عام سيئ على المليارديرات.. لكنه جيد للمليونيرات
ربما عانى مليارديرات العالم خلال 2022، لكنه كان عاما جيدا بالنسبة للمليونيرات: من المتوقع أن يرتفع عدد من يمتلكون أصولا تزيد قيمتها عن مليون دولار في العالم ليتجاوز 87 مليون شخص بحلول عام 2026، بزيادة 40% مقارنة بعام 2021، طبقا لتقرير الثروة العالمية لعام 2022 الصادر عن مجموعة كريدي سويس.
ملاءة مالية عالية للغاية: ارتفع عدد الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية للغاية (تزيد أصول الواحد عن 50 مليون دولار) على مستوى العالم بنسبة 21% في عام 2021، ومن المتوقع أن يزيد بنسبة 45% إلى 385 ألف شخص بحلول عام 2026. تضم أمريكا الشمالية النسبة الأكبر بنحو 146,680 شخصا (56%) ، تليها أوروبا بـ 42,780 مليونيرا (16%) والصين 32,710 (12%) ودول آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء الصين والهند) بنحو 30,010 أشخاص (11%).
الثروات العالمية تنمو بسرعة: ارتفع إجمالي الثروة العالمية بمقدار 9.8% على أساس سنوي إلى 463.6 تريليون دولار في العام الماضي. لكن عند إدخال تغير أسعار العملات الأجنبية في المعادلة، نجد أن وتيرة النمو ترتفع إلى 12.7%، وهو أسرع معدل سنوي على الإطلاق، بحسب التقرير. استحوذت أمريكا الشمالية على النصف والصين على ربع هذا النمو، بينما شكلت أفريقيا وأوروبا والهند وأمريكا اللاتينية معا 11.1% فقط من ارتفاع الثروة العالمية.
رغم العوائق العالمية، العجلة مستمرة في الدوران: في حين تشير التوقعات إلى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية والتضخم العالمي على تكوين الثروات خلال المدى القصير، فإنه من المرجح أن ترتفع ثروة الأسر العالمية المقومة بالدولار الأمريكي بمقدار 169 تريليون دولار، بزيادة 36% بحلول عام 2026.
الصين من بين الدول التي سيزيد عدد مليونيراتها، إذ يتوقع التقرير تضاعف عددهم بحلول عام 2026، رغم تباطؤ النمو الحالي عطفا على عمليات الإغلاق بسبب الجائحة. وتوقع التقرير كذلك أن "تستمر ثروة العائلات الصينية في اللحاق بالولايات المتحدة، مع تقدمها بما يعادل 14 عاما أمريكيا في الفترة بين عامي 2021 و2026".
مليونيرات أفريقيا يحتلون نسبة ضئيلة، لكنه العدد في ازدياد: يتوقع تقرير كريدي سويس أن يتضاعف عدد المليونيرات الأفارقة ثلاث مرات تقريبا إلى 961 ألف شخص بحلول عام 2026. وتعد مصر موطنا لبعض أصحاب الثروات الأعلى في القارة، فسبعة من أصل 21 مليارديرا أفريقيا مصريبن. لكن التقرير لا يتطرق إلى تفاصيل أي دولة في أفريقيا سوى نيجيريا وجنوب أفريقيا، معللا ذلك بوجود نقص في "البيانات الجديرة بالثقة" التي يمكن من خلالها استخلاص المقارنات والاستنتاجات. ويشير إلى اختيار هذين البلدين كنقاط للمقارنة بالقارة ككل، باعتبار أنهما أكبر اقتصادين في أفريقيا جنوب الصحراء.
السعودية ليست مفاجأة: جاءت المملكة في صدارة ثروات الأسر بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين حلت الإمارات في المركز الثاني خليجيا. وتشير تقديرات التقرير المبنية على العلاقة بين ثروة الأسر وعوامل مثل استهلاك الأسرة وأسعار الأسهم والمساكن في الدول الأخرى، إلى أن إجمالي ثروة الأسر في السعودية بلغت 2.1 تريليون دولار في نهاية عام 2021، مقارنة بتريليون واحد في الإمارات. لكن عدد سكان المملكة أكبر من الإمارات، لذا فإن متوسط نصيب الشخص البالغ من إجمالي الثروة في الإمارات (122,841 دولارا بنهاية 2021) أعلى بنسبة 46% من السعودية (84,407 دولارات). ووصلت القيمة الوسطية لثروة الفرد البالغ في المملكة إلى 19,323 دولارا، مقابل 23,055 دولارا في الإمارات عام 2021.