الرجوع للعدد الكامل
الخميس, 1 سبتمبر 2022

سر الصعود السريع لـ "بي ريل"

لماذا ينجذب الجيل زد لتطبيقات مثل بي ريل؟ في عام 2020، أطلق رائدا الأعمال الفرنسيان ألكسيس باريات وكيفن بيريو تطبيقا يسمى "بي ريل" والتي تعني "كن حقيقيا". انتشرت منصة التواصل الاجتماعي انتشارا سريعا خلال الأشهر الأخيرة في أوساط الشباب والمراهقين، أو الجيل زد، بسبب اختلافه عن نظرائه من التطبيقات الأخرى. لم يتضح بعد كم من الوقت يمكن أن تستمر منصة صغيرة مثل بي ريل، والتي تعتبر نفسها بديلا أكثر اقترابا من الواقع لوسائل التواصل الاجتماعي، في عالم يهيمن عليه عمالقة مثل تيك توك وإنستجرام. ظهور هذه الأنواع من التطبيقات التي تناهض فكرة التهافت على الشهرة على السوشيال ميديا مع عدد المستخدمين الذين جذبتهم حتى الآن قد يشير إلى حالة سأم عامة من المنصات القديمة، حيث جعل السعي الحثيث لنشر محتوى افتراضي وجذب أكبر عدد من المتابعين تجربة الحياة على الإنترنت تفتقر للطابع الشخصي ومثيرة للإحباط أحيانا.

صور عادية بلا فلاتر: فكرة تطبيق بي ريل بسيطة، إذ أنه يهدف إلى إنشاء تفاعل حقيقي بين المستخدمين من خلال مطالبة المستخدمين بالتقاط ونشر صورتين (واحدة بالكاميرا الأمامية وأخرى بالخلفية) يوميا قبل إتاحة إمكانية الاطلاع على ما نشره الآخرون على المنصة. يتلقى المستخدمون إشعارا من التطبيق في وقت متغير كل يوم، يبلغهم بأن موعد التقاط الصورتين قد حان، ويكون أمام المستخدم دقيقتين لفعل ذلك ونشر ما يفعلونه في تلك اللحظة، ولا يهم إن كان ذلك مملا أو عاديا. وبسبب هذه اللعبة ذات القواعد والقيود، يرى البعض التطبيق "مناهضا لإنستجرام"، وبالنسبة للكثيرين فإن هذا النوع من التواصل العفوي والعادي عبر الإنترنت يعيد إلى أذهاننا ذكريات الأيام الأولى لمواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بالتحديد ما يجعل بي ريل جذابا جدا لكثيرين.

أن تكون حقيقيا: في ذروة صعود بي ريل، انتشر شعور عام بعدم الرضا عن عمالقة التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستجرام اللذين يحفزان شهوة الشهرة والصور اللامعة لحياة الناس. تحفيز الناس لتكوين شهرة أو صنع تأثير على السوشيال ميديا – المكونان الأساسيان في خلق التفاعل بين المستخدمين على تيك توك وإنستجرام – قد يكون سببا في خسارة عمالقة التواصل الاجتماعي الحاليين لمعركة عامل الحسم فيها هو الأصالة. يحاول بي ريل صراحة النأي بنفسه عن نظرائه من المنصات لهذا السبب تحديدا، ويظهر ذلك بوضوح في توصيف التطبيق لنفسه: "بي ريل لا يريدك أن تكون مشهورا، إذا أردت أن تكون مؤثرا (إنفلونسر) يمكنك البقاء على تيك توك وإنستجرام".

ولكن البعض غير متحمس للفكرة: رغم أن القيود التي يفرضها بي ريل تحد في ظاهرها من محاولات الناس للظهور بصورة مصطنعة أو مثالية على الإنترنت، إلا أن التطبيق لا يزال غير قادر على التخلص من المشكلة الأساسية المتجذرة في طريقة تفاعل المستخدمين مع المنصات الأكبر حجما، وهي ما يمكن أن نطلق عليه "الأداء المفتعل". ويرى البعض أن إنستجرام بالفعل أصبح ينتشر فيما ما يسمى بـ "كاجوال إنستجرام"، والذي وصفه موقع ماشابل بـ "عدم الاهتمام المدروس"، حيث يفتعل الكثير من المستخدمين التلقائية والطبيعية، ولكن بوعي شديد بأن تلك هي صورتهم التي يريدون أن تظهر إلى الناس. ومن المحتمل أن يجعل ذلك السعي للتمسك بالأصالة عبر منصات التواصل الاجتماعي بلا جدوى. هذا إلى جانب مشكلة المشاركة المستمرة التي يلزم بي ريل مستخدميه بها من خلال مطالبتهم بالنشر يوميا للحفاظ لضمان استمرارهم في استخدام التطبيق، والذي قد يسفر عن مشكلات جديدة تماما مثل المشاركة المفرطة على المنصة والشعور بالإنهاك.

والبعض الآخر يضع رهانات كبيرة على تطبيقات التواصل الاجتماعي البديلة: ليس واضحا بعد كيف ستندثر موجة التواصل الاجتماعي المناهضة للفت الانتباه والمربحة ماليا، لكن الداعمين يضخون أموالا بالفعل في هذه المجموعة الجديدة من التطبيقات. ومنذ ظهوره، صعد بي ريل إلى القمة في قائمة أبل للتطبيقات المجانية على آب ستور مع إجمالي 28 مليون تنزيل حتى شهر أغسطس 2022. وتشير تقارير إلى أن الشركة المالكة للتطبيق بصدد إتمام جولة تمويلية بقيادة شركة رأس المال المغامر دي إس تي جلوبال التي يديرها الملياردير الروسي يوري ميلنر، والتي سترفع قيمة الشركة إلى قرابة 630 مليون دولار. يأتي ذلك بعد أن جمعت الشركة 30 مليون دولار في جولة تمويلية أولية في يونيو بقيادة شركة رأس المال المغامر أندريسن هورويتز. وفي غضون ذلك، جمع تطبيق مشابه وهو لوكيت، الذي يتيح للمستخدمين إرسال الصور مباشرة إلى أصدقائهم، نحو 12.5 مليون دولار في جولة تمويلية بقيادة شركة أوبن أيه آي التي يديرها المستثمر الأمريكي سام ألتمان.

فترة صعود وتنقضي؟ هناك بالتأكيد احتمال بعيد أن تلقى تطبيقات مثل بي ريل المصير نفسه لتطبيقات أخرى اكتسبت شهرة ثم انطفأ بريقها مثل كلوب هاوس، والذي شهد صعودا سريعا ثم هبوطا في شعبيته في ذروة تفشي الجائحة. التهديد الذي يلوح في الأفق والذي يتمثل في وجود منافس أكبر وأفضل لبي ريل تعمل إنستجرام عليه قد يساعد في الحد من شعبية بي ريل من خلال جذب المستخدمين الذين يتوقون إلى نسخة أهدأ أو أقل صخبا من وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).