مستقبل سلاسل التوريد: أقصر وأكثر اخضرارا
تطور سلاسل التوريد: تتغير سلاسل التوريد كما عرفناها من قبل في العامين الماضيين استجابة للاضطرابات العالمية، والتي كشفت عن التشققات في العمليات القديمة التي كانت مسؤولة عن توفير غالبية المنتجات.
سلاسل التوريد تتمنى لو أن العقد الحالي لم يأت: جاءت الجائحة أولا، ثم توقفت حركة قناة السويس، والآن هناك الحرب الدائرة في أوكرانيا. وهذه الأحداث الثلاثة اجتمعت للضغط على سلاسل التوريد كما لم نشهد من قبل في عصر العولمة. كل هذا سلط الضوء على ضعف سلاسل التوريد العالمية في مواجهة الأحداث المدمرة، مما أجبر الشركات على إعادة التفكير والترتيب.
هل سلاسل التوريد الأقصر هي الحل؟ تبحث الشركات الآن عن سلاسل التوريد الأقصر، حتى لو كانت بتكلفة أعلى. الخيار الأقصر والأكثر أمانا وتكلفة هو التغيير الذي يرغب البعض في اللجوء إليه، ومن المرجح أن ينمو هذا التوجه، وفقا لمجلة فوربس. تقصير سلسلة التوريد يعني تقليل عدد المشاركين في الدورة، وبالتالي الحد من تعرض السلسلة للمشكلات والتأخيرات بسبب الاضطرابات العالمية. عادة ما تعتمد سلسلة التوريد الأقصر بشكل أساسي على المنتجات المحلية، وتتجنب الشحن الخارجي وأي مشكلة قد يجلبها.
بعض الشركات المصنعة اتخذت خطوات بالفعل: بعد الجائحة والقضايا المتعلقة بتأمين الإمدادات من الصين بسبب تشديد سياسات الإغلاق، اتجه عدد من المصنعين في أوروبا إلى تقصير سلاسل التوريد الخاصة بهم والاعتماد على الموردين الأوروبيين، وفق الاستطلاع الذي أجرته مجلة سابلاي تشين موفمنت (حركة سلسلة التوريد). ورغم أن توفير الإمدادات محليا أو إقليميا قد يكون أعلى تكلفة بقليل، فإنه أكثر مرونة وأقل خطورة لدرجة أن بعض المصنِّعين يفضلون استخدام سلاسل التوريد الأقصر.
كل شئ يشير إلى السلاسل الأقصر: أصبح العالم بأسره ينقل تركيزه نحو كل شيء مستدام وأخضر، وسلاسل التوريد ليست بمعزل عن ذلك، إذ تخضع مؤخرا للتدقيق بسبب بصمتها الكربونية الضخمة. بالطبع عمليات الشحن عبر العالم ليست مفيدة للبيئة، فالشحن الدولي يمثل نحو 3% من جميع الانبعاثات العالمية، أكثر من الإسهام السنوي لألمانيا رابع أكبر اقتصاد في العالم، وما يقرب من أربعة أضعاف نصيب مصر من الانبعاثات سنويا. الحل؟ سلاسل توريد أقصر.
نقص الموظفين لن يشكل أزمة: بدأت المستودعات في جميع أنحاء العالم في استخدام التكنولوجيا لأتمتة عملية الفرز من خلال طلبات المخزون والشحن، مما يساعد الشركات في التغلب على نقص العمالة الذي حدث على مدار العامين الماضيين، بحسب نيويورك تايمز. يأتي هذا بعد فترة وجيزة من موجة الاستقالات الكبرى التي شهدت أعدادا قياسية من الاستقالات العام الماضي. ومع وجود 11 مليون وظيفة شاغرة، لا يزال عدد المتقدمين منخفضا. كل هذا يجبر الشركات في بعض القطاعات على زيادة الرواتب بقوة لجذب المواهب والاحتفاظ بها، أو استخدام الروبوتات في بعض الحالات.
كيف يمكن أن تساعدنا الروبوتات؟ كما هو الحال في أي مهنة أخرى، يحسن استخدام الروبوتات في حركة سلسلة التوريد من وتيرة العمل ودقة العمليات، خاصة في التخزين والتصنيع، طبقا لبحث نشرته شركة ديلويت. استخدام الروبوتات يزيد أيضا من كفاءة عمل الموظفين البشريين ويقلل مخاطر إصابتهم. الجانب السلبي هنا هو أن زيادة الأتمتة تجلب وتيرة عمل أسرع وروتينا أكثر تكرارا، مما يؤدي إلى معدل دوران مرتفع للغاية وإرهاق لموظفي المستودعات.
إلى أين وصلنا؟ بدأت سلاسل التوريد في التعافي من عاصفة الأزمات المتتالية، وانخفضت أسعار الشحن إلى النصف تقريبا، وتراجع متوسط تكلفة نقل الكونتينر المعدني ذي الـ 12 مترا بنسبة 45% من ذروته العام الماضي.
تريدون معرفة المزيد حول تطور سلاسل التوريد؟ تقدم وول ستريت جورنال فيلما وثائقيا بعنوان Why Global Supply Chains May Never Be the Same (شاهد: 54:42 دقيقة)، يأخذنا عبر دورة حياة المنتجات من التجميع إلى التسليم، مما يمنحنا نظرة على كيفية تغير كل رابط من سلاسل التوريد في أعقاب الجائحة.