الرئيس التنفيذي لـ "بي تك" محمود خطاب يتحدث عمله مع صندوق "دي بي آي"، وكيف ستنمو أعمال الشركة بعد دخول "السيادي السعودي" في هيكل ملكيتها
خاص – صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الصندوق السيادي السعودي) يستحوذ 34% في شركة “بي تك”، المتخصصة في تجارة التجزئة وتوزيع الأجهزة المنزلية والإلكترونية، من صندوق “دي بي آي” البريطاني للاستثمار المباشر الذي يركز على أفريقيا، مقابل مبلغ لم يكشف عنه، وفقا للبيان المشترك (بي دي إف) الصادر صباح اليوم. وستعين الشركة السعودية المصرية للاستثمار المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، عضوين في مجلس إدارة بي تك، كما قالت مصادر لإنتربرايز. وجاء في البيان أن الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة “ستسرع من استراتيجية النمو المبتكرة لشركة بي تك، وجهودها الرقمية، مع توسيع قطاعات الأعمال الجديدة والعمليات الأساسية الحالية”.
خلفية – استحوذ صندوق “أفريكا ديفيلوبمنت بارتنرز الثاني”، المدعوم من جانب صندوق الاستثمار المؤثر دي بي آي، على حصته في بي تك خلال يوليو 2016 في صفقة قدرت قيمتها في ذلك الوقت بنحو 35 مليون دولار. وكانت ولا تزال نسبة الـ 66% المتبقية من الشركة مملوكة لشركة “بي تي القابضة”، والتي تملكها عائلة خطاب التي أسست الشركة.
المستشارون: قامت أرقام كابيتال بدور مستشار جانب البيع، وقدمت وايت أند كيس الاستشارات الدولية إلى دي بي آي، جنبا إلى جنب مع مكتب معتوق بسيوني وحناوي للاستشارات القانونية، ومكتب ذو الفقار وشركاها. وقامت المجموعة المالية هيرميس بدور مستشار جانب الشراء، بينما قدم أدسيرو- راجي سليمان وشركاه وأكين جامب الاستشارات القانونية. وقامت برايس ووتر هاوس كوبرز بدور المستشار المالي لجانب البيع.
هل هو الاستثمار الأمثل؟ هل هناك صناعة أسوأ من بيع السلع الإلكترونية الاستهلاكية والأجهزة المنزلية في المتاجر؟ هل تتذكرون راديوشاك، وفيوتشر شوب، وكومب يو إس إيه، وكمبيوتر لاند (وغيرها من المتاجر)، وهل تتذكرون التوقف في هيثرو لشراء بلاك بيري بولد 9900 من ديكسون؟ هيمنت تلك المتاجر على بيع السلع الإلكترونية الاستهلاكية حول العالم في وقت سابق كما هيمنت الديناصورات على الأرض، وانقرضت مثلها. فإما أفلست، أو أغلقت، أو تحولت إلى ظل لماضيها الناجح بفضل التجارة الإلكترونية. فما الذي يمكن أن نتوقعه أكثر من صناعة مشهورة بهوامشها المنخفضة المكونة من رقم واحد؟
متجران فقط يمران بمرحلة ازدهار وتنتشر فروعهما في كل مكان: أبل، وبي تك.
الاستثمار في بي تك خطوة ذكية من صندوق الاستثمارات العامة: يتوقع أن تحقق سلسلة المتاجر المحلية إيرادات تبلغ نحو 11 مليار جنيه خلال عام 2022، بزيادة 30% عن العام الماضي. وخلال ست سنوات من تملك صندوق “دي بي ىي” للحصة سابقا، نمت إيرادات بي تك بمقدار خمسة أضعاف وتضاعفت أرباحها عشر مرات. وكان لدى بي تك أقل من 70 متجرا عندما اشترى الصندوق حصته في صيف 2016، وتمتلك الشركة اليوم 143 متجرا، وستفتتح 10 متاجر أخرى قبل نهاية هذا العام. وأصبحت نحو 20% من مبيعات بي تك عبر الإنترنت، بعدما كانت صفر في 2016.
يحمل تخارج دي بي آي رسالة مهمة للمستثمرين الأجانب: يمكن تحقيق الكثير من الأرباح في مصر في حال اختيار الاستثمار الصحيح، حتى مع وضع التعويم في الاعتبار.
تحدثنا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى محمود خطاب الرئيس التنفيذي لشركة بي تك حول ما وصلت إليه الشركة، وأيضا حول خططها المستقبلية. وإليكم مقتطفات محررة الحوار.
أبرز النقاط –
- نمت الإيرادات بمقدار خمسة أضعاف والأرباح عشرة أضعاف منذ 2016، ويتوقع أن تنمو إيرادات الشركة بنسبة 30% هذا العام. وتمثل التجارة الإلكترونية الآن 20% من المبيعات.
- ليس لدى بي تك أي خطط للتوسع خارج مصر حتى الآن، وترى الكثير من الإمكانات غير المستغلة محليا.
- تدرس الشركة إطلاق خدمة “ميني كاش” لخدمات الشراء الآن والدفع لاحقا، كعلامة تجارية قائمة بذاتها.
- لدى الشركة مشروع مع ماكينزي (أحد أكبر الاستشاريين في مصر) لإعادة هيكلة عملياتها الرقمية.
- يعتقد خطاب أن تجارة التجزئة لا تحظى بالتقدير الكافي من حيث خلق فرص العمل.
إنتربرايز: يتحدث البيان الصحفي عن كيف أن العمل مع صندوق الاستثمارات العامة سيساعد الشركة في تسريع نموها. فماذا سيضيف الصندوق بالظبط؟
محمود خطاب: الأمر بسيط: نحن نؤمن بالتعاون مع أفضل الشركاء، في كل شيء. سواء كانوا موظفين أو أعضاء مجلس الإدارة المستقلين أو المساهمين. هذا هو السبب في أننا نعمل مع شركة ماكينزي على مشروع لمدة ثلاث سنوات، وهذا هو، على ما أعتقد، أكبر مشروع لديهم في البلاد وأكبر مشروع في المنطقة يتعلق بالأجهزة المنزلية والإلكترونيات.
كان صندوق “دي بي آي” شريكا رائعا، من خلال القيمة المضافة التي زودنا بها. من الرائع أي يكون لديك شريك إلى جانبك، يساعدك في الوصول إلى مستويات لا يمكنك بلوغها بمفردك. وعندما حان الوقت تخارج “دي بي آي”، تلقينا عروضا متعددة من مستثمرين محتملين. ولكن بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، لا يتعلق الأمر بضخ رأس مال أو شريك بمحافظ عميقة. يتعلق الأمر بشخص يمكنه مساعدتنا في أن نكون أكثر صرامة – إنه يتعلق بأكثر من مجرد توسيع البيع بالتجزئة، الأمر يدور برمته حول التكنولوجيا المالية، الخدمات اللوجستية، وأفضل الممارسات حول العالم. يتعلق الأمر بكل ما هو في المناطق الخلفية التي سنحتاج إلى نموها – وهذه هي القيمة المضافة للصندوق السعودي.
إنتربرايز: هل استثمار “السيادي السعودي” المرتقب إشارة إلى تطلعاتكم للتوسع خارج مصر؟
خطاب: لا، لا نتطلع إلى التوسع خارج مصر حاليا. نعمل في البلاد منذ 25 عاما. وأصبحنا رواد في صناعتنا بالسوق، على أي مقياس، من حيث الحصة السوقية وعدد المتاجر، وسابقة أعمالنا الطويلة. لكننا نشعر أننا لم نبلغ القمة بعد، وحتى نكون جيدين في ذلك، سنواصل التركيز على مصر. وحينها فقط سنتطلع إلى التوسع خارج بلد تعداده 104 ملايين نسمة.
إنتربرايز: تقولون إنكم تتبعون سياسة جريئة، لكن “بي تك” كانت متكتمة إلى حد ما بشأن سرد قصة الشركة. فماذا تقصد بهذا؟
خطاب: في سنوات الشراكة الست مع “دي بي آي”، ضاعفنا الإيرادات بنحو 5 مرات، والأرباح الصافية أيضا بنحو 10 مرات. لقد ضاعفنا عدد المتاجر الموجودة في السوق بأكثر من الضعف ونغطي الآن بشكل شامل كل محافظة باستثناء شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد. لم نكن حينها قد توسعنا في مجال التجارة الإلكترونية. والآن تمثل 20% من إيراداتنا وحصتنا السوقية من المبيعات عبر الإنترنت في قطاعنا بلغت 23%. أطلقنا مؤخرا منصة جديدة تجمع بين الشركات وبعضها البعض. وحتى مع نمو الأعمال التجارية عبر الإنترنت، سنفتتح متجرا جديدا كل 10 أيام تقريبا حتى نهاية العام. ونحن لسنا راضين بعد: إننا نبتكر للمضي قدما في ذلك. يتعلق الأمر بإضافة إيراداتك متنوعة واستخدام هوامش اليوم للاستثمار في المستقبل.
إنتربرايز: من الصعب في أي صناعة أن تنمي أرباحك النهائية مرتين أسرع من إيراداتك. ماذا وراء ذلك؟
خطاب: هناك بالتأكيد تأثير الحجم – كلما زاد حجم أعمالنا، تتزايد البنية التحتية المطلوبة والتكاليف المركزية الأخرى على النشاط. يمنحنا هذا المقياس فرصة الشراء بشروط أفضل، والتي تنعكس بالأخير على الأرباح الصافية. ونحن حريصون جدا على اتباع نهج متوازن – إننا نستثمر في المستقبل، لكننا لا نفعل ذلك على حساب الخسائر اليوم.
يعد العمل على التكاليف وتحسين نفقاتنا طوال الوقت أمرا بالغ الأهمية – فنحن نحاول دائما خفض النفقات وتحسين أرباحنا النهائية. لا أؤمن بتحمل الخسارة مقابل اقتناص حصة سوقية وآمل أن أكون مربحا في المستقبل. منطقيا، إذا لم تكن مربحا اليوم، فلن تكون مربحا غدا.
إنتربرايز: ما هي المنصة التي ذكرتها توا؟
خطاب: الفكرة هي خدمة متاجر البيع بالتجزئة الصغيرة والموزعين. أطلقنا المنصة أول سبتمبر ولدينا بالفعل 5 آلاف تاجر يستخدمونها. الفكرة هي أننا نقدم خدمة متفوقة لتجار التجزئة الأصغر من خلال منصة عبر الإنترنت، يمكنهم الولوج إليها من هاتفهم المحمول أو اللاب توب، كما تمكنهم أيضا من التحقق من مخزوننا، وتقديم طلب، ومقارنة الأسعار، وتسليم المنتجات إلى متاجرهم في اليوم التالي. وتتيح المنصة للتجار أيضا الدفع الإلكتروني أو العثور على بدائل إذا نفد المخزون من المنتج. نرى إمكانات نمو كبيرة في قطاع البيع بالتجزئة بين الشركات وبعضها البعض.
إنتربرايز: صرحت بأن حجم الأعمال سينمو بنسبة 30% هذا العام على الرغم من جميع التحديات التي تواجهها السوق مع أزمة الاستيراد وتباطؤ النمو الاقتصادي. فما الذي يعزز نمو المبيعات بالنسبة لك؟
خطاب: ببساطة، لدينا متاجر أكثر من أي لاعب آخر في السوق. وننتشر في جميع أنحاء مصر، كما أننا أقوياء جدا عبر الإنترنت، ونقدم منتج “ميني كاش” الخاص بنا، والذي يتيح نحو 42% من مبيعاتنا، مما يجعلنا رائدين في سوق التمويل الاستهلاكي للأجهزة المنزلية والإلكترونيات. ويمثل هذا نحو ضعف ما يقدمه أقرب المنافسين. إننا نسعى وراء سوق الشركات وبعضها البعض ونضيف المتاجر. ونتعامل أيضا بحكمة مع التكاليف في طريقنا إلى ذلك، كما هو الحال مع طرح خط “بي تك إكس” الخاص بنا من المتاجر الأصغر التي يمكننا طرحها بشكل أسرع في مناطق تشمل مراكز التسوق والمحلات المتواجدة في محطات “شل أوت” مع توفير مجموعة منتجات صغيرة وتسليم المنتجات الأكبر حجما.
نحن لا نقف مكتوفي الأيدي، حتى نتعرض لظروف سوق صعبة. إننا نستمتع بالإنطلاق خلال أوقات توقف السوق لزيادة حصتنا ومضاعفة خطط النمو، لذلك نحن في مكان أفضل عندما تعود الأمور إلى طبيعتها.
إنتربرايز: هل لديك خطط لطرح “ميني كاش” كعلامة تجارية مستقلة، لتمويل المشتريات من تجار تجزئة آخرين؟
خطاب: كل ما يمكنني قوله، إننا نناقش الأمر، ولكن حاليا نحن حلقة مغلقة – كما هو الحال اليوم، نحن نمول منتجاتنا وخدماتنا فقط.
إنتربرايز: إعلانك يتحدث عن “تقدم تحولكم الرقمي”، ماذا يعني ذلك؟
خطاب: على مدى السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة، سنستثمر أكثر من مليار جنيه في التحول الرقمي. الرقمنة ستطال كل أركان الشركة، ليس فقط تجربة العملاء، ولكن كل شيء. يمثل ذلك أحد أهم مجالات التعاون مع ماكينزي. ونمضي قدما نحو ذلك بالفعل: في يوم السبت الماضي (1 أكتوبر)، أعلنا عن تغيير في هيكلنا الداخلي وعيننا نائب رئيس تنفيذي للفروع والرقمنة. وعمل على تطوير تقنيتنا الخاصة من الداخل إلى الخارج.
إنتربرايز: صرحت في وقت سابق بأن البيع بالتجزئة، كصناعة، لا يحظى بالتقدير الكافي.
خطاب: سيكون لدى “بي تك” 6 آلاف موظف بنهاية 2022، بتوظيف 900 عضو جديد في الفريق هذا العام فقط. بصفتنا تجار تجزئة، نحن نبتكر الوظائف.
ترى، شهادتي مجروحة فيما يخص فكرة “التصنيع أم البيع بالتجزئة”، لكن الصحافة ليس لديها سوى “صناعة، صناعة، صناعة”. يدير الجميع الشركات المصنعة – على الرغم من أن أكثر من 34% من القوى العاملة في مصر تعمل في تجارة التجزئة. لا أحد يتحدث عن التجارة والتوزيع. نحن لا نسرح الناس – نحن نوظف على مدار العام.
أتحدى أي مصنع في مصر لديه القدرة على توفير فرص عمل ودعم أسر جديدة كما يفعل البيع بالتجزئة. نتواجد في 24 محافظة، و33 مدينة. إننا لا نوظف الأشخاص فحسب – بل نستثمر فيهم. حصل أعضاء فريقنا، في المتوسط، على ثلاث دورات تدريبية هذا العام في أكاديمية “بي تك”. لقد أنشأنا برنامج دبلوم في إدارة البيع بالتجزئة بالشراكة مع الحكومة وسنطرح مستوى جامعي من برامج التجزئة وإدارتها بالتعاون مع جامعتين.
إنتربرايز: إذا كان بإمكانك تغيير شيء واحد في عملك، فماذا سيكون؟
خطاب: نحن بطيئون للغاية. يمكننا أن ننمو بشكل أسرع إذا غيرنا الطريقة التي نعمل بها. إننا بحاجة إلى التعامل مع نطاق ووتيرة التغيير الذي يحدث في جميع أنحاء العالم. نمو الإيرادات 5 أضعاف ونمو الأرباح 10 مرات “كبير”، لكنهما مجرد البداية. أريد أن أبقي هذا الوحش جائعا طوال الوقت – نريد دائما الاحتفاظ بروح الشركة الناشئة، حتى الآن، وبعد 25 عاما في مسيرتنا.