رائدتنا لهذا الأسبوع: هدير شلبي، مؤسسة جرين فاشون
رائد هذا الأسبوع – رائد الأسبوع فقرة أسبوعية كل ثلاثاء، نتحاور خلالها مع أحد المؤسسين حول كيفية النجاح في مجتمع الشركات الناشئة المصري، كما نعرف المزيد عن تجربتهم في إدارة الأعمال التجارية، ونصائحهم لرواد الأعمال الناشئين. تتحدث إلينا هذا الأسبوع هدير شلبي (لينكد إن) مؤسسة شركة جرين فاشون.
اسمي هدير شلبي وعمري 28 عاما. أنا مهندسة درست علوم الكمبيوتر قبل التحول إلى عالم إدارة الأعمال. عملت مطورة مواقع في شركة لمدة عامين بعد التخرج قبل أن أستقيل للتركيز على جرين فاشون. لطالما كنت مولعة بفكرة الاستدامة وإنشاء منتج مستدام مع تمكين النساء في الوقت نفسه، ولهذا قررت إطلاق خط إنتاج أزياء خضراء أو صديقة للبيئة.
جاءتني فكرة جرين فاشون في عام 2018. أردت بناء نموذج عمل ذي مسؤولية اجتماعية وبيئية. ولأنني نشأت في المنوفية، حيث معاناة النساء شائعة، استلهمت فكرة تمكينهن من هناك. كان هدفي منحهن الاستقلال المالي وتدريبهن على مهارة مسؤولة بيئيا حتى يتمكن من دعم أنفسهن وأسرهن. وعلاوة على ذلك، أسست جرين فاشون بالقرب من منازلهن حتى لا تضطر العاملات للتنقل لمسافات بعيدة. كما أنشأت حضانة داخل المنشأة حتى لا يتركن أطفالهن في المنزل أثناء فترة العمل.
جرين فاشون مؤسسة اجتماعية تهدف لتحويل مخلفات المصانع من بقايا الأقمشة إلى ملابس باستخدام فن الترقيع (الباتشورك) وغيرها من الوسائل المبتكرة، إلى جانب تمكين المرأة. بدأنا المشروع بثلاثة مؤسسين وتوسعنا الآن إلى فريق عمل يشمل 15 فردا. انطلقنا بخط إنتاج واحد لصناعة السترات وكنا نبيعها في المعارض المفتوحة والأسواق وطلبنا رأي المستهلكين. ومن خلال ذلك، تمكنا من فهم احتياجات عملائنا وتلبيتها وتوسعنا في خطوط إنتاج أخرى تشمل البنطلونات والفساتين وملابس المحجبات وحتى الملابس الرسمية.
نتخذ خطوات لضمان أن تكون عملية الإنتاج خضراء تماما من خلال عدم استخدام أي مواد كيميائية وتقليل انبعاثات الكربون والطاقة النظيفة والحفاظ على المياه بنسبة 90% وتقليل المخلفات بنسبة 50% واستخدام أقمشة صديقة للبيئة. كما نصنع مواد صباغة صديقة للبيئة خاصة بنا ونستخدم أقمشة قابلة للتحلل.
أفضل جزء في عملي هو رؤية مدى سعادة ونجاح السيدات العاملات لدينا، ومدى رضا عملائنا عن منتجاتنا. القيمة التي نضيفها لحياة الآخرين تبهج يومي. ومشاهدة كيف تتحول هذه النساء إلى أفضل نسخة عن أنفسهن وكيف تصبحن أكثر وعيا بما تفعلن وفخرا كذلك، ورؤية المستهلكين مهتمين بمعرفة ودعم رؤيتنا يجعل كل ما أفعله له معنى ويستحق العناء.
أسوأ جزء في عملي يتعلق بالتحديات التي أواجهها أثناء محاولتي التوسع أو الحصول على ترخيص معين للشركة. العملية صعبة جدا. مع ذلك، تمكنا من اجتياز بعض التحديات وتصدير منتجاتنا إلى دول من بينها الإمارات والكويت والمغرب. وحاليا نحاول التوسع في أوروبا أيضا.
عندما تواجهني مشكلة في العمل لا ألجأ إلى شخص بعينه، إنما ألجأ إلى كل من أعمل معهم. نتعاون معا – كفريق ومجلس إدارة – عند وجود مشكلة لبحث حلول لذلك. وإذا كانت المشكلة فوق قدرات الفريق ومجلس الإدارة، أطلب المشورة من مرشديني ممن يعملون في المجال نفسه ويشاركوننا الهدف وفلسفة العمل نفسها.
بدء مشروعك الخاص ليس رحلة منفردة. لو تحدثت عن نفسي، العمل في شركة في السابق كان يجعلني وحيدة، نظرا لطبيعة عملي. لكن الآن وأنا أعمل في شركتي، لا أشعر بالوحدة أبدا، إذ أنني دائما محاطة بأناس وطاقة إيجابية. بنيت وانضممت إلى بيئة أؤمن أنها تلائمني فكريا، وهذا هو السبب في أنني لست وحيدة أبدا.
في البداية، كان من الصعب إقناع عائلتي أن قراري بترك وظيفة براتب جيد في شركة طيبة السمعة لإطلاق شركتي الخاصة هو الأفضل بالنسبة لي. لكن بمرور الوقت، ومع إدراكهم حجم التأثير الإيجابي لجرين فاشون على المجتمع والعاملين لدينا، أصبحوا أكثر فخرا ودعما لي ويتبادلون معي الأفكار المتعلقة بعملي.
تلقت جرين فاشون منحا عديدة بقيمة إجمالية 200 ألف دولار حتى هذه اللحظة. من بين أكبر الجهات الداعمة لنا سويتش ميد وبرنامج سفير التابع للاتحاد الأوروبي وسيكم وأوكسفام ومشروع تنمية وتطوير لتنمية ريادة الأعمال في مصر ومنتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي وغيرها.
أهدافي على المدى القصير لجرين فاشون هي إطلاق مساحة لإعادة التدوير الذكي المدعوم بالطاقة الشمسية وإنشاء ورش عمل في مؤسسات القطاعين العام والخاص لرفع الوعي بشأن الأزياء المستدامة والأقمشة الخضراء. نستهدف تشجيع التلاميذ على التبرع بملابسهم القديمة في مقابل خصومات على المنتجات على موقعنا ضمن مزايا أخرى. نعتزم أيضا افتتاح منشأة تابعة لجرين فاشون بجوار مصنع غزل ونسيج في محافظة أخرى لدعم المزيد من النساء هناك، وتطوير منتجاتنا والتوسع في تقديم المنتجات ذات الأقمشة القابلة للتحلل في جميع أنحاء البلاد.
وهدفي على المدى البعيد هو إنشاء مدارس ووضع منهج لتعليم مصممي الأزياء في المستقبل التنمية المستدامة وكيف ننتج ملابس متوافقة مع المعايير البيئية. كما نخطط لمنح حق امتياز جرين فاشون لأطراف أخرى من أجل توسيع نطاق تأثيرنا البيئي والاجتماعي.
لو تخارجت من شركتي، سيكون ذلك من خلال صفقة استحواذ كبيرة مع البقاء كمؤسسة والاحتفاظ بحصة في الشركة أو من خلال طرح عام أولي. مع ذلك، الطريق الأخير صعب جدا لأنه يتطلب الكثير من المال وحقوق الامتياز وتوسعا هائلا.
انتهيت للتو من مشاهدة Our Planet، وهي سلسلة وثائقية تدور حول تغير المناخ وتأثيراته على الكائنات الحية والحياة. كما أواظب على متابعة الأخبار وتطورات الاقتصاد لما له من تأثير كبير على عملي.
وحاليا، يلهمني كثيرا المعامل والمصانع ومسرعات الأعمال لا سيما تلك التابعة لشركة إتش أند إم، وأستلهم منها الأفكار لسبل إعادة إنتاج الأقمشة والصباغة، وشجعوني كذلك على تقصير مدة دورة الإنتاج.
وفي وقت فراغي، أقضي الوقت مع عائلتي وأستمتع بالطهي وأخرج للتمشية يوميا بصحبة زوجي وأقود دراجتي كذلك. أعتقد أن الحركة تساعدني في الحفاظ على توازني.
بريدفاست هي الشركة الناشئة التي أعتقد أن أداءها جيد للغاية، إذ حققت الكثير في فترة قصيرة. أكثر ما يعجبني فيهم هو كيفية إدارتهم للعملاء والخدمات.
لو لم أؤسس جرين فاشون، لا أعتقد أنني كنت سأستطيع العمل في شركة. كنت سأتجه في نهاية المطاف إلى العمل على شيء يتعلق بتمكين النساء والاستدامة لأنني شغوفة للغاية بهاتين القضيتين.
نصيحتي لأي شخص يبدأ مشروعه هي أن يطور من نفسه ويحيط نفسه بالأشخاص الذين يشاركونه طريقة التفكير والشغف ذاته لينضج ويتعلم أكثر.