الإثنين, 31 أكتوبر 2022

الحوسبة المحيطة: الراحة أم الخصوصية؟

مستقبل الأجهزة الذكية بين تطلعات الراحة ومخاوف الخصوصية: تخيل أنك تعيش أو تعمل في مكان يمتلئ بأجهزة استشعار مزودة بميكروفونات وكاميرات. أجهزة الاستشعار متصلة ببعضها البعض عبر نظام حوسبة مركزي قادر على التعرف على نظام حياتك وعملك وأداء المهام نيابة عنك دون أي توجيه منك. قد تكون هذه المهام فتح ستارة غرفتك صباحا أو طلب غداءك أو عشاءك من مطعمك المفضل أو حتى جمع وتحليل الأبحاث من مصادر عبر الإنترنت، وهذا الخادم أو المساعد سيكون رهن إشارتك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع متوقعا كل ما يمكن أن تحتاجه. وهذا ما يسمى بالحوسبة المحيطة – تعرف أيضا بالحوسبة السائدة أو المتغلغلة – ويعمل بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم في تحويلها إلى حقيقة.

ليس من الصعب تخيل فوائد هذه التقنية: تسهل الحوسبة المحيطة من استخدامات إنترنت الأشياء (IoT)، وترفع كفاءتها، وتمنحنا الفرصة لتوجيه وقتنا وطاقتنا لأشياء ذات قيمة أكبر بالنسبة لنا، بحسب كتبت وول ستريت جورنال.

ولجعل أجهزة الكمبيوتر “متغلغة” في تفاصيل حياتنا، ينبغي أن يكون لها عيون وآذان في كل مكان: سيتعين علينا أن نسمح للتكنولوجيا بأن تشاهد وتتبع كل خطوة نخطوها وأن تستمع إلى أحاديثنا وذلك للتنبؤ بما سنفعله وإتمام المهام اللازمة دون توجيه منا. وكلما زاد عدد الخصائص التي تتمكن منها الحوسبة السائدة، كلما زاد حجم المعلومات الشخصية والمشاهد التي سيتعين علينا تغذية هذه التكنولوجيا بها، ما يثير تساؤلا حول مدى الخصوصية التي نرغب في التخلي عنها في مقابل حياة تتسم بالرفاهية والراحة. ثمة أدلة بالفعل على أن الكثير من المستهلكين لا يشعرون بالراحة نحو تغذية هذه الأجهزة بمعلومات شخصية ومشاهد من حياتهم مع علمهم بإمكانية اختراقها في أي وقت.

وقد تشكل الحوسبة المحيطة خطرا على سلامتك: إذا أساء نظامك الذكي فهم موقف أو واجه عطلا ما، قد يعرض ذلك المستخدمين لخطر حقيقي. تخيل أن تبدأ سيارتك في القيادة ذاتيا عندما تحاول ركنها، أو تخطئ الأجهزة الذكية في التعرف على الوجوه وتفتح باب منزلك لشخص غريب.

محبو مساعد أمازون الصوتي الذكي “أليكسا” لن ينبهروا كثير بهذلك: مكبرات الصوت الذكية مثل أمازون إيكو أو جوجل نيست هي أقرب شيء لدينا للحوسبة المحيطة حتى الآن، وفقا لموقع زد نت. هذه المساعدات الذكية مدمجة في المنزل – ما يعني أنه يمكنها “التحدث” إلى الأجهزة الذكية الأخرى التي قمت بضبطها في المنزل أيضا – ويمكن تفعيلها دون الحاجة للمسها من خلال الصوت وحده. الشيء الذي لا تفعله بعد هو جمع البيانات للتنبؤ بما تريد أن تفعله وإتمامه نيابة عنك قبل حتى أن تفكر في طلبه.

تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى إلى احتكار السوق: أصدرت كل من أمازون وجوجل مجموعة من الأجهزة مؤخرا تأملان أن تشكل يوما ما العمود الفقري أجهزة نظام الحوسبة المحيطة في كل منزل، بحسب وول ستريت جورنال. ويشمل ذلك الهواتف والساعات الذكية والأجهزة اللوحية (التابلت) والسماعات وأجهزة التليفزيون التي من الممكن أن تتفاعل مع بعضها البعض ومع البيئة المحيطة، مما يخلق نوعا من فقاعة الحوسبة الشخصية التي تتبعنا أينما ذهبنا.

يجب أن تكون البنية التحتية للحوسبة المحيطة متوافقة. تعاونت كل من أمازون وأبل وألفابت – الشركة الأم لجوجل – في معيار جديد للمنزل الذكي “ذا ماتر”. جميع الأجهزة التي تدعم بروتوكول “ذا ماتر” ستكون متوافقة مع بعضها البعض، ما يفتح بابا لمزج وتطابق تقنية المنازل الذكية التي تطورها شركات مختلفة لبناء بيئة حوسبة محيطة سلسلة. سيجري إطلاق “ذا ماتر” رسميا الخميس المقبل 3 نوفمبر.

لكن المستوى التالي من الحوسبة المحيطة سيتطلب نظاما لا سلكيا قويا: لتحقيق الإمكانات الكاملة للحوسبة المحيطة، ستحتاج الأجهزة أن تتلقى بيانات متواصلة من مئات أو حتى آلاف نقاط الاتصال المختلفة، وسيطغى ذلك على عمل التقنيات اللا سلكية الموجودة حاليا. (أجهزة الاستشعار الإلكترونية الدقيقة – صغيرة لكن قوية – والتي تعرف بـ “الغبار الذكي” قد تكون حلا لذلك).

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).