رسميا.. القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية تصبح "سيرا للتعليم"
فنجان قهوة مع محمد القلا، الرئيس التنفيذي لشركة سيرا للتعليم: أعادت شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية (سيرا)، أكبر شركة خدمات تعليمية خاصة مدرجة في مصر، تغيير اسمها رسميا إلى “سيرا للتعليم” (شاهد 01:40 دقيقة). إلا أن هذا أكثر من مجرد عملية تغيير اسم. ومنذ تأسيسها في عام 1993، تمكنت الشركة من الصمود في وجه العديد من العواصف والتحديات التي شهدها القطاع، بما في ذلك الجائحة وقيود ملكية الأجانب في القطاع الخاص. وفي الآونة الأخيرة، تعرض القطاع لأضرار كبيرة بسبب تفاقم التضخم الذي أثر على معدلات الالتحاق بالمؤسسات التعليمية. وتمكنت سيرا للتعليم من التطور إلى أن أصبحت منصة تعليمية متكاملة، تمتد من مرحلة ما قبل الحضانة إلى الجامعة، بأكثر من 48 ألف طالب مسجل (بي دي إف)، وتخرج مختلف المؤهلات من مهندسين إلى فنانين. وهذا ما ترمز إليه العلامة التجارية الجديدة، وفقا لما قاله الرئيس التنفيذي محمد القلا لإنتربرايز.
يأتي هذا أيضا كتتويج لعام مهم: هناك توسعات جارية في جامعة بدر، مما يساعد على التوسع في تعليم الفنون الحرة في صعيد مصر. كما تقوم بإدخال جامعات التكنولوجيا إلى مصر من خلال وضع حجر الأساس لجامعة ساكسوني مصر. أما خارج الأوساط الأكاديمية، هناك برنامج سندات توريق حقوق مالية مستقبلية للشركة مدته ثلاثة أعوام بقيمة ملياري جنيه، والذي لم يجعل الشركة مجرد مبتكر في مجال التمويل فحسب، بل عزز سمعة التعليم كقطاع دفاعي.
يقود القلا هذا التحول، الذي يعود انجذابه إلى ريادة الأعمال الاجتماعية منذ أيام دراسته. وتمكن القلا من خلال دراساته المتقدمة في قانون اللاجئين أن يعيش مع راهبات، كما عمل في وقت لاحق مع الأمم المتحدة في قيادة برامج في دارفور. وخلال ذلك الوقت، رأى القلا كيف بدأت الأمم المتحدة في إدراك أهمية القطاع الخاص في تفعيل التغيير الاجتماعي. وقد حمل معه تلك الدروس عندما عاد إلى شركة العائلة في عام 2009.
كنا أجرينا مقابلة مع القلا من خلال بودكاست إنتربرايز باللغة الإنجليزية، والتي تحدث فيها عن رحلته وما بذله من جهود كي تصل الشركة إلى ما هي عليه الآن، وما هي الخطوات التالية له ولسيرا للتعليم.
يمكنكم الاستماع إلى الجزء الأول من المقابلة على موقعنا الإلكتروني (استمع 44:43 دقيقة)، أو من خلال: أبل بودكاست | سبوتيفاي l جوجل بودكاست | أنغامي | أومني. كما يمكنكم قراءة مقتطفات محررة من المقابلة أدناه:
الأمر أكثر من مجرد التعليم: يأتي تغيير اسم سيرا، من حيث جوهره، تتويجا لعملية تطور استمرت لستة أعوام وتحولت سيرا فيها من مجرد مزودة لخدمات التعليم – لتصبح متعلقة بسلسلة قيمة للتعليم، كما يقول القلا.
لذلك، تم تقسيم خدمات الشركة إلى ثلاثة كيانات، مع سيرا للتعليم في القلب وعلامتين تجاريتين فرعيتين تحت مظلتها، وفقا لما قاله القلا. وأضاف أن الكيانين الآخرين هما سيرا للمواهب، والتي تستكشف ثم توفر التدريب والتطوير بدءا من الفنون إلى الرياضة إلى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ثم هناك سيرا للخدمات، التي توفر البنية التحتية واللوجستيات لهذه الخدمات.
القلا ليس مهتما فقط بتخريج الأطباء والمهندسين: مع سيرا للمواهب، يريد القلا أيضا بناء مسارات مهنية قابلة للتنفيذ للفنانين والراقصين والموسيقيين والرياضيين في جميع أنحاء البلاد. إنه يريد الاستفادة من الابتكارات التقنية في مجال الترفيه، مثل البث الحي، ووسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب، والميتافيرس لبناء الجيل القادم من المواهب على أمل استعادة الهيمنة الثقافية لمصر في المنطقة والعالم. وتخدم معسكرات وبرامج سيرا للمواهب المختلفة الآن نحو 4 آلاف طالب، بحسب القلا.
بناء البنية التحتية للتعليم: يقول القلا: “نبني مدارسنا الخاصة، وندرب معلمينا، ونوفر التكنولوجيا الخاصة بنا، وندير وسائل النقل الخاصة بنا”. تنقل سيرا ما يقرب من 15 ألف شخص يوميا، وهذا يفوق العديد من خدمات النقل الخاص في مصر.
ظل هذا النهج ثلاثي المحاور بمثابة الفكرة منذ اليوم الأول، وفقا لما قاله القلا. وأضاف: “إذا كنت ترغب في خدمة الطبقة الوسطى، فلديك معادلة شيقة للغاية للعمل عليها: الجودة مقابل التكلفة. وما لم تكن قادرا حقا على تسخير سلسلة القيمة الخاصة بك أثناء العمل في جميع هذه المراكز غير الربحية، فلن تكون قادرا على تقديم تعليم جيد”.
كان أول حجر دومينو هو الحصول على الحوكمة الصحيحة: عندما انضم القلا إلى الشركة العائلية في عام 2009، كان أول ما عمل عليه هو التحول المؤسسي ووضع هياكل حوكمة قوية والتخفيف من مخاطر الشخص الرئيسي. وقال القلا: “بعد حجم معين، تحتاج المدارس إلى أن تكون كتبا مفتوحة وشفافة في إدارتها”.
خاصة إذا كنت تريد مشاركة المستثمرين … وأنت بحاجة إليهم: “لقد ولت الأيام التي يمكن فيها لمقدمي خدمات التعليم الخاص أن ينموا معتمدين على أنفسهم. فقبل 10 أعوام كان بناء مدرسة يتكلف ما بين 20-30 مليون جنيه. أما الآن سيكلف 150-200 مليون جنيه. ولكي يكون لديك جامعة محترمة، ستحتاج إلى 3 مليارات جنيه”.
من خلال العرض الجوهري للتعليم من سيرا، ينصب التركيز على توفير التنوع لسوق غير مخدوم: كان التوسع بجامعة بدر في صعيد مصر رمزا لاستراتيجية الشركة في بناء نموذج ناجح في القاهرة ثم تقديمه في صعيد مصر – الذي يعد سوقا غير مخدومة للغاية. وعند النظر إلى منطقة التوسع، تبحث سيرا في مختلف المحافظات، وتدرس احتياجات تلك المجتمعات، وتبدأ في البناء. ففي الفيوم، على سبيل المثال، وجدت الشركة حاجة لمرحلة ما قبل الحضانة، لذا فهي تعمل الآن على إنشاء أول مؤسسة لمرحلة ما قبل الحضانة خارج القاهرة هناك.
أثبتت الاستراتيجية نجاحها: “لقد أطلقنا جامعة بدر هناك بحضور متطور منذ اليوم الأول، مع وجود سبع كليات، بما في ذلك الهندسة الحيوية، والتمريض”، وفقا لما قاله القلا، مضيفا: “ستدعم جامعة بدر في النهاية 18 كلية، ومنشآت تعليمية على مساحة أكثر من 85 فدانا، مع نحو 40 ألف مقعد”. ويضم الحرم الجامعي في صعيد مصر بالفعل أكثر من ألف طالب مسجلين في فصوله الافتتاحية – أو ما يزيد بنسبة 50% عن الأهداف الأولية.
تلبي سيرا أيضا احتياجات الوظائف الحديثة والمستقبلية: تضع سيرا قريبا حجر الأساس لحرم جامعة ساكسوني مصر، كما تستهدف تقديم دبلومات ودرجات البكالوريوس مخصصة لبعض الصناعات، بما في ذلك الخدمات اللوجستية، والسياحة، والتصنيع الطبي والصناعي. وستعمل الجامعة على تقديم درجات علمية في قطاع السيارات، مع خطط للتوسع في الصناعات المستقبلية مثل تصنيع السيارات الكهربائية في السنوات الخمس المقبلة، وفقا للقلا.
لا يقتصر الابتكار على التعليم فقط: إن برنامج سيرا لتوريق الحقوق المالية المستقبلية بقيمة ملياري جنيه ليس فقط الأول من نوعه في قطاع التعليم، ولكنه يضفي المصداقية على فكرة أن التعليم قطاع دفاعي، بحسب القلا. وأضاف: “هناك حالة يقين في التعليم تجعله مثاليا للتدفقات النقدية المستقبلية”.
هل الأمر يستحق المخاطرة في هذه البيئة الصعبة؟ قال القلا، ردا على سؤال عما إذا كانت بيئة أسعار الفائدة المرتفعة الحالية تسبب له القلق: “سأكون كاذبا إذا قلت لا. لكنهم كانوا دائما على استعداد للمضي قدما بثقة … ولدي أخبار لك، إذا لم تفعل ذلك اليوم، فستدفع ضعف التكلفة غدا”.