكرة بردود فعل متباينة بين البلدان المتقدمة:
- قالت كل من اسكتلندا وهولندا أمس إنهما ستكثفان تمويل المناخ للعالم النامي.
- في حين قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إن المملكة المتحدة ليس لديها المال لتمويل تلك الخسائر والأضرار.
ومن أخبار الأعمال –
- مصنع جديد للهيدروجين الأخضر على ساحل المتوسط: قدم تحالف بلجيكي دراسة جدوى إلى الحكومة المصرية لإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 500 ميجاوات على ساحل البحر المتوسط. (بيان)
- أسترازينيكا تساعد في خفض انبعاثات قطاع الرعاية الصحية بمصر: وقعت الهيئة العامة للرعاية الصحية مذكرة تفاهم مع شركة أسترازينيكا للمساعدة في خفض الانبعاثات في قطاع الرعاية الصحية بالبلاد. (بيان)
دبلوماسية المناخ –
التقى الرئيس السيسي عددا من قادة العالم في اليوم الافتتاحي للقمة:
- رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: ناقش السيسي العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المملكة المتحدة في أول لقاء له مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد وفقا للبيانات الصادرة عن رئاسة الجمهورية ومكتب رئيس الوزراء البريطاني. وذكر بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن الجانبين بحثا سبل تعزيز التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، وتحفيز الاستثمار من القطاع الخاص. وأشار البيان إلى أن سوناك عبر عن “قلق عميق” بشأن مصير الناشط السياسي المسجون علاء عبد الفتاح (المزيد حول هذا الموضوع في فقرة “مصر في الصحافة العالمية” أدناه). وجاء في البيان أيضا أن “رئيس الوزراء أعرب عن أمله في أن تحل هذه القضية في أقرب وقت ممكن وأنه سيواصل الضغط من أجل إحراز تقدم”.
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: بحث السيسي مع نظيره الفرنسي الأزمتين الليبية والأوكرانية، بحسب بيان رئاسة الجمهورية. وقال ماكرون عقب الاجتماع إنه أثار أيضا قضية علاء عبد الفتاح مع الرئيس السيسي، وأن الرئيس “تعهد بضمان المحافظة على صحة علاء عبد الفتاح”، بحسب فرانس برس.
- رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: بحث السيسي وميلوني ملفات الطاقة والمناخ والهجرة غير الشرعية وحقوق الإنسان، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية تناولته رويترز.
- والتقى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي نظيره البلجيكي أليكساندر دي كرو لبحث التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، بحسب بيان مجلس الوزراء.
المزيد حول القمة في عدد اليوم من نشرة إنتربرايز كلايمت.