رسميا.. القطاع الخاص يدعم جهود الحكومة لتعزيز القدرة التخزينية للسلع الأساسية
أوراسكوم كونستراكشون وحسن علام وسامكريت توقع عقودا بـ 4 مليارات جنيه لإنشاء أربعة مستودعات استراتيجية: وقعت وزارة التموين والتجارة الداخلية أمس الثلاثاء عقودا نهائية بقيمة 4 مليارات جنيه مع شركات حسن علام للمرافق وأوراسكوم كونستراكشون وسامكريت لإنشاء أربعة مستودعات استراتيجية للسلع الأساسية، وفق تصريحات رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية إبراهيم عشماوي لإنتربرايز. يعد هذا المشروع جزءا من خطة حكومية أوسع لإنشاء سبعة مستودعات استراتيجية في البلاد، في محاولة لتعزيز القدرة التخزينية للحبوب، وفق ما قاله عشماوي.
تذكير – طالما كانت زيادة السعة التخزينية أولوية رئيسية للحكومة، التي تحاول زيادة الاحتياطيات الاستراتيجية من السلع الأساسية في ظل الحرب في أوكرانيا التي تسببت في اضطراب سلاسل الإمدادات الغذائية العالمية. كما أن السعة التخزينية الحالية – بإجمالي 44 صومعة ووحدات تخزين أخرى، بسعة إجمالية قدرها 5.4 مليون طن – لا تأخذ في الحسبان القمح الإضافي الذي يجري شراؤه في أوقات الأزمات والنقص المتوقع. ويتضمن النظام الذي تطبقه الحكومة حاليا لتخزين الحبوب تقليل حجم واردات القمح في موسم الحصاد لإفساح المجال لزيادة المعروض المحلي، ثم تستأنف الحكومة دورة الاستيراد مجددا بمجرد انخفاض احتياطيات القمح المحلية.
التفاصيل: قال عشماوي إن المستودعات الأربعة ستكون في الشرقية والسويس والفيوم والأقصر، ويصل سعر كل منها إلى 3 مليارات جنيه، مضيفا أنها ستزيد الطاقة الاستيعابية للاحتياطي الاستراتيجي من ستة أشهر إلى تسعة أشهر. وأشار عشماوي إلى أنه من المتوقع أن يجري الانتهاء منها في غضون 20-30 شهرا، موضحا أن تركيب المعدات المطلوبة لأتمتة المستودعات سيستغرق بعض الوقت.
كيف ستعمل هذه الآلية؟ ستربط المستودعات ببعضها البعض إلكترونيا للسماح بتتبع محتوياتها، وفقا لما قالته شركة حسن علام في بيان لها (بي دي إف). ونظام التتبع الآلي هذا مصمم لضمان تخزين السلع الأساسية بشكل آمن وتقليل الفاقد. وأضاف البيان أن النظام سيساعد أيضا في تعزيز قطاع التجارة الداخلية في البلاد. وقال عشماوي لإنتربرايز إن أتمتة المستودعات تهدف إلى تزويد وزارة التموين ببيانات لحظية عن الكميات الدقيقة للسلع المتاحة وللحد من الفساد.
تعد هي أول شراكة بين القطاعين العام والخاص من هذا النوع في البلاد، وفقا لما قاله عشماوي. وأوضح أن “القطاع الخاص سيقوم ببناء وتشغيل وإدارة وصيانة المستودعات التي ستشتريها الحكومة”.
ولهذا السبب استغرق الأمر بعض الوقت: قال عشماوي: “يتطلب هذا إنشاء نماذج أعمال جديدة، وإجراء مراجعات من قبل الكيانات القانونية ومجلس الوزراء والبنوك والشركاء المختلفين المعنيين”.
القدرة التخزينية لمصر سترتفع خلال الأعوام القليلة المقبلة: من المقرر إطلاق مناقصة ثانية لبناء ثلاثة مستودعات أخرى، حسبما ذكرت أموال الغد في وقت سابق. وتنشئ وزارة التموين أيضا صوامع قمح في توشكى بسعة 500 ألف طن، فيما أعلنت الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين عن خطط أواخر العام الماضي لاستثمار 600 مليون جنيه في بناء خمس صوامع خلال العامين المقبلين. وقالت شركة سيمبريا الدنماركية أيضا إنها ستبني مجمع صوامع قمح في بورسعيد لصالح الشركة المصرية العامة للصوامع والتخزين، مضيفة أن القدرة التخزينية للمنشأة تصل إلى 100 ألف طن من القمح، بينما ستعمل إيطاليا على ست صوامع بسعة 30 ألف طن.
أهمية التخزين تزداد وسط مساعي الحكومة لزيادة مشترياتها من القمح المحلي: اشترت الحكومة نحو 4.2 مليون طن من القمح من المزارعين المحليين خلال موسم الحصاد هذا العام. ويعد هذا أعلى بنسبة 20% مقارنة بالكميات التي جرى توريدها العام الماضي، لكنه لا يزال دون الهدف الطموح للحكومة والبالغ 6 ملايين طن بعد أن دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الحكومة لزيادة اعتمادها على المحصول المحلي.
تبدو آفاق احتياطيات القمح للعام المقبل جيدة حتى الآن: في حين أن الحكومة لم تعلن حتى الآن عن أهدافها المحدثة لتوريدات القمح للموسم المقبل، إلا أنها رفعت “السعر الاسترشادي” للقمح إلى ألف جنيه للأردب، بزيادة قدرها 15% عن 865-885 جنيها للأردب لهذا العام. وكان المزارعون قد طالبوا الحكومة في وقت سابق هذا العام برفع الأسعار إلى ألف جنيه لمساعدتهم على مواجهة التضخم المرتفع وتحقيق أهداف الإنتاج. وعلى صعيد الواردات، فإن تراجع أسعار السلع الأساسية جزئيا – بما في ذلك القمح – بفضل الاتفاق التاريخي بين روسيا وأوكرانيا والذي جاء بوساطة الأمم المتحدة وتركيا لاستئناف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، يمكن أن يسمح باستيراد القمح بأسعار معقولة أكثر مما كان متوقعا في السابق لهذا العام.
البنك الدولي يساعد مصر أيضا على تعزيز قدرتها التخزينية: قدم البنك الدولي لمصر حزمة تمويلية بقيمة 500 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام لتعزيز الأمن الغذائي للبلاد. وجرى تخصيص أكثر من خُمس التمويل – 117.5 مليون دولار – لزيادة السعة التخزينية للصوامع.
أيضا – تجري وزارة التموين محادثات مع منصات التجارة الإلكترونية أمازون وجوميا وطلبات ونون للاستثمار في مراكز توزيع تابعة لها في مصر.
أبرز أخبار البنية التحتية في أسبوع:
- يخطط النادي المصري للألعاب الرياضية لإنشاء مجمع رياضي في بورسعيد، باستثمارات تبلغ 4 مليارات جنيه. وسيضم المجمع ملعبا بسعة 20 ألف مشجع، إضافة إلى فندق بطاقة استيعابية قدرها 400 غرفة، و800 وحدة فندقية فاخرة.
- تخطط هيئة قناة السويس لزيادة الطاقة الاستيعابية لمارينا اليخوت في الإسماعيلية إلى 60 يختا من 12 فقط حاليا، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز سياحة اليخوت.
- افتتحت وزارة الصحة مجمعا لحفظ وتوزيع اللقاحات بمصنع الشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية (فاكسيرا) المملوكة للدولة في مدينة السادس من أكتوبر.
- وقعت محافظة الإسكندرية وشركة نهضة مصر للخدمات البيئية الحديثة التابعة لشركة المقاولون العرب عقدا لتنفيذ منظومة جديدة للمخلفات.